الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كرة القدم نحو الأفضل أو الأسوأ؟

المصدر: "أ ف ب"
كرة القدم نحو الأفضل أو الأسوأ؟
كرة القدم نحو الأفضل أو الأسوأ؟
A+ A-

توقف النشاط الكروي حول العالم بسبب تفشي فيروس #كورونا، وبات القلق في كيفية إنقاذ أندية عدة بسبب التأثير المالي، لكن ثمة أملاً بأن اللعبة الاكثر شعبية في العالم قد تخرج أفضل من هذه الأزمة.

ولخص مدرب #إيفرتون الإيطالي #كارلو_أنشيلوتي الوضع الحالي بقوله لصحيفة "كورييري ديللو سبورت": "نعيش حالياً أشياء لم نعتد عليها وستغير الكثير من عاداتنا".

لم يسبق أن توقفت الحركة الرياضية في أوروبا كما هي الحال الآن، منذ الحرب العالمية الثانية. وادى توقف النشاط الى ظهور قصور في النظام المثقل بمبالغ طائلة من المال، وتالياً فإن التخفيضات مقبلة لا محال أقله على المدى القصير.

وأضاف أنشيلوتي: "الايرادات من حقوق النقل التلفزيوني ستنخفض، سيتقاضى اللاعبون والمدربون مبالغ اقل. تكلفة التذاكر لحضور المباريات ستكون أقل. سيكون الاقتصاد مختلفاً وسينعكس ذلك على كرة القدم بطبيعة الحال. ربما يكون الوضع أفضل".

أما بالنسبة إلى المؤرخ والاكاديمي ديفيد غولدبلات، الذي أصدر أخيراً كتاباً يحمل عنوان "عصر كرة القدم"، فرأى في تصريح لوكالة "فرانس برس": "كما هي الحال مع معظم الاشياء، فإن الأزمة تشكل فرصة" جراء وباء "كوفيد 19".

لكنه حذر من أن الأمور قد تنحى نحو الأسوأ في حال عدم حصول تغيير جذري، وقال: "قد يصبح الأمر أكثر سوءاً. إذا اردنا إحداث تغيير جدي، يتعين القيام بتغيير نظرية القوة والملكية وطريقة توزيعها في اللعبة".

واعتبر ان القوة المالية في الوقت الحاضر في حوزة بعض المحظوظين في القمة لكن هؤلاء ايضاً تعرضوا للاذى. وهذا الأمر سيؤثر على سوق الانتقالات وقد يصبح انفاق أموال طائلة للتعاقد مع لاعبين جزءاً من الماضي.

وكان لسان حال رئيس نادي بايرن ميونيخ السابق أولي هونيس مماثلاً، بقوله: "في السنتين او الثلاث المقبلة، لن يكون بالإمكان انفاق أموال كما نرى في السنوات الماضية، لأن كل دولة ستتأثر بما حصل. في جميع الاحتمالات، سيظهر عالم كروي جديد من هذه الازمة".

وحتى الآن، وافق لاعبو برشلونة الإسباني، اغنى نادٍ في العالم، على تخفيض رواتبهم بنسبة 70 في المئة، في حين قامت أندية عدة في مختلف انحاء أوروبا في اتخاذ اجراءات مماثلة.

يؤكد هذا الأمر بأنه حتى أندية النخبة ليست محصنة، وتالياً فإن السؤال المطروح حالياً ما إذا كانت هذه الازمة ستمهد لوضع سقف لرواتب اللاعبين على الرغم من الصعوبات التي قد تواجهها الاندية الاوروبية بسبب قوانين الاتحاد الاوروبي.

وفي ألمانيا، قامت الأندية الأربعة المشاركة في دوري أبطال اوروبا بالتبرع بمبلغ 20 مليون أورو لمساعدة الاندية التي تعاني من أزمة مالية خانقة في خطوة تضامنية لافتة.

ويمكن استخلاص الدروس ايضاً من توزيع عائدات حقوق النقل التلفزيوني في المستقبل. وربما حان الوقت ايضاً لإعادة النظر في جدول المباريات. فقد أصبحت فكرة تنظيم مونديال بمشاركة 48 منتخباً وكأس العالم للأندية مع 24 فريقاً غير مستدامة.

ورأى غولدبلات أنه يتعين على "فيفا" إعادة النظر في برنامجها لإقامة مونديال 2026 بمشاركة 48 منتخباً في مختلف انحاء أميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك).

بدوره، قال الامين العام لنقابة لاعبي كرة القدم المحترفين "فيفبرو" جوناس باير هوفمان: "لقد حان الوقت لايجاد قوانين للقول: دعونا نخرج من هذه الازمة بأفضل طريقة ممكنة، لكن ايضاً إدارة الاحمال الكبيرة على اللاعبين بطريقة ناجحة".

وأضاف: "يتعين علينا ان نجد نظاماً أكثر صحة من الذي يٌطبق حالياً".

إنفانتينو وضرورة التغيير

واعترف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني انفانتينو بضرورة إحداث تغيير، وقال لصحيفة "كورييري ديللو سبورت": "نحتاج الى تقييم الأثر الاقتصادي العالمي، لا نعرف متى يمكن للأمور ان تعود الى طبيعتها".

وأضاف: "لننظر الى الفرص (المتاحة). يمكننا ربما إصلاح كرة القدم العالمية من خلال التراجع خطوة الى الخلف. مع صيغ مختلفة (للبطولات والمسابقات). عدد أقل من الدورات، ربما بعدد أقل من الفرق، لكن بشكل أكثر توازنا. عدد أقل من المباريات للحفاظ على صحة اللاعبين".

وتابع: "هذا ليس خيالاً علمياً، لنتحدث بهذا الشأن. دعونا نحدد الضرر، ونرى كيف يمكن تعويضه، نبذل تضحيات ونبدأ من جديد ليس من الصفر، لكن نعمل معاً لإنقاذ كرة القدم من أزمة تهدد بأن تكون لا رجعة فيها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم