الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل تنبّأ البرنامج التلفزيوني My Secret Terrius بفيروس كورونا؟ FactCheck#

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
هل تنبّأ البرنامج التلفزيوني My Secret Terrius بفيروس كورونا؟ FactCheck#
هل تنبّأ البرنامج التلفزيوني My Secret Terrius بفيروس كورونا؟ FactCheck#
A+ A-

مشهد من برنامج تلفزيوني على نتفلكس. My Secret Terrius. وفي المزاعم المتناقلة، انه "تنبأ بفيروس كورونا المستجد"، علما "انه انتج في ٢٠١٨". والدليل المزعوم مشهد في "الحلقة ١٠، الدقيقة ٥٣. فهل تكون المصادفة بهذه الدقة؟". FactCheck# 

النتيجة: كلا، ليست المصادفة بهذه الدقة. صحيح ان الحوار في المشهد المتناقل يتطرق الى "فيروس كورونا متحوّل"، غير ان الخصائص التي يوردها عنه لا تتطابق اطلاقا مع خصائص فيروس كورونا المستجدّ الذي أصاب حتى اليوم 1,999,628 مليون شخص في ارجاء العالم، وأودى بحياة 128,011 ألفا. 

"النّهار" دقّقت من أجلكم  

الوقائع: دقيقة و36 ثانية. المقطع المتناقل تكثف تناقله على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، وايضا عبر الواتساب. وقد أُرفِق بالشرح الآتي (من دون تدخل): "اسم المسلسل على نتفلكس my secret terrius. انتج في ٢٠١٨، حلقة ١٠ الدقيقة ٥٣. هل تكون الصدفة بهذه الدقة؟؟". كذلك، يتم تناقل المقطع مرفقا بالمزاعم ذاتها بالانكليزية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). 

التدقيق: 

-نعم، المقطع المتناقل على وسائل التواصل الاجتماعي يعود للمسلسل التلفزيوني My SecretTerrius. ويبدأ عند التوقيت 53.21 في الحلقة 10. المسلسل كوري جنوبي، بدأ عرضه في أيلول 2018 على محطة MBC. ويمكن مشاهدته ايضا على نتفلكس Netflix. وفي تفاصيل المسلسل، "تفقد جو اي رين Go Ae Rin زوجها فجأة. رجل غامض، كيم بون Kim Bon، يعيش في الجوار. وهو عنصر اسطوري في خدمة المخابرات الوطنية. ويساعد أي رين في الكشف عن مؤامرة يتبين ان الزوج كان متورطًا فيها".

-وهنا الحوار الذي يدور في المشهد (ترجمة نتفلكس):  

الطبيبة: علينا ان نبحث أكثر، يبدو مثل فيروس كورونا المتحول.  

السيدة: كورونا؟ متلازمة الشرق الاوسط التنفسية؟ 

الطبيبة: متلازمة الشرق الاوسط التنفسية، سارس، الانفلونزا الشائعة. جميعها من العائلة ذاتها، ولها المعلومات الجينية عينها. فيروس كورونا يهاجم الجهاز التنفسي. حين انتشر مرض متلازمة الشرق الاوسط التنفسية في عام 2015، فاق معدل الوفيات 20 بالمئة. 

السيدة: لكن هذا ليس خطيرا لدرجة استخدامه كسلاح، صحيح؟ 

الطبيبة: كما قلت، هذا فيروس متحول. عدله أحدهم كي يزيد معدل الوفيات الى حوالى 90 بالمئة.

السيدة: 90 بالمئة؟ 

الطبيبة: الامر الاخطر هو ان فترة حضانة فيروس كورونا من يومين الى 14 يوما. تم التلاعب بهذا الفيروس كي يهاجم الرئتين مباشرة، خلال 5 دقائق من التعرض له.  

السيدة: هل ثمة علاج؟ 

الطبيبة: ليس هناك علاج او لقاحات متوفرة حاليا. من الصعب تطويرها، لكن... 

أجوبة مقارنة 

الاهتمام بفيروسات كورونا قديم العهد. ما يجب معرفته بهذا الشأن هو ان "فيروسات كورونا زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب بمجموعة من الاعتلالات في البشر، تراوح من  نزلة البرد العادية الى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب بعدد من الأمراض الحيوانية"، وفقا لما تشرح منظمة الصحة العالمية

"في منتصف الستينيات من القرن العشرين، تم تحديد فيروسات كورونا البشرية، للمرة الاولى"، وفقا لما يفيد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الاميركي (CDC). وحدّد، الى جانب اربعة أنواع فيروسات كورونا "شائعة" (من المجموعتين الفرعيتين ألفا وبيتا)، أنواعا أخرى تفشّت، ابرزها الـMERS-CoV او فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "الذي اكتُشف للمرة الاول في المملكة العربية السعودية عام 2012". 

وهناك ايضا الـSARS-CoV او فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم. "وقد تم الإبلاغ عنه للمرة الاولى في آسيا في شباط 2003، وانتشر إلى أكثر من 24 بلداً في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا وآسيا قبل أن يتم احتواؤه". 

-عن الميرس والسارس، تتكلم بداية "الطبيبة" في المشهد المتناقل، قبل ان تتوقف عند "فيروس كورونا "المتحول الذي عدله أحدهم كي يزيد معدل الوفيات الى حوالى 90 بالمئة". واذا كان مستخدمو وسائل التواصل وجدوا في هذا الكلام تحديدا تنبؤا لوباء كورونا المستجد كوفيد- 19 (Covid-19) سنة 2020، الا ان هذا الاعتقاد ليس في محله. ونعرض لكم ادلة علمية على ذلك: 

*الطبيبة: كما قلت، هذا فيروس متحول. عدّله أحدهم... 

الجواب العلمي: "حالياً، لا يزال مصدر فيروس كورونا-سارس-2، وهو فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، غير معروف. غير أن جميع البيّنات المتاحة تشير إلى أن منشأ هذا الفيروس حيواني طبيعي، وأنه ليس فيروساً مصنّعاً"، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. واضافت: "الأرجح أن المستودع البيئي لفيروس كورونا-سارس-2 هو الخفافيش. وينحدر فيروس كورونا-سارس-2 من مجموعة فيروسات متقاربة جينياً تشمل فيروس كورونا لمسبب لمتلازمة سارس وعدد من فيروسات كورونا الأخرى المعزولة من أسراب الخفافيش. وينحدر فيروس كورونا المسبب لمتلازمة ميرس أيضاً من هذه الفصيلة، لكن خصائصه تختلف عنها بعض الشيء".

تأكيدان آخران على المنشأ الحيواني الطبيعي لفيروس كورونا المستجد: دراسة نشرتها مجلة Nature العلمية المرموقة في 17 آذار 2020، وخلص فيها عدد من البحاثة في الأمراض الجرثومية والأوبئة والمناعة في جامعات أميركية وبريطانية وأوسترالية، إلى القول: "تُثبت أبحاثنا أن فيروس كورونا المستجدّ ليس مصمّماً في مختبرات أو فيروساً معدّلاً". وفي بيان نشرته مجلة The Lancet الطبية العريقة في 19 شباط 2020، نددت مجموعة من علماء الصحة العامة بانتشار "نظريات المؤامرة التي تتحدّث عن أن فيروس كورونا المستجدّ ليس طبيعيّ المنشأ".

لمزيد من الاطلاع: فيروس كورونا المستجدّ "صُنِع في مختبرات"؟ إليكم الحقيقة FactChecking#

*الطبيبة: هذا الفيروس "عدله أحدهم كي يزيد معدل الوفيات الى حوالى 90 بالمئة".

الجواب العلمي: بالنسبة الى معدل الوفيات Case Fatality Rates بفيروس كورونا المستجد، فإنه يتفاوت بين بلد وآخر، وفقا لجامعة جون هوبكينز. وفي كل الاحوال، لا يزال المعدل أبعد بكثير من نسبة 90% التي تذكرها الطبيبة في المسلسل.

في النسب التي توردها جامعة جون هوبكينز، حتى 14 نيسان 2020، بلغ معدل الوفيات في بلجيكا 13,4%، ايطاليا 13.0%، بريطانيا 12.8%، فرنسا 12%، هولندا 10.7%، اسبانيا 10.5%، ايران 6.3%، الولايات المتحدة 4.3%، الصين 4.0%، والمانيا 2.5%. اما المعدل في لبنان، فهو 0.31%.  

حتى الثلثاء 14 نيسان 2020، بلغ معدل الوفيات بفيروس كورونا في العالم نحو 6.3% (وهنا ايضا)، اي نحو ضعف تقديرات منظمة الصحة العالمية في 3 آذار 2020 (3.4%). وعلى سبيل المقارنة، بلغ معدل الوفيات في العالم بالسارس 10%، والميرس 34%.  

حتى كتابة هذه المقالة، بلغ عدد الاصابات المؤكدة بكورونا 1,999,628 مليونا، والوفيات 128,011 الفا، وفقا للخريطة التفاعلية التي تنشرها جامعة جون هوبكينز عن وباء كورونا في العالم هنا

النتيجة: اعتقاد مستخدمي وسائل التواصل ان الكلام الذي يرد في المقطع عن "فيروس كورونا متحوّل" هو تنبؤ لوباء كورونا المستجد كوفيد- 19 (Covid-19) سنة 2020، اعتقاد في غير محله، وذلك لعدم تطابق خصائص هذا الفيروس كما وردت في الحوار مع نتائج الابحاث العلمية حول فيروس كورونا المستجد.
[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم