ما هو تأثير الحجر الطويل على وضعنا النفسي؟ الطبيب الفرنسي ألدو ناوري يتحدّث لـ"النهار"

يتحدث ألدو ناوري، وهو طبيب أطفال فرنسي وكاتب واختصاصي في العلاقات الأسرية، عن هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة، مستنداً إلى خبرة طويلة في الحياة.طبيب الأطفال الشهير والمحلل النفسي المتخصص بالصحة النفسية لدى الطفل والثنائي يحرص، على امتداد أربعين عاماً من مسيرته المهنية، على الاعتناء بالجسد والنفس معاً مصغياً إلى قصص من واقع الحياة.أبصر ناوري النور في ليبيا التي غادرها صغيراً مع عائلته، فطبعت الهجرة حياته حيث انتقل إلى الجزائر ومنها إلى فرنسا، وانكبّ لاحقاً على دراسة أهمية الروابط التي تصنع شخصيتنا.اليوم، في ظل الحجر الصحي، هل يمكن للعائلة أن تبقى المدرسة الأولى للرابط الاجتماعي من دون انزلاقات؟ وما هي الآثار التي سيتركها هذا الحجر الطويل على العائلة والثنائي والأولاد؟ يكشف ناوري أنه لم يشعر يوماً بنقص الحب والدعم على الرغم من أن عائلته كانت فقيرة الحال. وقد تعلّم في تلك الفترة من حياته أنه على الإنسان أن يكون واقعياً جداً. ليس كل شيء حتمياً، وإذا أردنا أن تتغير الأمور، فهذا يتوقف علينا. من هنا يُشدّد على أهمية بذل جهود، ويتطرق إلى هذا الموضوع في العديد من مؤلفاته. من شقّته الباريسية في الدائرة 13 حيث يمضي فترة الحجر، يحدّثنا ناوري بحكمة ومنطق عن رأيه بهذه الأزمة وتداعياتها على العلاقات الاجتماعية.- ما هو تأثير هذا الحجر الطويل على وضعنا النفسي، أو ما يُعرَف باضطراب ما بعد الصدمة؟لست متخصصاً باضطرابات ما بعد الصدمة. أنا أعتقد أننا نعيش جميعاً حدثاً استثنائياً يدفعنا إلى إجراء مراجعة ذاتية انطلاقاً من الانزعاج الذي يشعر به كل واحد منا. لا يزال سابقاً لأوانه معرفة المسار الذي ستسلكه الأمور في هذا الصدد، ولكن يمكننا أن نتوصل إلى استنتاجات على صعيد العلاقة مع الآخر. لا بد لنا من أن نلمس أننا لسنا لوحدنا، وأننا محاطون بأشخاص تربطنا بهم علاقات وثيقة، ولو توصلنا إلى هذا الاستنتاج من خلال خطر العدوى الذي نسعى بطبيعة الحال إلى...