الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"أنا رايح فين أنا راجع تاني"... نكت كورونا تفرج كرب الانعزال المنزلي

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
A+ A-

كثيرة هي العبر والأمثال التي تتحدث عن قساوة الأسر، والسجن والانعزال، وأول ما يتبادر إلى الذهن، نموذج العصفور في قفصه، وكم يبدو فرحا وهو يأخذ حريته منه.

واليوم، يعاني اللبنانيون سجنا قسرياً بسبب أزمة "الكورونا"، وبكل بساطة يمكن القول إن قلة نادرة تتحمله، والباقون يتفاوتون بين تحمله على مضض، أو عدم تحمله فيخلقون من أسرهم ما يخفف عنهم. فاللبناني، والمشرقي عامة، من عادته الخروج من المنزل، حيث الطبيعة جميلة، والمناخ معتدل، يؤسس لحالات تواصل اجتماعية جاذبة، ويتيح له البقاء في الخارج حيث يجد المتنفس.

لكن العزل المنزلي بسبب "الكورونا"، حيث لم يعد الخروج متاحاً، ولا خياراً، كأنه أحدث انفجاراً للناس في أسرها نكتا هزلية، اتخذت من معاني الحدث صوراً جميلة، وفيديوات قصيرة معبرة عن واقع الحال، كـ"اللي عاجبني في 2020 أنها واضحة وصريحة من البداية"، ولا تظل بالبيت، الطقس حلو.. والشوارع فاضية (مع تحيات عزرائيل).

اما أبرزها تعبيراً عن الهلع من المصافحة التي تعتبر أحد أبرز أسباب نقل العدوى، فيديو صغير للهر توم المعروف بأفلام الكرتون... يهرع بجنون ليغسل يديه ووجهه قبل دخول فيروس "الكورونا" المفترض فيه.

ثمة فيديو آخر يظهر فيه شخص يغسل ويتعقم بهلع، ثم يلبس ثياب الوقاية، ويخرج إلى الشارع، فتضربه سيارة وتقتله.

[[embed source=vod id=14230 url=https://www.annahar.com/]]

المزح يطال نزعات الرجال المدخنين، حيث لا بد من التضحية بكل شيء من أجل السيجارة، فيستخدم كافة أساليب التمويه لكي يتمكن من الخروج، كما يطال عدم قدرتهم على التزام البقاء في المنزل، ولذلك، في زمن "الكورونا" يتم تسجيل أول حالة طلاق في طرابلس بسبب الحجر الصحي، ردا على تعداد حالات الإصابة بـ"الكورونا".

ونداء للزوجات: "أيتها الزوجات مع تنفيذ منع التجول، يعتبر الأزواج أسرى عندكم، فأحسنوا معاملة أسراكم حسب إتفاقية جنيف".

وزوجة تفحصت تلفون زوجها، ورأت اسم "كورونا"، فطلبت الرقم لتعرف من هي السيدة "كورونا"، فرن التلفون عندها!

ورسالة إلى الأم "إن العالم على وشك الانتهاء، قومي شربي أولادك من تلك الكاسات المخبية في البوفيه".

وزوج في الحصر، يدخل المطبخ، ويتدخل بأمور المطبخ فتقع المشكلة مع زوجته، وتخرجه من المطبخ بالساطور.

ويأتي دور النساء، حيث أهم ما لديهن صالونات التجميل، فإذا أقفلت هذه الصالونات، "راح نشوف كائنات أخطر من فايروس كورونا"!

والصين، منبع الفيروس، لن تفلت من "عقاب" الألسنة، وهي عرفت بالبضائع الاستهلاكية الرخيصة التي تعرف بـ"التقليد"، أي استنساخ للبضاعة الأصلية: "حسبنا الله على الصين.. كان كلشي يجي منها تقليد.. إلا الكورونا طلع أصلي"، كما أن هناك السائق الصيني يهزأ من اللبناني المزروب في بيته، فيبدو مصفقاً، ويغني تحت عنوان: “دنيا دوارة.. صيني شمتان فينا". وبعد النجاح الباهر الذي حققه عالمياً "كوفيد-١٩"، الصين تستعد لطرح "كوفيد-١٩ بلاس".

ذكاء اللبناني، وإصراره على تحقيق ما يرغب، كنزعة خاصة به، تظهر صورة شخصين يتموهان بأغصان الشجر لكي يتمكنا من الخروج من المنزل، في صورة تحت عنوان: “شعب ما ألو حل".

والبعض يرى في اللبناني حب العنف وحمل السلاح الذي اعتاده عبر سنوات الحروب الطويلة، فيخرج إلى الشارع مدججاً بالقنابل والرصاص، والقناع: "رايح جيب خبز وأرجع".

أما وقد طال الزمن في الحظر، ومنع التجول، وإقفال صالونات الحلاقة، فقد طال شعر رؤوس الرجال ولحاهم حتى باتوا غير معروفين: “الزبائن عند الحلاق بعد كورونا". وبدت صورة لرجل أشعث الشاربين والسكسوكة حتى بات شاربه "كمامته منه وفيه".

وللبلاغة، واللعب على الألفاظ حصة. من كان يتوقع أن يكون لبيرة "الكورونا" كل ذلك العز! استنباطاً للفظة، تقول الصورة: “وداوني بالتي كانت هي الداء".

أما التاباسكو الحار فله دور في طرد الفيروس، إذا وضع الإنسان منه على يده، فيتعذر عليه وضعها في فمه، وبذلك لن ينقل العدوى إليه.

بعد المصافحة، يأتي دور العطسة. ليش مبيعات ورق التواليت أعلى من الكلينكس العادي؟ والجواب: لأن كل ما واحد عطس، عشرة بيخ (روا) تحتهن!

ونصيحة زمن "الكورونا" القيمة لمن يريد أن يتزوج، فليلحق حاله: "هيدا أنسب وقت.. لا عرس.. لا معازيم.. ولا سفر..كمامة وقنينة اسبيرتو.. وعالبيت".

وعاجل علاج "الكورونا": " لمدة يومين تشرب مي وعسل وليمون... ثالث يوم تشرب بس مي وليمون، يطلعلك الفايروس يسألك وين العسل؟ تضربه على راسه ويموت!".

وعجوز تحتفل بميلادها الـ108 سنوات، وقد اجتازت الحربين العالميتين، وأمراضهما، وكذلك موجات من الانفلونزا والسارس والإيدز وحروب ومعارك، تقول: “متل طي(زي) الكورونا".

و"الكورونا" على علاته، فهو الحل الأنسب لأقساط المدارس التي اعتمدت التعلّم عن بعد: "بخصوص القسط المدرسي الشهري، رح صوّر المصاري، وابعتهن للإدارة عالواتساب!”

طفل يخرج راكضاً في ردهة المنزل، يدعوه والده للتحدث مع عمته التي أتت من الصين، فيهرع راجعاً. وراعٍ يفرق ماعزه صارخاً "ممنوع التجمع"، ورجل يتكمم بـ"سي دي" مضاد للفيروس،

شاب يقتل وقت الحصار بالنوم، ينهض من فراشه ويغني: انا راااايح فين.. انا راااجع تاني. ويعود الى فراشه في اللحظة عينها.

كثيرة الفيديوات والصور والنكت، وقد دار دولابها، وقد لا تنتهي بانتهاء "الكورونا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم