الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

طلب إحاطة لوقف عرض "يوم وليلة" وردّ مفصّل من صنّاع العمل

المصدر: "النهار"
محمد أبو زهرة
طلب إحاطة لوقف عرض "يوم وليلة" وردّ مفصّل من صنّاع العمل
طلب إحاطة لوقف عرض "يوم وليلة" وردّ مفصّل من صنّاع العمل
A+ A-

أثارت الفنانة التونسية درة، حالة من الجدل في مصر بعد عرض فيلم "يوم وليلة"، في ظل الاتهامات العنيفة التي لاحقتها بالإساءة للعاملين فى مهنة التمريض، رغم خوضهم حرباً شرسة خلال الفترة الحالية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وتقدم الدكتور سعيد حساسين، عضو مجلس النواب بأول طلب إحاطة حول فيلم "يوم وليلة"، إلى رئيس مجلس النواب علي عبدالعال، لتوجيهه إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، مطالبًا بسرعة التدخل للوقف الفوري لهذا الفيلم.

وتابع البرلماني بأن جميع الممرضات والممرضين المصريين داخل "الجيش الأبيض" المصري يستحقون التحية والتقدير، قائلاً: "لا يمكن أن نسمح بالإساءة إلى مهنة التمريض في الدراما والفن، كنت أتمنى أن يتم تجسيد الدور البطولي للمنظومة الصحية المصرية بجميع أفرادها في مواجهتهم مع فيروس كورونا، وتقديم أرواحهم فداء لمصر وشعبها".

كما سبق وأعلنت النقابة العامة للتمريض في مصر التقدم بطلب إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من أجل إيقاف عرض الفيلم، بتهمة إظهار الممرضة المصرية بصورة تعطي انطباعات سيئة.

مخرج الفيلم أيمن مكرم، أبدى اندهاشه من الدعوات التي تطالب بوقف عرض الفيلم واتهامه بالإساءة لمهنة التمريض والممرضات، مؤكدا أنه وطاقم العمل يحترمون مهنة التمريض وكل شخص يؤدي عمله كما ينبغي، قائلاً: "ندين من لا يؤدي شغله بجدية، وفي النهاية نحن لا نعمم، ما يقدمه الفيلم دراما وتمثيل، حكاية تشير إلى أن هناك حالة وشخصية في رواية".

من ناحيتها، أصدرت الشركة المنتجة للفيلم بياناً أكدت فيه أنه بخصوص الحملة الإعلامية المثارة حول فيلم "يوم وليلة"، والفنانة درة، يهم "دار المرايا للإنتاج الثقافي" -الشركة المنتجة للفيلم- توضيح الأمور التالية:

"أولاً: تؤكد شركة "المرايا" وأسرة الفيلم احترامهم المطلق لمهنة التمريض وللدور المحوري الذي تقوم به ملائكة الرحمة من الممرضات في هذه الأجواء العصيبة التي نمر بها جميعاً.

ثانياً: نود أن نلفت الانتباه إلى أن فيلم "يوم وليلة" أنتج في العام الماضي، وبدأ عرضه في دور العرض يوم 6 كانون الثاني الماضي، وانتهى عرضه في الغالبية العظمى من دور العرض قبل أن تبدأ أزمة كورونا بأسابيع، وقبل وقف العروض السينمائية. وحاز العديد من العروض النقدية والتغطيات الإعلامية.

ثالثاً: من طبائع الأمور أن تضم مهنة التمريض -التي تحمل رسالة سامية وتجسد قيمة العطاء- بين صفوفها نماذج مختلفة ومتنوعة من البشر بينهم الصالح والطالح، مثلها في ذلك مثل أي مهنة أخرى: الهندسة أو الطب أو التعليم أو المحاماة أو الإعلام أو السينما، إلخ، وهذا أمر بديهي. وبالطبع تعرض الأعمال الدرامية الجوانب السلبية والإيجابية لشخصيات العمل الدرامي في إطار موضوعه، ودائماً ما تتناول الأعمال السينمائية - المصرية والعالمية - شخصيات تمتهن مهناً مختلفة، تحمل جوانب سلبية ما، دون أن يعني ذلك أنها تقوم بوصم كل العاملين بالمهنة بتلك السلبيات.

رابعاً: ينتمي فيلم "يوم وليلة" إلى تيار الأفلام الواقعية، لذا لا تحمل شخصياته أي دلالات رمزية، أو أبعاداً تتجاوز حدود الشخصية الدرامية الموجودة في العمل. ولأنه عمل ينتمي إلى الواقعية فلزاماً عليه أن يبرز الجوانب المختلفة لشخصياته في حياتها اليومية بسلبياتها وإيجابياتها. وشخصية الممرضة ميرفت، التي جسدتها باقتدار الفنانة درة، شخصية مكافحة لها أبعاد مركبة، فهي أم مطلقة تتحمل منفردة مسؤولية تربية أطفالها، كما تتحمل مسؤولية أخيها وأسرته بعد أن يتم طرده من العمل، وتحت ضغوط حياتها الصعبة وقسوة الواقع، تضطر إلى ممارسة بعض الأمور السلبية التي تُدفع إليها دفعاً. والفيلم لا يدين الشخصية بل إنه يتعاطف معها بوضوح، وينحاز لهمومها وأزماتها.

خامساً: أدت الفنانة درة دورها في الفيلم باقتدار وتميّز، وهي كفنانة ممثلة غير مسؤولة بالطبع عن المحتوى الدرامي للعمل الذي هو مسؤولية مباشرة لمؤلف الفيلم ومخرجه. ومن المدهش وغير اللائق أن يقوم البعض بالهجوم على الفنانة والتنمّر عليها بسبب إجادتها لدورها، بل ويصل الأمر بهم إلى المطالبة بترحيلها عن مصر، وهو ظلم وافتئات على نجمة كبيرة لها مكانتها.

أخيراً: من المؤسف أن نضطر في عام 2020 إلى إعادة ترديد البديهيات. من المؤسف أن يضطر صناع السينما في مصر، وبعد مرور قرن من الزمان على انطلاق الصناعة، إلى شرح ما لا يحتاج للشرح، وإلى الدفاع عن حقهم في تقديم رؤاهم وابداعاتهم دون وصاية".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم