أردني "شُفِي من كورونا وعاد إلى بيته ليقضي برصاص الابتهاج"؟ FactCheck#
"تعالج من كورونا وطلع رجع مات بالرصاص". بهذه المزاعم، يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو صادما ينتهي في شكل مأسوي، بطلقة نارية. صحيح ان الفيديو يصوّر واقعة حقيقية، الا ان الرجل الذي قضى بالرصاص لم يكن "انهى علاجه بفيروس كورونا"، وفقا للمزاعم، بل قتل خلال احتفال أسرته بعودته من السجن، بحيث أصابته رصاصة بالخطأ فأردته قتيلا، وفقا لما اوردت تقارير اعلامية. والواقعة شهدها الأردن أخيرا.
"النهار" دققت من أجلكم
الوقائع: منذ يومين، تكثف تناقل الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا...)، واليوتيوب (هنا، هنا، هنا...)، وايضا عبر الواتساب. وقد ارفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "تعالج من كورونا وطلع رجع مات بالرصاص"، وايضا "مريض اردني تم شفاؤه من كورونا ورجع بيته... احتفل به اهله باطلاق الطلقات النارية جت فيه رصاصة... مات".
التدقيق:
-بحثا عن الفيديو بواسطة تجزئة المقطع إلى مشاهد ثابتة (Invid)، تقود الخيوط بالفعل الى الأردن، وتحديدا الى منطقة عمراوة بلواء الرمثا، حيث قضى الاردني ساري الوردات، "نتيجة إصابته برصاصة طائشة، بعدما كان قريبه يطلق أعيرة نارية احتفالا بخروجه من السجن"، وفقا لتقارير اعلامية في 15 نيسان 2020.
ونقل موقع "ارم نيوز" عن مصادر إن الوردات "لقي حتفه فورا عقب إصابته برصاصة قرب رأسه، حيث كان قريبه أنهى إطلاق العيارات النارية، واعتقد بأن سلاحه فارغ من الرصاص، ليتفاجأ بوجود رصاصة انطلقت باتجاه الوردات الذي سقط مغشيا عليه".
وقال الأمن العام الأردني إن الشخص الذي أصاب ساري هو أحمد الوردات، أحد المنتسبين الى سلاح الجو الملكي الأردني.
خبر مقتل الوردات نشرته مواقع اخبارية عربية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، في وقت نشرت الفيديو حسابات كثيرة على وسائل التواصل بالشرح ذاته: "انتقل إلى رحمته تعالى ساري محمود الوردات (أبو محمود) من لواء الرمثا، اثر اصابته بعيار ناري عن طريق الخطأ أطلق إحتفالا بخروجه من السجن".
وفي وقت تكثف تناقل الفيديو ابتداء من 15 نيسان، الا ان نعي ساري الوردات نشر في 14 منه. "انتقل الى رحمته تعالى ساري محمود الوردات (أبو محمود) من لواء الرمثا ثر اصابته بعيار ناري عن طريق الخطأ أطلق إحتفالا بخروجه من السجن"، على ما نشرت صفحة تجمع شباب لواء الهاشمية في الفيسبوك، مع صورة للوردات.
في 15 منه ايضا، انتشرت فيديوات وصور، اثر اعلان مقتل الوردات، وتظهر "مصالحة بين أبناء العم في عشيرة الوردات في الرمثا".
الصورة من فيديو قبل قليل لصلح في لواء الرمثا بسبب قتل شخص بالخطأ يوم أمس، معقولين يخوان احنا؟ طبعًا للايف الكامل مليان مباوسة وسلامات?
— محمد صبيح الزواهرة (@mohammadzwahreh) April 15, 2020
ما يزعل مني الأهل بالرمثا بس اليوم واجب يتطبق أمر الدفاع رقم ٨ على من سمح بهذا الجمع غير المسؤول وعرض حياتنا جميعًا للخطر.#خليك_بالبيت pic.twitter.com/4c8kab7RFS
وعلى الاثر، اصدرت مديرية الامن العام الاردني بيانا، في 15 منه، تناولت فيه "العطوة العشائرية التي جرت في لواء الرمثا اليوم"، مشيرة الى ان "احد النواب جمع عددا كبيرا من المواطنين بعد دخول وقت حظر التجول (بسبب كورونا) من دون الحصول على موافقات او ابلاغ الجهات المعنية. وفور معرفة ذلك تم التوجه الى المكان وتفريق التجمع، محذرا من انه "ستتم محاسبة كل من خالف وثبت مخالفته لقرار الحظر والتجمعات كائنا من كان".
في 16 منه، اعلنت المديرية "ضبط عشرة اشخاص ممن خرقوا الحظر وشاركوا في التجمع في لواء الرمثا امس (15 نيسان)، وتم توقيفهم لاحالتهم على القضاء. والعمل جار لضبط باقي الاشخاص الذين شاركوا في التجمع امس".
النتيجة: واقعة مقتل رجل أردني بالرصاص من طريق الخطأ شهدتها منطقة عمراوة بلواء الرمثا في الاردن. غير ان المزاعم ان القتيل ساري الوردات "كان مريضا بالكورونا وشفي... واحتفل به اهله بإطلاق الطلقات النارية..."، مزاعم لا صحة لها. فقد تم اطلاق النار يومذاك ابتهاجا بعودته من السجن، بحيث أصابته رصاصة بالخطأ وأردته قتيلا.