وَنَشَدْتُ أَحْمَدَ بِالْمَدِيحِ قَصِيدَةً
رَسَمَتْ لَهُ فِي خَافِقِي بَدْرًا ظَهَرْ
سَمَقَتْ مَنَازِلُ حُبِّهِ فِي مَنْبَتِي
وَتَمَحْوَرَتْ بِجُذُورِ لُبِّي كَالتَّتَرْ
سَكَبَ الشِّفَاءَ عَلَى الْقُرُوحِ زُلَالُهَا
عَصَمَ النُّفُوسَ الطَيِّبَاتَ مِنَ الْخَطَرْ
بَلَغَ الْذِّي يَقِنَ الْقَدِيرُ لِسِدْرَةٍ
حَسَنُ الْحِسَانِ مُحَمَدٌ مَثَنُ الْقَدَرْ
فَلَهُ الْبَهَاءُ مَعَ الْتَّمَامِ مَعَ الْعَطَا
وَهُوَ الْمَهِيبِ إِذَا يُوَافَقُ بِالْبَشَرْ
وَهُوَ الْخَلُوقُ بِأَصْلِهِ وَبِنَسْلِهِ
غَرِدًا وَكُلُّ الْدِّينِ فِي نَهْجِ الْخَبَرْ
وَهُوَ الْمُكَرَّمُ وَالْكَرِيمُ صِفَاتُهُ
شُدِهَتْ شُرَافُ الْخَلْقِ بَلْ غِيضَ الْبَصَرْ
وَهُوَ الْمُبَجَّلُ بِالْجِنَانِ مَقَامُهُ
صُوَرُ الْحَبِيبِ مَنَازِلٌ نُورُ الْقَمَرْ
لِيُطَهِّرَ الْأَوْجَامَ لَا مِنْ وَجْمَةٍ
دُرَرُ الْيَقِينِ وَصِدْقُ طَهَ يَا الْأَثَرْ
عَيْنٌ هَوَتْكُمْ يَا ضِيَاءً سَرَّنِي
فِيهِ الْوَضَاءَةُ وَالنٍّضَارَةُ وَالْحَوَرْ
فَأَنَا الطَّمِيسُ وَصُبْحُ لَيْلِي ذِكْرُهُ
يَا مّصْطَفَى أَنْتَ الدَّلِيلُ بِذَا السَّفَرْ
يَا رَحْمَةً رَجَفَ الْفُؤَادُ أَيَا ضِيَا
قَدْ بَانَ لَمَّا الضَّوْءُ مِنْ عَيْنِي اِنْدَثَرْ.