الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ألمانيا "أرسلت إلى الصين فاتورة أضرار" كورونا؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
ألمانيا "أرسلت إلى الصين فاتورة أضرار" كورونا؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
ألمانيا "أرسلت إلى الصين فاتورة أضرار" كورونا؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+ A-

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، وايضا مواقع اخبارية عربية وأجنبية، خبرا يزعم ان "ألمانيا ارسلت الى الصين فاتورة بـ130 مليار جنيه استرليني" تعويضا عن خسائرها بسبب فيروس كورونا المستجد. غير ان هذا الكلام غير صحيح، ذلك أن ألمانيا لم تطالب بهذه التعويضات، كما يتم زعمه، بل عمدت أكبر صحيفة ألمانية "بيلد" الى نشر فاتورة بقيمة 149 مليار أورو، أي نحو 162 مليار دولار، "تدين لنا بها الصين بالفعل"، على قولها، بسبب وباء كورونا. وقد ردّت عليها الصين... مرتين. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: منذ نحو يومين، تكثف تناقل الخبر (من دون تدخل): "ألمانيا ترسل الصين فاتورة بقيمة 130 مليار جنيه إسترليني عن أضرار فيروسات التاجية"- يثير غضبًا في بكين"، و"الخارجية الألمانية تطالب بتعويضات مالية ضخمة من الصين بسبب تفشي مرض كورونا. وملامح أزمة ديبلوماسية تلوح في الأفق بين البلدين ان لم تدفع الصين". هذه المزاعم تنشرها حسابات في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). ويرفقها بعضها بـ"المصدر": مواقع اخبارية عربية واجنبية نشرت الخبر (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا...).  

 

التدقيق: 

1- في حقيقة الأمر، حدّدت بعض هذه المواقع الاخبارية، في سياق نص الخبر، لا سيما موقع Express، ان "صحيفة المانية كبيرة"، وبالاسم "صحيفة بيلد الالمانية"، هي التي "نشرت فاتورة ضخمة" موجهة الى الصين لمطالبتها بتعويض برلين عن الخسائر الهائلة التي تسبب بها وباء كورونا. 

صحيح ان "بيلد" هي صحيفة المانية تتمتع بتاريخ وتأثير كبير وانتشار واسع، الا ان الفاتورة التي نشرتها لم تصدر عن برلين رسميا. وبالتالي كان من الخطأ الكتابة في العنوان بأن "المانيا تطالب الصين بتعويضات"... هذا الخطأ المهني يبدو ان موقع Express تداركه لاحقا عبر تعديل عنوانه الأول (ادناه الى اليمين) باستبدال ألمانيا بـ"صحيفة المانية رائدة كتبت فاتورة..." (ادناه الى اليسار)، وذلك بخلاف بقية المواقع الاخبارية المعنية التي ابقت العنوان الأول المضلل. 

2- إلى "بيلد"... في 15 نيسان 2020، نشرت الصحيفة الالمانية مقالة بعنوان: 

BILD PRÄSENTIERT DIE CORONA-RECHNUNG Was China uns  jetzt schon schuldet، اي "بيلد" تقدم فاتورة كورونا، ما تدين لنا به الصين بالفعل. المقالة للمشتركين فقط. غير ان مواقع اخبارية المانية وعربية تناولتها، وتكلمت على مضمون هذه الفاتورة. واورد موقع "الحرة" في 20 منه ان "أكبر صحيفة ألمانية "بيلد" أعدت فاتورة بقيمة 149 مليار أورو، أي ما يقارب 162 مليار دولار كخسائر تسبب بها فيروس كورونا المستجد لهذا البلد.

وذكر الموقع الاخباري الألماني "دوتشيه فيليه" بالانكليزية ان "بيلد اعدت فاتورة مفصّلة تضمنت ما قيمته 27 مليار أورو خسائر السياحة بين آذار ونيسان 2020، وحتى 7.2 مليارات لصناعة السينما الألمانية، ومليون أورو في الساعة لشركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، و50 مليارا للشركات الصغيرة الالمانية. وبذلك يصبح المجموع الكلي 149 مليار أورو. وتقدر الفاتورة أن الخسارة هي بنحو 1،784 أورو للشخص الواحد، إذا انخفض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة 4.2 بالمائة".

في اليوم ذاته، ردت الصين بغضب على "بيلد"، عبر توجيه رسالة الى رئيس تحريرها جوليان ريتشلت JULIAN REICHELT عبر السفارة الصينية في المانيا. ومما جاء فيها: "بصرف النظر عن أننا نعتبر ان  القاء اللوم على الصين في جائحة تؤثر على العالم كله، ومن ثم تقديم تقرير صريح عن الديون الصينية المزعومة لألمانيا، هو أسلوب سيئ جدًا، فإن المقالة تتجاهل بعض الحقائق الأساسية...".

في 17 منه، ردت "بيلد" برسالة وجهها ريتشلت الى الرئيس الصيني شي جينبينغ بعنوان: "أنت تعرض العالم للخطر"، قائلا: "أنت تحكم بالمراقبة. ولن تكون رئيسا من دون مراقبة". "كان عليك أنت وحكومتك وعلمائك أن تعلموا، منذ مدة طويلة، أن فيروس كورونا معدٍ للغاية. لكنك اخفيت هذا الموضوع عن العالم...".

وجاء رد الصين في اليوم ذاته، عبر رسالة جديدة قالت فيها ان المقالة تتضمن مجددا "أكاذيب وتشهيرا سياسيا بالصين، مما يدفعنا الى إعادة تأكيد رفضنا القاطع لذلك...". 


 وباء كورونا 

في العالم، تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد بوفاة 177822 شخصاً على الأقل منذ ظهوره في كانون الأول في الصين. فيما بلغ عدد الإصابات أكثر من مليونين و571 ألفاً و881 إصابة في 193 دولة ومنطقة.

وقد أودت الجائحة بحياة أكثر من 110522 شخصا في أوروبا، أي نحو ثلثي الوفيات العالمية وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية في الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء. 

الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً، إذ سجلت 45075 وفاة من 825306 إصابة. تليها إيطاليا (24648 وفاة) وإسبانيا (21717) وفرنسا (20796) والمملكة المتحدة (17337). وسجّلت الصين القارية (من دون ماكاو وهونغ كونغ)، حيث ظهر الفيروس للمرة الاولى أواخر كانون الأول، إجمالي 82788 إصابة (30 حالة جديدة بين الثلثاء والأربعاء) بينها 4632 وفاة، فيما شفي 77151 شخصاً.

وفي المانيا، تم تسجيل أكثر من 143000 إصابة رسمياً ونحو 4600 وفاة، وبات الوباء "تحت السيطرة ويمكن إدارته" في ألمانيا، وفق تعبير وزير الصحة ينس شبان الثلثاء 21 نيسان. وقد أعلنت السلطات الألمانية الفدرالية المختصة، اليوم الأربعاء، تجارب إكلينيكية للقاح ضد فيروس كورونا المستجد تجريها شركة "بيونتك"، ومقرها في ماينس، بالتواصل مع شركة فايزر الأميركية. هذه هي التجربة الرابعة للقاح ضد كوفيد-19 على البشر في العالم.

النتيجة: المزاعم ان "المانيا طالبت الصين بتعويضات ضخمة"، او "انها ارسلت اليها فاتورة..." بقيمة الخسائر بسبب فيروس كورونا، مزاعم خاطئة. ألمانيا لم تطالب الصين رسميا بهذه التعويضات، بل عمدت أكبر صحيفة ألمانية "بيلد" الى نشر فاتورة بقيمة 149 مليار أورو "تدين لنا بها الصين بالفعل"، على قولها، بسبب وباء كورونا. وقد ردت الصين على الصحيفة مرتين. 

[email protected]






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم