الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هراغ أفيدانيان يعلّمنا الرقص الشعبي الأرمني: المشروع التركي العثماني لن يمحي تاريخي

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
هراغ أفيدانيان يعلّمنا الرقص الشعبي الأرمني: المشروع التركي العثماني لن يمحي تاريخي
هراغ أفيدانيان يعلّمنا الرقص الشعبي الأرمني: المشروع التركي العثماني لن يمحي تاريخي
A+ A-

فجأة، ومن حيث لا ندري، يطل هذا الشاب المُتعلّق بجذوره العريقة، والذي يجمع "مجد الحديقة والبستان هنّي ومجموعين بشي سَهل بعيد"، ويبدأ بالرقص! ونجد أنفسنا نرقص معه.

نستعيد معه تاريخه النبيل، وطيف الدماء المُندثرة، التي لم تتمكّن الأيام من دفن سياج الكبرياء والنُبل ومسحة الإبتسامة العارفة من دفتر ذكرياتها. هراغ أفيدانيان، خلال الحجر المنزلي، "عم جرّب كون مواطن صالِح. ولهلّق ما فلّيت من البيت أبداً". وبما أن كل واحد منّا يُحاول أن يُسلّي نفسه "بشي طريقة"، كي لا ينجرف ببطء إلى أسفل سلم الملل واليأس، وجد الشاب في تعليم الرقص الشعبي الأرمني عبر "فايسبوك" و"إنستاغرام" الطريقة الفُضلى ليقترب بضع خطوات من الآخرين ومن تاريخ ما زال يهمس خواطره بأسلوب غير متقطّع في أذن الشعب العازم. ومشاهد الإبادة تتأرجح بأسى يتعذّر تغييره، والشاب لن ينسى. يعشق الفولكلور، وللتقاليد جدولها الصغير في مكان ما في طفولته "يالّلي مش بعيدة كتير". هذه الرقصات تطل علينا بسهولة وجماليّة عبر صفحة الشاب الخاصة على فايسبوك: Hrag Avedanian، وعبر حساب Route on Foot الذي يديره على "إنستاغرام" ومن خلاله يوثّق الجولات السياحيّة التي يقدّمها في "حبيبة قلبه"، برج حمّود. هذه الرقصات، "يمكن نكون شايفينن بشي عرس أو حفلة"، واليوم، بفضل إصرار هراغ على الحفاظ على إرثه وتاريخه، سنعيش بريق الخطوات المُتناغمة معه "خطوة – خطوة".


يختار الرقصات التقليديّة، ولكل منطقة في أرمينيا التاريخيّة، أو أرمينيا المحتلّة رقصتها الخاصة وقصّتها المؤثّرة. وهراغ يرويها بكل طيبة خاطر لكل من يُريد أن يسمعها ويستعيد عواطفها الشفّافة وأحلامها الممزوجة ببعض حزن وأريج زهر العسل. الناس في منازلها في مختلف أنحاء العالم تتفاعل مع شرائط الفيديو التي يقدّمها هراغ المُلتصق بجذوره، في اللغة الإنجليزيّة. و"ما بدّها تنين يحكوا فيا"، هو يعشق الرقص الأرمني الذي تعلّمه صغيراً في المدرسة. والفضل يعود إلى معلّمته ماكارينا ألكسندريانا التي عاش معها الرقص الأرمني الفولكلوري عأصوله. جذور هراغ أفيدانيان، "هويّتي. أنا فخور جداً إنني لبناني وأيضاً فخور على حد سواء بجذوري الأرمنيّة. هذه الدروس هي من جهّة الطريقة الفضلى لنتسلّى خلال الحجر المنزلي. ولكنها أيضاً الجواب للمشروع التركي العثماني الذي جرّب أن يمحي هويتي ويمحي تاريخي ويمحي فولكلوري. من خلال الفن ومن خلال هذه الرقصات، أحاول أن أقول إن أفضل إاتقام هو النجاء والإستمرار". وبطريقة غير مُباشرة، يروي أفيدانيان ملحمة الإبادة الأرمنيّة على ايادي الأتراك العثمانيّين، "ولكننا صامدون ونكمل الطريق ونناضل. . والكورونا يمكن ذكرّتنا أننا كشعوب We Are All one".

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم