الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جلجلة لبنان

المصدر: النهار
شربل صياح
جلجلة لبنان
جلجلة لبنان
A+ A-

نشهد اليوم فترة فريدة من نوعها في تاريخ لبنان وشعبه، وكأن التاريخ يعيد نفسه من مئة عام حيث من قلب الاحتلال واليأس والظلمة، أشرق نور نضال الشعب من أجل الحرية.

منذ ستة آلاف سنة وهذه الأرض مهددة بالاحتلال والدمار والأوبئة، ومنذ ستة آلاف سنة والحرية تقبع تاجاً على رأس شجر الأرز.

هذا الوطن يشهد مراراً و تكراراً صعوبات ومآسي تؤدي إلى تقديم شهداء، أسرى، يتامى، معوقين، ودمار قرى ومدن، وتهجير بعض أفراد الشعب.

أليس غريباً؟!

أليس غريباً أن كل عشرين سنة تنزل مصيبة جديدة على هذا الوطن وشعبه؟ أما الأغرب، فلماذا لم يستسلم هذا "الخطّ الحضاري" منذ ستة آلاف سنة، بل قاوم وقاوم وأورث هذه المقاومة لأجيال وأجيال لكي يقاوموا بدورهم ويحافظوا عليه.

بعض اللبنانيين يقولون: "هيدا لبنان، شعبو خلق ليتعذب!"

نعم الإنسان ضعيف، وليس باستطاعته إدراك وفهم كل ما هو من السماء، فنحن لسنا أولاد العذاب والقهر، بل نحن أحفاد النضال والمقاومة وأبناء الحرية والسيادة والإستقلال.

ليس غريباً أبداً أن كل "عشرين سنة تضربنا مصيبة" بل على العكس، لأن هذه المصيبة تأتي لتذكرنا أننا شعب وجد ليقاوم ويناضل وينتصر ويعيش ويحب الحياة... نحن وُجدنا لنعلّم الشعوب الأخرى والحضارات الأخرى كيفية النضال والمقاومة. هذه "المصائب" وُجدت لتذكرنا ببناء الدولة الفعلية والمؤسسات الشرعية حيث لا وجود لأي غريب على أرضنا و لا محتل حتى وإن كان وباءً.

إن الله خلقنا لنكون المثال لمن يريد تعلّم "حب الوطن والاستشهاد في سبيله".

إن هذه المصائب ستظل "تنزل علينا" حتى نتعلم أن لبنان بحاجة إلى دولة فعلية ومستقلة تماماً كما أراده أجدادنا الذين علّمونا أن لبنان سيموت ألف مرة ونموت معه، لكن بعد الموت قيامة!

في الختام، إن الوضع الصعب هو امتحان لفحص الضمير وللتذكير مَن نحن ومن أين أتينا، مع التذكير أن أبواب السفارات مفتوحة بشكل دائم.

لكننا لن نترك هذه الإرض.

تذكّروا أيها اللبنانيون: "ما تقولوا طوَّل هالليل، قولوا بكرا جايي نهار".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم