الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"يأكلونها منذ 20 عاماً"... لماذا تتكرر أزمة بيع لحم الحمير في مصر؟

المصدر: "النهار"
القاهرة - ياسر خليل
"يأكلونها منذ 20 عاماً"... لماذا تتكرر أزمة بيع لحم الحمير في مصر؟
"يأكلونها منذ 20 عاماً"... لماذا تتكرر أزمة بيع لحم الحمير في مصر؟
A+ A-
وأعادت واقعة ضبط 3 محال تبيع لحوم الحمير بمنطقة واحدة، الثلثاء، إلى الأذهان العديد من الحوادث المشابهة. وأثارت ضجة كبيرة في مصر، بعدما كشف بعض سكان حي المعصرة التابع لمحافظة القاهرة، عن أنهم يأكلون اللحوم التي تبيعها تلك المحال "منذ 20 عاماً"، حسبما كشف اللواء أيمن جبريل رئيس الحي، في تصريحات إعلامية.

وكثفت السلطات المصرية، أخيراً، حملاتها التفتيشية على المتاجر التي تبيع مواد غذائية، وهو ما أدى إلى كشف العديد من حوادث الغش وبيع المواد غير الصالحة للاستهلاك الآدمي.

وعلى الرغم من تناول بعض الشعوب لحوم الحمير بشكل شرعي، إلا أن منعها في مصر يعود إلى تحريمها وفق تعاليم الشريعة الإسلامية.

أسعار اللحوم

وتحظى حوادث بيع اللحوم المغشوشة باهتمام خاص لدى المصريين، نظراً لارتفاع أسعارها، ورغم هذا الارتفاع يستهلك المصريون قرابة 10 ملايين طن من اللحوم كل عام، يتم استيراد غالبيتها من الخارج.

ويتراوح سعر الحمار ما بين 2000 إلى 6000 آلاف جنيه مصري، أما وزن البالغ منه فيكون ما بين 150 إلى 450 كيلوغراماً، ويعد هذا الثمن منخفضاً مقارنة بأسعار الأبقار على سبيل المثال، حيث يتجاوز سعر البقرة التي يصل وزنها إلى 500 كيلو 27 ألف جنيه.

ويتوقع أن ترتفع الأسعار مع قدوم شهر رمضان الذي يشهد صعوداً في معدلات استهلاك اللحوم، وكذلك عيد الأضحى الذي يذبح فيه المسلمون أعداداً كبيرة من الماشية والأغنام كأضاحٍ.

تهريب الجلود

وتشير تقارير دولية ومحلية إلى ضبط أطنان مهربة من جلود الحمير بين الحين والآخر. وحسب مقال نشره موقع "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، يوم السبت الماضي، فإن سلطات هونغ كونغ ضبطت 16 طناً من جلود الحمير المهربة، والتي تبين أن مصدرها مصر.

كما كشفت تقارير إعلامية محلية عن ضبط السلطات المصرية 1500 قطعة من جلود الحمير في ميناء العين السخنة، في شهر شباط الماضي، كانت إحدى الشركات تحاول تصديرها على أنها جلود صناعية.

وذكرت معلومات متطابقة بثتها منظمات تهتم بحقوق الحيوان على مواقعها، أن تزايد طلب الصين على جلود الحمير، بعد انخفاض أعدادها في هذا البلد الآسيوي من 11 مليون حمار إلى 6 ملايين خلال سنوات قليلة، رفع أسعار جلودها، وشجع بعض التجار على تهريبها بطرق غير شرعية.

ووفق تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فإن أعداد الحمير في مصر شهدت انخفاضاً كبيراً خلال النصف الثاني من القرن الماضي. وتشير الأرقام الواردة في التقرير إلى أن عدد الحمير كان قرابة 9 ملايين في العام 1949 وانخفض إلى نحو 1.7 مليون في العام 1996، ولم يفسر التقرير سبب هذا الانخفاض الحاد.

وتوضح البيانات الحديثة أن تعداد الحمير يبلغ حالياً قرابة 3 ملايين حيوان، حسب إحصائيات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بمصر، لكن المخاوف تتزايد من انخفاض أعدادها بعد تزايد الطلب عليها من قبل عدد من الدول التي تستهلك جلودها ولحومها، وفي مقدمتها الصين.

وحاولت الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة أن تضع ضوابط لتنظيم تجارة جلود الحمير، ومنع تسرب لحومها إلى الأسواق المحلية بعد ذبحها، واتخذت قراراً بأن يتم بيع الجلود من خلال حديقة الحيوان، حتى يتسنى التأكد من أن اللحوم يتم إطعامها للحيوانات المفترسة وليس للآدميين.

ويشير نشطاء في مجال الرفق بالحيوان بمصر إلى أن هناك تحايلاً والتفافاً على تلك القرارات، من قبل بعض التجار والمهربين، من خلال تربية حيوانات مفترسة بهدف الحصول على تراخيص رسمية بذبح الحمير وتهريب جلودها بطرق غير شرعية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم