الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

زحمة سير وتجمعات عشوائية في عكار... العلم نور يا سادة فلا تمشوا في الظلام!

المصدر: "النهار"
عكار- ميشال حلاق
زحمة سير وتجمعات عشوائية في عكار... العلم نور يا سادة فلا تمشوا في الظلام!
زحمة سير وتجمعات عشوائية في عكار... العلم نور يا سادة فلا تمشوا في الظلام!
A+ A-

كما الثوب البالي أو المهترئ، ما إن ترتق فتقاً فيه ليفتق آخر، هي حال خطة الطوارئ الصحية والتعبئة العامة اللتين أقرتهما الحكومة في محاولة لدرء مخاطر جائحة #كورونا المتغوّلة في كل بقاع الأرض، وتتقدّم في لبنان بفعل استهتار البعض وجنوح البعض الآخر بطيش ولامسؤولية نحو الفوضى، معرضين صحة الناس وسلامتهم لاسوأ المخاطر، مما يفتح الأبواب أمام شهية الفيروس ليبطش بالناس جميعاً، معتزلين ومحجورين، ومجموعات من البشر غير الآبهين والمقتنعين بأنّ كورونا، ربما، مجرد شائعة، أو مؤامرة تستهدفهم للنيل من حريتهم.

وما تشهده العديد من الطرق والساحات في الليل، كما في النهار، وفي مختلف المناطق اللبنانية وبخاصة محافظة #عكار، من زحمة سير وتجمّعات بعضها عشوائية، وبعضها أيضاً مناسبات اجتماعية، من أفراح وأتراح وغير ذلك مما هو متاح، كأن ما من شيء يحصل في الكون، متغاضين عن مئات آلاف المصابين وعشرات الآلاف الضحايا في كل دول العالم، ومستهترين بكلّ الجهود التي يبذلها آلاف المجنّدين يومياً من أطباء وممرضين وجهاز إداري- صحي وصيادلة وعاملين في الحقلين الصحي والاستشفائي.



وما يتم مشاهدته وتناقله اليوم في مناطق عكارية عدة، ينذر بأسوأ العواقب...

والكل مطالب بحسم الأمور طوعاً أو قهراً بتنفيذ الحظر الشامل وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورات القصوى، والمطلوب من الجهات الرسمية المعنية، من جيش وقوى أمن، عدم التساهل، ومن البلديات والمؤسسات الإغاثية المعنية تلبية أي اتصال طارئ لمساعدة الناس على التقيّد بقرار التعبئة العامة.

فالأسابيع المقبلة، تشكل منعطفاً حاسماً، فإما النجاح والسيطرة بالحد الأدنى في كبح جماح هذا الفيروس، أو أننا سنسقط في المجهول...

والمجهول يعني أنّ أعداد المصابين سترتفع وستضاعف يوماً بعد يوم، وأنّ المستشفيات لن تكون قادرة على استقبال المرضى، وهذا يعني حالاً من الفوضى الهيستيرية التي ستنجم عن هكذا واقع، والعكاريون بخاصة سيكونون أمام اختبار الموت على الطرق والحياة بالصدفة.

الكلام ليس تهويلاً... بل هو واقع على الجميع التعاطي معه بجدية. انظروا وشاهدوا كيف هي حال الدول المتقدّمة ذات الإمكانات الضخمة... فكيف هي الحال في بلد مثل لبنان، مفلس ومريض وامكاناته على الصعيد الصحي والغذائي تتضاءل. والوقت يلعب في غير مصلحة أهله، وكل مَن حولنا اقليمياً ودولياً مشغولون بأنفسهم، وأولوياتهم محصورة فقط في مصائبهم.

إنها حرب... حرب بكل ما تعني الكلمة، اتعظوا وابقوا في منازلكم، لعلكم تنجون.

العلم نور يا سادة.. فلا تمشوا في الظلام.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم