الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المطران بو جوده: هل نحن مستعدّون في هذه الأيام أن نفكّر في بعضنا ونتخطّى الصعوبات؟

المصدر: "النهار"
المطران بو جوده: هل نحن مستعدّون في هذه الأيام أن نفكّر في بعضنا ونتخطّى الصعوبات؟
المطران بو جوده: هل نحن مستعدّون في هذه الأيام أن نفكّر في بعضنا ونتخطّى الصعوبات؟
A+ A-

ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ضمن سلسلة قداديس أسبوع الآلام، صلاة المساء وزياح الصليب، في كنيسة مار يوحنا المعمدان - حارة الجديدة في بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، بمشاركة النائب العام على الأبرشية الخوراسقف انطوان مخائيل، النائب الأسقفي الخاص خادم الرعية الخوري حنا حنا، والخوري جورج اسحاق، وتابع المؤمنون القداس على صفحة فايسبوك التابعة لأبرشية طرابلس المارونية.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران بو جوده عظة قال فيها: "من أجمل ما كتب القديس أمبيروسيوس كتيّباً صغيراً عنوانه "نابوت الفقير"، يحاول فيه تدوين حادثة نابوت اليزراعيلي ويتوجه فيها إلإلى الأغنياء بشخص الملك آحاب فيقول: هذا الرجل آحاب هو أنت، أو يمكن أن يكون أنت، فحادثة نابوت لربما تكون قديمة تاريخياً لكنها حالية وواقعية في أيامنا وتصرفاتنا، فمن هو الغني الذي لا يشتهي كل يوم خيرات الآخرين ومقتنياتهم؟ من هو المتسلط والقوي الذي لا يسعى إلى طرد الفقير من أرضه وتجريده من ثروته المتواضعة وطرده من الممتلكات التي تركها له الأجداد؟ قل لي بصراحة، مَن مِن الأغنياء يكتفي بما يملك ولا يطمح بالسيطرة على أملاك الجار؟".

أضاف: "في الحقيقة، يمكننا أن نقول إنه تاريخياً قد وُجد ويوجد أكثر من آحاب واحد. فالخطير الخطير جداً هو أنه لم يوجد نابوت واحد على وجه الأرض، ولم يُقتل نابوت واحد من أجل السيطرة على أرزاقه والاستيلاء عليها، فكل يوم يُقتل نابوت جديد، كل يوم يتعرض الفقير للإهانة والقتل، فما هي طموحاتكم أيها الأغنياء، وما هو حدود غيرتكم وحسدتكم الأعمى والمجنون؟ هل أنتم الوحيدون الذين تعيشون على هذه الأرض؟ فلماذا إذاً تنبذون وتطردون ذلك الذي يشارككم الوجود؟!".

وختم: "السؤال المطروح علينا اليوم أيها الأحباء هو التالي: هل إننا قادرون ومستعدون لسماع مثل هذا الكلام؟ هل نحن مستعدون في مثل هذه الأيام الصعبة التي نعيشها، على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعي، والصحي، أن نفكر في بعضنا البعض، ونسعى لتخطي كل الصعوبات بروح التضامن والتعاضد والمحبة؟ لا أحد يستطيع أو بإمكانه الإجابة عنا، فالجواب يجب أن يأتي منا، ولا يكون جوابا نظرياً بل واقعياً وعملياً لما فيه خيرنا وخير الجميع وخير البلاد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم