الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل تخطى لبنان نقطة الذروة والمسار إلى انخفاض؟ هذا ما كشفه اختصاصي في علم الوبائيات لـ"النهار"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
هل تخطى لبنان نقطة الذروة والمسار إلى انخفاض؟ هذا ما كشفه اختصاصي في علم الوبائيات لـ"النهار"
هل تخطى لبنان نقطة الذروة والمسار إلى انخفاض؟ هذا ما كشفه اختصاصي في علم الوبائيات لـ"النهار"
A+ A-

يكثر الحديث مؤخراً عن تاريخ ذروة الإصابات في لبنان، تختلف التواريخ والتقديرات للوصول إلى نقطة الذروة في مسار الاصابات بكورونا في حين يرى البعض أن عودة المغتربين ستُشكّل تحدياً جديداً وتحسم الجدل القائم عن سرعة الوصول إلى الذروة من عدمه. السيناريوات متعددة ولكن بالعودة إلى الأرقام تختلف المعطيات، وقد تُحدث مفاجأة إيجابية في حال استمر الوضع على ما هو عليه اليوم. هل علينا أن نتفاءل؟ الجواب في الأسطر المقبلة؟

في قراءة للأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، يبدو واضحاً انخفاض العدد اليومي للاصابات الجديدة مقارنة بالأسابيع الماضية. منذ يومين أنهى لبنان الأسبوع السادس الذي كشف عن تدنٍّ في عدد الإصابات وبالتالي إبطاء المسار الذي كان يتصاعد في نصف آذار بشكل سريع ومخيف. وفق أرقام وزارة الصحة بلغ عدد الحالات الجديدة 12 ليصل مجموع المصابين إلى 520 منذ 21 شباط ولغاية تاريخ اليوم. هل علينا أن نرتاح أمام هذه الأرقام؟ وهل تعكس حقيقة انتشار الفيروس في لبنان؟ وهل يعتبر عدد الوفيات كبيراً مقارنة بعدد الإصابات؟

قبل الحديث عن المرحلة المقبلة، يوضح الأستاذ في علم الوبائيات وطب المجتمع في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور سليم أديب في حديثه لـ"النهار أنه " أُجري حتى اليوم حوالى 10 آلاف فحص كورونا في لبنان، وهذا الرقم هو عدد الفحوصات الصادر عن وزارة الصحة زائداً عدد الفحوصات التي أجرتها المختبرات الجامعية الأخرى. في تاريخ 2020/4/4 بلغ عدد الفحوصات التي أجريت في الساعات الأربع والعشرين الماضية 550 فحصاً وفق وزارة الصحة.  في قراءة سريعة إلى خريطة توزع الحالات يبدو واضحاً انها تختلف بين منطقة وأخرى، ويعود السبب إلى إجراء الفحوصات بوتيرة أكبر في بعض المناطق، في حين أنها معدومة في مناطق أخرى، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الحالات عند بعضها، إلا أن معدل الفحوصات بلغ 4%. وهذا يعني بطريقة أخرى أنه بين 100 شخص هناك 4 أشخاص منهم مصابون بالفيروس تقريباً. إذاً نحن نتحدث عن وجود الفيروس بكثرة في بعض المناطق ووجوده ضئيلاً في أماكن أخرى ومعدوماً في مناطق أخرى. صحيح أننا جميعنا معرضون للفيروس، ولكن هذا لا يعني أن الفيروس موجود في كل مكان".

يُحكى كثيراً عن تاريخ الذروة في لبنان، متى سنصل إليه؟ برأي أديب أننا "نسلك مسار انتهاء الوباء في لبنان، نقطة الذروة أصبحت خلفنا وحصلت في الأسبوع الخامس (20 آذار، حيث سجل أعلى عدد إصابات في يوم واحد). ونحن أنهينا الأسبوع السادس الذي انتهى بنقطة الانعطاف ومسار النزول. في الأسبوع الماضي لاحظنا في الأيام الأربعة الأخيرة منه أن عدد الإصابات انخفض يوماً بعد يوم. لذلك على اللبنانيين عدم الهلع ولكن البقاء في منازلهم حتى تمر هذه المرحلة وننتهي من الوباء كما انتهت منه الصين".

كما يشدد أديب على "أنه في ظل عدم وجود عدد فحوصات موصى بها، يبقى الأهم اليوم طريقة الكشف المبكر. على سبيل المثال يمكن إجراء حوالى 500 فحص على عينة عشوائية، والتي بإمكانها أن تكشف لي تقريباً واقع لبنان مع الفيروس، في حين أنه برغم من إجرائنا حوالى 20 ألف فحص في لبنان إلا أن العينة ليست عشوائية بل انتقائية. أي أن الشخص الذي يجري الفحص اليوم هو إما يعاني من أعراض أو أن أمكانياته المادية تسمح له بإجرائه. وبناءً عليه نحن بحاجة إلى إجراء 100 ألف فحص لنقول إن هذه العينة تُشبه لبنان، ويستحيل القيام بذلك في الوقت الحالي. أما في حال قررت الوزارة إجراء دراسة لعينة عشوائية من كل المناطق اللبنانية على 500 شخص، عندها يمكن التعويل عليها لمعرفة واقع انتشار الفيروس في لبنان."

أما عن عدد الوفيات، وهل يعتبر كبيراً مقارنة بعدد الإصابات، يؤكد أديب أنه ما زال مقبولاً جداً. علينا أن نعرف أنه مع كل وباء نواجهه،الرقم الأخير الذي يُتوقع انخفاضه هو عدد الوفيات. لأنه مع الوقت الأعداد التي تُشخص تصبح خفيفة والأشخاص الذين يدخلون المستشفى هم بحالة سيئة أو حرجة. ولكن عندما نعتاد على المرض ويصبح لدينا مناعة ضده، فهذا يجعل الناس تتأخر في القدوم إلى المستشفى وبالتالي فهي تصل في حالة حرجة نتيجة تأخرها في طلب الرعاية الصحية، وبالتالي التأخير في تشخيص حالتهم ومعالجتهم. لذلك من المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات قليلاً قبل أن نشهد استقراراً في الأرقام".

النقطة الإيجابية التي يمكن التوقف عندها اليوم وفق أديب "تكمن في انخفاض عدد الإصابات الجديدة اليومية وعدد الحالات الحرجة الموجودة في المستشفيات والتي تشهد انخفاضاً أيضاً. ومن المهم أن نعرف أن الحالات الجديدة التي ستشهدها المستشفيات في الأيام المقبلة تعود إلى اصابات سابقة تعاني من التهابات رئوية حادة وتأخرت في التوجه إلى المستشفى. التأخر في طلب الرعاية الصحية يعود اليوم إلى وصمة العار التي تلحق المصاب أو المشتبه به. لذلك سنشهد ازدياداً في هذه الحالات الحرجة ما قد يؤدي إلى ارتفاع في عدد الوفيات نتيجة حالتهم الصحية الحرجة".

ويبقى هذا الواقع غير مرتبط بعودة المغتربين التي قد تغيّر هذه الأرقام في المرحلة المقبلة في حال لم تتمّ وفق إجراءات وقائية عالية المستوى. 




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم