اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"في إيطاليا، يسجد الناس من جميع الديانات أمام الله"؟ FactCheck#
"في إيطاليا، يسجد الناس من جميع الديانات أمام الله"؟ بهذه المزاعم وغيرها، يتداول مستخدمون، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه اشخاص كثيرون، مصلين، ساجدين، رافعين الصوت في ساحة عامة، "طالبين المغفرة من الله بعد وفاة 919 في إيطاليا"، وفقا للزعم، بعد تفشي وباء كورونا المستجد. غير ان هذه المزاعم خاطئة، والفيديو لا علاقة له بإيطاليا أو بوباء كورونا، بل بالبيرو. والمناسبة صلاة مسيحية مسائية "من أجل البيرو" في ليما، مساء 6 كانون الأول 2019. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ايام قليلة، تكثف تناقل هذا الفيديو على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، الفيسبوك (هنا، هنا، هنا...)، تويتر (هنا، هنا، هنا...) وايضا يوتيوب (هنا، هنا، هنا...)، مرفقا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "في إيطاليا، يسجد الناس من جميع الديانات أمام الله. بدأوا بالبكاء وطلب الصفح عن خطاياهم"، وايضا "ايطاليا تسجد لله وتستنجد"، و"هذه ايطاليا بعد وفاة 1000 شخص في يوم واحد وبعد عجز الطب والاطباء عن المعالجه"، و"سقطت الحضارات والإلحاد ولجأت إلى خالقها"، "الايطالين في ساحات العامه تسجد إلى الواحد القهار وتطلب العفو وانتهاء هذا المرض".
التدقيق:
-ايطاليا أم مكان آخر؟
في الثانية الـ13 من الفيديو، يمكن سماع شخص في الخلفية متكلما بالإسبانية. وقد حدّد في البداية ان المكان هو La Plaze San Martin اي ساحة سان مارتين، وايضا nominaciones (اي الترشيحات)، وPeru (اي البيرو).
كلمات مفاتيح تطلق البحث بواسطة غوغل. وتقود الخيوط الى ساحة سان مارتين في ليما، البيرو. وتحسم المكان صورة ليلية للساحة في Google Maps. وتأكيدا لذلك، أجرينا لكم مقارنة بين لقطة شاشة من الفيديو المتناقل (ادناه الى اليمين)، وصورة من Google Maps (ادناه الى اليسار).
انه النصب ذاته، نصب المحرر الأميركي الجنوبي للبيرو خوسيه دي سان مارتين José de San Martín، وجزء من الخلفية ذاتها. وهذا يعني ان المكان ليس ايطاليا، كما يتم زعمه، بل ليما، عاصمة البيرو.
-متى التُقط هذا الفيديو في ليما؟ وما المناسبة؟
نتعمق بالبحث، وهذه المرة باستخدام كلمات مفاتيح بالاسبانية، مثل Oración (صلاة)، Vigilia (مسائية)، وplaza San Martin Lima (ساحة سان مارتين ليما). فتظهر آثار الفيديو ذاته قبل نحو 4 أشهر، بحيث نشرته حسابات في كانون الاول 2019، في اليوتيوب (مثل هنا، هنا)، والفيسبوك (هنا، هنا، هنا...).
وفقا لصفحة Perú, Jesucristo es la única esperanza (اي البيرو، يسوع المسيح هو الرجاء الوحيد) وهذه الصفحة هنا في الفيسبوك، كان تاريخ النشر: 7 كانون الأول 2020. المناسبة: صلاة مسائية من اجل البيرو VIGILIA DE ORACIÓN POR EL PERÚ، وفقا لما ارفقته الصفحتان وغيرهما من الحسابات بالفيديو.
وهذا يعني ان هذا الفيديو المتناقل اخيرا لا علاقة له بإيطاليا او بتفشي وباء كورونا فيها او في العالم، علما ان ايطاليا اعلنت تسجيل أول اصابتين بالكورونا في 31 كانون الثاني 2020.
بتصفح صفحة Perú, Jesucristo es la única esperanza، يتبين انها نشرت مشاهد أخرى من تلك الامسية، في التاريخ ذاته.
-اذاً، التجمع تلك الليلة كان مسيحيا، انجيليا. في 2 كانون الاول، نشرت الصفحة ذاتها دعوة عامة الى هذه الصلاة المسائية الجماعية، مع تعليق: "متحدون جميعا في الصلاة من أجل البيرو". ويقرأ في الدعوة (ادناه): يسوع المسيح هو الرجاء الوحيد. صلاة مسائية من اجل البيرو. التاريخ 6 كانون الاول، من الساعة 6.00 مساء الى 11,00 مساء. ساحة سان مارتين في ليما، البيرو. واسفل الدعوة: كنيسة الإله الحي وعمود ومعقل الحق- La iglesia del dios viviente columna y baluarte de la verdade
صفحة Perú, Jesucristo es la única esperanza في الفيسبوك ذات طابع مسيحي إنجيلي. وتعرّف بنفسها انها "منظمة لا ربحية"، تخص "العمل الوطني للكنائس الإنجيلية في البيرو، لتنسيق الأنشطة الموحدة للكنيسة المسيحية الإنجيلية".
وباء كورونا
أسفر انتشار فيروس كورونا المستجدّ عن وفاة ما لا يقلّ عن 80142 شخصا في العالم منذ ظهوره في كانون الأول في الصين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس الثلثاء الساعة 19,00 ت غ استناداً إلى مصادر رسمية. وتمّ تشخيص أكثر من 1397180 إصابة في 192 دولة ومنطقة وفق الأرقام الرسميّة، منذ بدء تفشّي وباء كوفيد-19. غير أنّ هذا العدد لا يعكس إلّا جزءًا من الحصيلة الحقيقيّة، لأنّ عدداً كبيراً من الدول لا يُجري فحوصًا إلا للحالات التي تستوجب النقل إلى المستشفيات.
النتيجة: المزاعم ان الفيديو يظهر "اناسا من جميع الديانات يسجدون في ايطاليا أمام الله" وغيرها من المزاعم التي تربطه بإيطاليا او بوباء كورونا، مزاعم خاطئة كليا. الفيديو صُوِّر في ساحة سان مارتين بليما، عاصمة البيرو، ليل 6- 7 كانون الاول 2019، ضمن تجمّع مسيحي انجيلي "للصلاة من أجل البيرو".
