الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما هي الفضيحة؟ والجنسية الأكثر انتشاراً؟

المصدر: "النهار"
ليال كيوان بو عجرم
A+ A-

تعجّ صفحات التاريخ بأخبار تطول مشاهير وأناس عاديين، وإذا ألقينا نظرة على فضائح الناس العاديين نجدها لا تُقارن بتلك التي يتورط فيها المشاهير لناحية العدد، وقد يعود السبب الى تسلط الأضواء على المشاهير الذين سرعان ما تنتشر أخبارهم السيئة قبل الجيدة. وقد يتورط كثر من الناس غير المعروفين في فضائح كثيرة من دون أن يدري بهم غير معارفهم والأبعد قليلاً من دون أن يتخذ الخبر طابعاً انتشارياً واسعاً.
لا يمكن أحد أن ينكر حبه لسماع فضائح الجيران والناس وإن اختلفت طرق التعامل معها بين شخص وآخر، فالبعض يتناقلها ويروج لها والبعض الآخر يسمعها ويتجاهلها بعد فترة وكأن شيئاً لم يكن، لكن يبقى المعني المباشر بها هو الوحيد الذي يعيش معها في كل لحظة ويتذوق مرّها الى أن تنطفئ وتزول وينساها الناس وقد لا تزول!
ولأن الناس يحبون كشف المستور، ولأن الفضيحة تغيّر مجرى الحياة بالنسبة الى الشخص محور الفضيحة ولمن حوله، ولأن الناس يحبون كل ما يبعدهم من الروتين ويضفي نكهة جديدة على مذاق يومياتهم، ما ان يسمعوا بفضيحة ما حتى يسارعوا للأخذ بها وتداولها، ولا يخلو الأمر من إضافة بعض التوابل اليها بما يجعل مذاقها مناسباً لخيالهم وما يشتهونه. لكن كيف يتحول حدث ما فضيحة؟ وما هي الفضيحة؟
يشرح الإختصاصي في علم النفس الإجتماعي الدكتور كمال بطرس معنى الفضيحة بأنها "انكشاف المساوىء وإشهارها والإعلان عنها أمام الناس، مما يجلب العار ويخدش الحياء ويؤذي المفاهيم والقيم الأخلاقية العامة في المجتمع، وهي تجاوز يطعن المجتمع في معتقداته، ولكن التجاوز الأخلاقي يبقى مسألة نسبية تخضع لتغير الزمان والمكان. ومنها أنواع كثيرة من الفضيحة الأخلاقية الى الإجتماعية والمالية والسياسية والإعلامية وغيرها".
والفضيحة في حقيقتها ادعاء او مجموعة من الادعاءات والمزاعم التي تنتشر انتشاراً واسعاً مسببة الضرر المعنوي وأحياناً المادي لأصحابها الذين قد يكونون مؤسسات او أفراد أو حتى عقائد او معتقدات. وقد تكون الفضيحة مبنية على مجموعة من الادعاءات الصحيحة او الكاذبة او الاثنين معاً.
وفي تعريف الفضيحة الاجتماعية يعتبرها بطرس ببساطة "مخالفة العادات السائدة في مجتمع ما والخروج عن المألوف. والزمان يلعب دوراً مهماً في اعتبارها فضيحة علاوة على ثقافة المجتمع . فكثيراً ما نرى أن ما يعتبره مجتمع ما في دولة ما، هو أمر عادي بالنسبة الى غيرهم من المجتمعات حتى لو كانوا يعيشون في الدولة ذاتها. وينسحب الأمر على بقية المجتمعات في الدول كافة".
وعن الفضيحة الجنسية يقول إنها الفضيحة التي تنطوي على ادعاءات أو معلومات عن الأنشطة الجنسية التي يفعلها العامة. "وكثيراً ما ترتبط بنجوم السينما ورجال السياسة، أو غيرهم في نظر الجمهور، وتكبر وتنتشر الفضيحة على حسب مكانة الشخص المعني بها. وقد تكون الفضيحة حقيقة، أو نتاج ادعاءات كاذبة، أو مزيج من الاثنين معاً".
ويرى بطرس أنها جزء من طبيعة البشر "التلصصية"، وهي مرتبطة أيضاً بحاجة الناس الى إيجاد التوازن والإحساس به. "ونحن البشر نحبّ الفضائح لأن الحياة مملة ومزعجة، وأيضاً لأننا بطبيعتنا لدينا الحسّ "الحكمي" أي إطلاق الأحكام على الغير وهذا ينبع من نزعتنا السلطوية والتسلطية اللاواعية، ولا شيء يمكن أن يؤمن لنا الشعور بالإكتفاء الذاتي والمعنوي أكثر من إحساسنا بالتفوق على الغير".
والنقطة الرئيسية التي يشدد بطرس على ضرورة الانتباه اليها، هي أن الفضيحة في مكان ما "تحصل عندما يفشل المرء في التفاوض مع المعتقدات الإجتماعية الراسخة والتناقضات الحاصلة والمتمثلة بالنزاع حول التمسك بالحرية الشخصية والتزام المبادئ العامة التي يفرضها المجتمع. وكل ما كان المرء معروفاً أكثر في المجتمع كلما كبرت الفضيحة واتخذت مساراً أوسع انتشاراً".
[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم