الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عائلات في عين عاصفة الفقر... "الموت أفضل من الجوع"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
عائلات في عين عاصفة الفقر... "الموت أفضل من الجوع"
عائلات في عين عاصفة الفقر... "الموت أفضل من الجوع"
A+ A-

عاصفة الفقر تضرب لبنان، قوّتها تشتد مع الأيام، حتى وصلت إلى حدود لا تحتمل مع انتشار فيروس كورونا وما ترافق ذلك من قرار حكومي بإغلاق المؤسسات العامة والخاصة، عائلات كثيرة بدأت تئنّ من الجوع، شبان خرجوا إلى الشارع رافعين الصوت، في حي السلم وطرابلس والمدينة الرياضية، معلنين أن الموت بالفيروس أرحم من الموت جوعاً.

مساعدة رسمية

في محاولة منها لامتصاص غضب الناس، أعلنت الحكومة عن مساعدة مالية للعائلات الأكثر فقراً والمحتاجة بسلّة غذائية وسلة من المعقمات، فرصدت لذلك مبلغ 75 مليار ليرة من خزينة الدولة، ما يعني استفادة نحو ١٥٠ ألف عائلة،  إلا أنها عادت واستبدلت المساعدة العينية بمساعدة مالية قدرها 400 ألف ليرة سيستفيد منها نحو 200 ألف عائلة، وذلك بعد رفع المبلغ الذي كان مقرراً إلى 80 مليار ليرة. وعن كيفية تقديم الطلبات أكد المستشار الاعلامي لوزير الشؤون الاجتماعية جاد حيدر لـ"النهار" أنه "بين اليوم وغداً سيتم الإعلان عن كافة الخطوات المتعلقة بالأمر، كما أن وزيري الداخلية والشؤون الاجتماعية سيطلان اليوم في مقابلة تلفزيونية يتناولان خلالها الموضوع، وفي الغد ستصل الاستمارات إلى البلديات حيث يمكن للمواطنين الاتصال بالمختار أو البلدية لتعبئتها".

الموت ولا الجوع

في التل –طرابلس يسكن خالد عرب مع عائلته المؤلفة من ولدين وزوجته. هو من دون عمل منذ بداية السنة وذلك بعد أن كان حارس أمن في الملاهي الليلة. كان يعمل أربعة ايام في الأسبوع مقابل 200 ألف ليرة، ابنه عمر (4 سنوات)، كما قال، من ذوي الحاجات الخاصة بسبب خطأ طبي عند ولادته، يحتاج الى علاج فيزيائي يومي يخضع له في 3 مراكز، واحد لليدين وآخر لكامل أنحاء الجسد، ومركز للنطق. ولفت إلى أنه "لا أملك المال لكي أؤمّن علاجه، في الثامن من الشهر الجاري يحتاج إلى تخطيط للرأس وليس في استطاعتي ذلك، فحتى حليبه وحفاضاته لا يمكنني جلبها، وزارة الشؤون تتنصل من مسؤوليتها، فعندما أقصد الوزارة يكون الجواب لا يوجد موزانة لذلك، وعندما أعرض بطاقته لإدخاله إلى المستشفى يرفضونها، لذلك سبق أن اضطررت إلى إخراجه هريبة من أحد مستشفيات الشمال بعدما عجزت عن دفع 260 ألف ليرة"، وأضاف: "منذ 4 أشهر لم أدفع إيجار البيت البالغ قيمته 500 ألف ليرة شهرياً، اليوم تواصلت مع صديقي، طلبت منه علبة حليب وعلبتي فول وحمص وعلبة جبن، وعدني أنه في الغد سيجلبها لي"، مشدداً: "توزيع المساعدات الغذائية من قبل بعض المسؤولين كما يجري تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي هو في الحقيقة محصور على مناصريهم، ومن يدعي غير ذلك كاذب، وفي ما يتعلق بالمساعدة التي أقرتها الحكومة اتصلت بالمختار والبلدية إلا أن لا معلومات لديهم عن الخطوات العملية لذلك"، وختم: "تعبت كثيراً، لم أعد أحتمل التفكير في كيفية تأمين احتياجات عائلتي، فالموت أفضل من الجوع، وأتمنى ممن يمكنه مساعدتي الاتصال على رقم هاتفي 03294621".

ألم الحاجة

سمير عبيد (55 سنة) نموذج آخر من العائلات الاكثر فقراً في لبنان، فابن باب التبانة لا يمكنه المشي على قدمية نتيجة إصابته بشلل أطفال، من دون عمل يسكن وزوجته في منزل للإيجار بمبلغ 300 ألف ليرة لبنانية، لا تدخله الشمس ولا الهواء، الرطوبة نخرت جدرانه، وبحسب ما قاله لـ"النهار": "لم يرزقني الله بولد كي يكون عكازي في الحياة، لذلك أنتظر مساعدة المحسنين لتأمين قوت يومي والأدوية التي أتناولها، فأنا مريض سكري وضغط، في حين زوجتي مريضة كلى، وضعنا أكثر من مزرٍ، فلو كان بإمكاني المشي لما كنت مددت يدي لأحد، كنت عملت في أي مهنة شريفة، لكن هذا قدر الله، أحمده على كل شيء"، وأضاف: "لدي بطاقة من وزارة الشؤون الاجتماعية إلا أني لم أستفد منها سوى بحصة غذائية السنة الماضية، وحده الله يعلم كيف أتدبر أموري، عسى أن تحمل الأيام المقبلة فرجاً بعد الضيق الذي أثقل كاهلي منذ صغري، ولمن يريد مساعدتي يمكنه الاتصال على رقم زوجتي 71692529".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم