الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

انطلاق "أفكار 3" والجمعيات بدأت بتنفيذ المشاريع المموّلة من الاتحاد الأوروبي\r\n12 مشروعاً تظهر قدرات المجتمع المدني "دو فريج: الدعم يواجه التطرّف

محمد نمر
A+ A-

"قرع الجرس"... وبدأت جمعيات المجتمع المدني بصرف أكثر من مليونين و800 الف أورو لتنفيذ 12 مشروعاً، ضمن برنامج "أفكار 3" بتمويل من الاتحاد الأوروبي وشركة وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية.


بعد نجاح برنامجي "أفكار 1" و"افكار 2"، استطاع المجتمع المدني أن يقنع الاتحاد الأوروبي، مرة جديدة بقدراته، فحضر "أفكار 3". وتقول منسقة البرنامج وممثلة الوزارة الاعلامية يمنى غريب إن "الجمعيات والمنظمات غير الحكومية تملك مبادرات وقدرات كبيرة هدفها التغيير في لبنان، إذ استطعنا عبر "أفكار" أن نلامس الواقع اللبناني ونتعرف إلى المشكلات التي يواجهها مجتمعنا والعمل على حلها".
من أصل 57 مشروعاً فاز 12 بتأمين الشروط المطلوبة في مرحلة استدراج المقترحات، وحصلت الجمعيات على التمويل بموجب عقود. توضح غريب أن "المشاريع تصب في مجالين الأول: الإصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والثاني: الحوكمة الرشيدة على مستويات عدة، كما تم التركيز على مجالات الزراعة والتجارة العادلة والتدريب على المهارات، فضلاً عن الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة وحقوقهم، وحال المسنين والمرأة". تراوح كلفة كل مشروع ما بين 100 ألف أورو و300 ألف، وتشدد على أن "اختيار المشاريع لم يتم وفق التوزيع الجغرافي، بل وفق توافر الشروط".
بعد اختيار المشاريع وتمويلها، يتابع فريق "افكار" عملية تنفيذ المشروع، ويدرب الجمعيات على المهارات التي ترفع من مستوى احترافها. إنه يمثل الاتحاد الأوروبي، الذي يعود ويعيّن محاسبين يدققون في عملية صرف التمويل.


لقاء جدي و"خفيف الظل"
في مقر الوزارة في ستاركو، وضعت "النقاط على الحروف" قبل انطلاق الجمعيات بتنفيذ مشاريعها، وحددت الاجراءات الواجب اتباعها في المرحلة المقبلة. هو لقاء عمل، نظمه فريق برنامج "أفكار" وجمع ممثلين عن الجمعيات بالوزير نبيل دو فريج وممثلين من الوزارة عن الاتحاد الأوروبي.
المؤسف أن الجمعيات التي "ارتاحت" على وضعها بعد حصولها على التمويل، تأخر ممثلوها أكثر من نصف ساعة عن موعد اللقاء، فهل كان المهم الحصول على التمويل فقط؟ دو فريج حوّل اللقاء جلسة عائلية لم تخلُ من "النكات" واللطشات السياسية، أولاها في شأن البيان الوزاري، إذ قال فور دخوله وبعد مقدمة غرّيب: "بدنا ناخد غرّيب على جلسة اليوم في مجلس الوزراء، بركي بتلاقي فكرة لحل مشكلة البيان الوزاري.. لأنو بدنا أفكار!".
وتوجه دو فريج إلى ممثلي الجمعيات بالقول: "فوزكم بالتمويل مهم جدا. لكن التحدي الحقيقي لمشاريعكم يكمن في تحقيق اهدافها وإحداث التأثير المطلوب وتأمين الاستدامة لها"، معلناً أن "الاستعدادات قائمة من اجل اطلاق استدراج الاقتراحات الثاني في "افكار 3"، وفق دفتر شروط جديد يأخذ في الاعتبار انعكاسات النزوح السوري الكثيف الى لبنان، مع تأثيراته على المجموعات المحلية".


"زيت الزيتون" من الحقل حتى التسويق
استهلت فترة عرض المشاريع، بمشروع "الدعم الاقتصادي والاجتماعي لمزارعي الزيتون في جنوب لبنان" الذي يشرف على تنفيذه معهد التعاون الجامعي ICU ، وشريكه الاتحاد التعاوني الاقليمي في جنوب لبنان. كلفة المشروع 300 الف اورو ومدة تنفيذه 24 شهرا. وتوضح المديرة التنفيذية للمشروع كارول الهاشم لـ"النهار" أن "مشروعهم يهتم بتحسين طريقة تخزين الزيت وتسويقه والمحافظة على جودته، عبر جمع كل انتاج التعاونيات في خزانات الاتحاد المصنوعة من ستنلس ستيل، من اجل حمايته وتسويقه"، وسيقوم المعهد بتدريب أكثر من ألف مزارع زيتون منذ عملية الزرع في الحقل حتى وضع الزيت في الخزانات. وهدفنا رفع مداخيل المزارعين والاتحاد وتحسين الجودة".
دو فريج لم يكتف بالاستماع، بل ناقش المشاريع، واقترح على الهاشم "العمل على توأمة مع مصانع الزيت العلمية، مثل تجربة مؤسسة رينه معوض التي توأمت عملها مع معمل فرنسي وباتت تضع علامة تجارية فرنسية على منتوجها ما يرفع من قيمته".


عيناتا وكفرشوبا والرميلة
"ثلاث مناطق انمائية، هدف انمائي واحد"، مشروع ستنفذه جمعية "حماية وتنمية الثروة الحرجية" AFDC، وشريكتها الجمعية اللبنانية للتنمية. كلفته 197 ألف أورو على مدة 24 شهراً. ويوضح مدير المشروع في AFDC جواد بو غانم لـ"النهار" أنه "سيتم تركيب شبكة ري في عيناتا الأرز ليفيد منها أكثر من 70 مزارعا، وفي كفرشوبا سنعمل على غرس الاشجار وتسييج الأراضي ووضع خزانات مياه. فيما في الرميلة، وبالتعاون مع التعاونية الزراعية في البلدة التي تملك معصرة لزيت الزيتون، سنضع معدات لتعبئة الزيت وخزانات من أجل رفع مستوى الانتاج، وتليه دورات تدريبية وخطة لتسويق المنتجات".
مؤسسة الصفدي خصصت عكار بمشروعها "الموارد المحلية من اجل النمو الاقتصادي في المناطق الريفية"، تكلفته أكثر من 248 ألف أورو، ويهتم بزيادة فرص المساواة في الحصول على كسب الرزق. ويحق للمرأة اصطحاب زوجها إلى العمل في حال كان يرفض عملها. سيركز المشروع على زراعة الصعتر، فضلاً عن وضع آلة في المنطقة لتجفيف الفواكه. وشدد دو فريج على اهمية دعم المناطق الفقيرة والنائية والمحرومة كعكار، الذي من شأنه مواجهة موجة التطرف.
أما مؤسسة مخزومي فتسعى عبر مشروعها "الشباب الللبناني كرسول للاستدامة" وبالاشتراك مع منظمات اجنبية إلى تعزيز التنمية المستدامة في لبنان ومنطقة البحر المتوسط. واوضحت مديرة المشاريع في المؤسسة سلاّمة نعماني ان "الأمر سيتم عبر نشاطات متنوعة وتدريب اساتذة التربية المدنية في المرحلة المتوسطة، في البقاع والشمال وبيروت، على التنمية المستدامة بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والانماء ونقلها بين الاساتذة لتصل إلى التلاميذ فالمجتمع".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم