الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في الفصح، طبيبة لبنانية-أوسترالية بعيدة من ابنتها ورسالة إنسانيّة إلى الطاقم الطبّي

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
في الفصح، طبيبة لبنانية-أوسترالية بعيدة من ابنتها ورسالة إنسانيّة إلى الطاقم الطبّي
في الفصح، طبيبة لبنانية-أوسترالية بعيدة من ابنتها ورسالة إنسانيّة إلى الطاقم الطبّي
A+ A-

اليوم عيد الفصح لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي، إلّا أنّ العائلات هذا العام لا تشعر جميعها بفرح المناسبة وبدفء الالتئام.

الطبيبة باتريسيا قعزان تخدم في ولاية كوينزلاند فيما ابنتها بعيدة عنها تقطن في منزل العائلة مع والدها الطبيب المختصّ بالأشعّة والأمراض الذريّة في أديلايد، جنوب أوستراليا. "في هذا اليوم، ابنتي حزينة، أدارت رأسها وأنا أحدّثها عبر FaceTime". تجهل الآن، ابنة الخمس سنوات، أنّ أمّها تقوم بأسمى الخدمات الإنسانيّة في ظلّ وباء عالمي فتك بالبشريّة جمعاء".

باتريسيا قعزان، طبيبة لبنانية الأصل، تخرّجت في الجامعة اللبنانية، خدمت في بداية مسيرتها التدريبيّة في المستشفى اللبناني الجعيتاوي وفي مستشفى رفيق الحريري الحكومي قبل متابعة تخصّصها في الأمراض الداخليّة والعمل في مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعي "الروم". سافرت إلى أوستراليا في عام 2013. تبوح: "زوجي اللبناني-الأوسترالي وابنتي هما أغلى ما في حياتي".

 روت لـ"النهار" أنّه حينما وصل فيروس كورونا إلى أوستراليا كانت قد انتقلت لمتابعة مسيرتها التخصّصيّة في أمراض الكبد والأمعاء في مستشفى في كوينزلاند. وحسب الخطّة العائليّة كان يفترض تبادل الزيارات كلّ أسبوعين. ساندها زوجها في اتّخاذ القرار الصعب والجريء: "طُلِبَ من كلّ الأطباء البقاء على أهبّة الاستعداد للخدمة في أيّ لحظة في قسم العناية المركّزة المخصص لمرضى الكورونا. سُئِلتُ عن الموضوع وكان جوابي نعم لأن رسالتنا أخلاقيّة وإنسانيّة". تقول عن الخطوة "فكّرتُ بالمسألة وتألّمتُ كثيراً... كان عليّ أن أختار بين إبقاء ابنتي بقربي أو تقبّل بُعدها حفاظاً على صحّتها".

يوم الانفصال

"كان من المقرّر أن يمضيَ زوجي وابنتي أسبوعاً هنا، إلّا أنّ ولاية جنوب اوستراليا اتّخذت قرار إغلاق الحدود، ما اضطرّنا إلى إعادة الصغيرة إلى أديلايد سريعاً". تشرح قعزان بحزن "أجهَشَت ابنتي بالبكاء في المطار وسألتني إن كنت أحبّها، ما أزعجني كثيراً".

قزعان مقتنعة بما تقوم به. برأيها، الأوقات عصيبة. "زوجي وأنا في كامل قوانا الجسديّة والعقليّة، باستطاعتنا مساعدة الآخرين، حتّى لو لم نخدم مباشرة المصابين بمرض الكورونا. صحيح أنّنا لسنا مجتمعين كعائلة لكنّني أتطلّع إلى ما يجري في العالم وأرى الضحايا التي تسقط والأولاد الذين يخسرون أهاليهم؛ فلديّ رسالة عليّ إتمامها وليس من الممكن التراجع عنها وعن القسَم الذي أدليت به في عام 2011 في لبنان".

في رسالة إلى الأطبّاء

تخبر الطبيبة اللبنانية الأصل أنّها، في يوم من الأيّام، أحسّت بالكآبة جرّاء شعورها بتوتّر الطاقم الطبّي فبادرت إلى صياغة رسالة إنسانيّة ايجابيّة وجّهتها إلى زملائها، تدعوهم فيها لعدم الخوف. قَرَأت المكتوب رئيسة القسم الذي تعمل فيه فطَلَبت منها أن تبعثه إلى مسؤولة الـGESA Gastroenterological Society of Australia وهي أعلى منظمة للأمعاء والغدد قاعدتها ملبورن وإلى مجلّة الـLimbic الطبيّة. فرجئت قعزان بتعميم الرسالة كبيان على جميع أعضاء الـGESA وبنشرها في الـLimbic "بدأت أتلقّى رسائل من أطباء يشكرونني على نصيحتي التي أراحتهم". بنظرها على الطاقم الطبّي العمل بتكافل بعيداً عن روح المبارزة خصوصاً في مجال الأبحاث. الأزمة بغاية الصعوبة لكنّنا سنتخطّاها سويّاً ونتعلّم منها الكثير".

تختم الطبيبة: "أحمل في قلبي همّ عائلتي في جنوب أوستراليا، وهمّ أهلي في لبنان وشقيقي الضابط في الجيش اللبناني. أعي اليوم أكثر من أيّ وقت مضى قيمة الحياة. وأتمنّى أن يُنشَرَ المكتوب في بلدي ليقرأه زملائي الذين يعملون في ظروف أصعب من التي نواجهها في أوستراليا... قلبي مع لبنان وأطباء لبنان".

لقراءة الرسالة اضغط هنا أو هنا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم