الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رجال الاستعراض

سمير عطاالله
Bookmark
رجال الاستعراض
رجال الاستعراض
A+ A-
تتسع في العزل فسحة التأمل، وتكبر عدسة الرؤية، وكلما اقترب الإنسان من نفسه، خاف شطط الآخرين. وفي مثل هذه الحالات الغريبة والغامضة الاسباب، يصبح كل فرد مسؤولاً المسؤولية الكبرى، الموت والحياة. العدوى والانتحار. وتتعرى الحياة إلا من الجوهر. ويسقط التأويل اللفظي امام حقائق الكارثة. وتتطلع الشعوب والأمم إلى اهل الصدق والثقة والعقل، لأن اللحظات الحرجة لا تحتمل الزيف والعروض الفارغة.تنتهي المراحل الاستعراضية بأثمان فادحة على الناس. وتتحول البهلوانيات الفارغة الى فواجع. وما اقبح الاستعراض الفارغ حين يتم فوق الجثث وبين صرخات الاستغاثة، لأن المخمور بالعرض، لا يميز بين العويل والهتاف. كان تشاوشيسكو لا يزال يرفع يده بالتحية فيما الجموع تصرخ: جرذ. جرذ. وفجأة انتبه وهرب.نحن في عصر مرير من سياسة الاستعراض. وقف الرجل الساكن البيت الأبيض يقول: "قمنا بجهد عظيم ومثالي ولم نخطىء في شيء، ولم نتأخر في قراراتنا، وما يشاع عن أخطاء، هو صناعة الإعلان الكاذب، وفبركة شريرة من الحزب الديموقراطي".أين الفظاعة في الأمر؟ في أن الرجل مقتنع بما يقول. إنها مؤامرة كونية عليه، يسقط خلالها الألوف من البشر كل يوم، معرقلين بجثثهم شهوة البقاء في البيت الأبيض، حيث يَطرد صباح كل يوم، صاحب عقل آخر. حتى جون بولتون بدا معتدلاً امامه.لا تعود هذه كارثة محلية فقط، عندما يكون رئيس اميركا منتشياً "بجهده المثالي" في مثل هذه الخنقة العالمية التي حوّلت نيويورك الى مقابر جماعية. في اليوم نفسه، خاطب امير من فرنسا، يدعى ايمانويل ماكرون، شعبه قائلاً: "أقول لكم، بكل مذلّة، أننا تأخرنا في اتخاذ القرار".كيف للدنيا برجل غاضب على الدوام، لا يصغي إلاَّ لنفسه، في مونولوغ مستمر، صباحاً ومساء، كيف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم