الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صانع الأكثريات المذهبية

غسان صليبي
صانع الأكثريات المذهبية
صانع الأكثريات المذهبية
A+ A-

قل لي من أنت يا صانع الأكثريات المذهبية؟

أنت يا صانع الأكثريات المذهبية. انت "الأكثرية الشعبية" التي يحكمني باسمها زعماؤك. منذ سنة 1975 حتى اليوم، وانت تحدد مصيري الأسود. أراك تستعد اليوم من جديد لإستجابة نداء زعمائك، في الحكم او في المعارضة، الذين كما يبدو، بدأوا باستخدامك في صراعاتهم. زعماؤك المعرفون بـ 8 و14 آذار، او الذين تسميهم الانتفاضة بـ"كلن يعني كلن".

مجموعات الإنتفاضة تستعد أيضا للعودة الى الضغط على زعمائك، في محاولة منها لبعث الأمل فينا من جديد، لعلنا نستعيد انا وانت كرامتنا. لكنك على ما يبدو، وبكل فخر، مصمم على إحباط محاولتها، وإبقائنا نتمرغ بأوساخ مستنقع زعمائك. فبربك الذي لا يفارق لسانك، قل لي من أنت؟!

ليس فضولًا، ولا هوساً بالانتماءات. بل لانك تثير غضبي، واشمئزازي. ولأنك بعد كورونا، ستطالب زعماءك باستبداد أكبر، وبحجزنا في سجن الوطن بدل الحجر علينا في المنزل.

قل لي من أنت، يا من بيده حياتي او موتي؟! أنت الذي تؤله الانبياء، وتدوس تعاليمهم. أنت الذي تلجأ الى الله خوفا من العقاب، وتعاقب نفسك خوفا من الله. أنت الذي تنفق كل ما لديك لتعليم اولادك، وتستخف بالعلم وتطبّق الخرافات على حياتك وحياتهم. أنت الذي تتذمر من الاوضاع، وتنتخب المسؤول عن تفاقمها. أنت الذي تموّل الدولة بتعبك، وتتسول على ابواب الزعماء بعد ان يسرقوا اموالك. أنت الذي تتأفف من الظلم، وتقلد الظالم في كل أعمالك. أنت الذي تحب من تخاف، وتخاف من تحب. انت الذي توزع "السلام عليكم" او "الله معكم"، وتنشر الخوف والحرب اينما حللت. أنت الذي اعتبرت ان الله ارسل كورونا لمعاقبتك، ولن تسائل مسؤوليك بالطبع، عن حقك في الحماية والدعم. انت الذي تقدس امك، وتتزوج إمرأة تشبهها وتتسلط عليها. أنت الذي تحب اولادك، وترفض تقبيلهم، وتقنعهم وتقنع نفسك، بأن من ضربك أحبّك. أنت الذي ترغب بالمرأة، وتشتم جسدها. أنت الذي تحتقر نفسك، وتقتل كل من يهينك.

اعرف انك لا تعرف من انت. فأنت لست أنت، أليس كذلك؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم