الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كورونا يفرض أنظمة جديدة لكرة القدم العالمية: مالياً، فنياً وتنظيمياً!

أحمد محيي الدين
كورونا يفرض أنظمة جديدة لكرة القدم العالمية: مالياً، فنياً وتنظيمياً!
كورونا يفرض أنظمة جديدة لكرة القدم العالمية: مالياً، فنياً وتنظيمياً!
A+ A-

مع تواصل الشلل في ملاعب كرة القدم في غالبية دول العالم، يفرض تفشي "فيروس كورونا" تحدياً جديداً على صعيد اللعبة الشعبية بمختلف قطاعاتها لا سيما على الصعيد المالي بالإضافة الى المسابقات والبطولات.

انتظام المسابقات لم يعد موجوداً بسبب ضرورة التأجيلات، والمواعيد الموسمية أصابها الوباء، ومالياً لم تعد الطفرة موجودة، وأضحت أثرى الأندية مثل برشلونة وبارين ميونيخ وغيرها من الصفوة العالمية تنادي لاعبيها لخفض رواتبهم من أجل ترشيد الإنفاق في ظل الخسائر المهولة التي أصابت كل منهم، وفي دراسة خاصة فإن خسائر نادي برشلونة بطل الدوري الاسباني ناهزت 100 مليون أورو، الأمر الذي قد يهدد وجود العديد من الأسماء العريقة.

استراتيجة جديدة!

مسؤولون كثر دعوا الى وضع استراتيجة جديدة وأسس مغايرة لـ"الساحرة المستديرة" على أسس متينة وواقعية ومنطقية، على غرار رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا" السويسري جاني إنفانتينو بقوله: حان الوقت للتفكير المعمّق لإعادة هكلة كرة القدم"، وأضاف: "نحتاج إلى تقييم الأثر الاقتصادي العالمي (...) يمكننا ربما إصلاح كرة القدم العالمية من خلال التراجع خطوة إلى الخلف. مع صيغ مختلفة للبطولات والمسابقات. عدد أقل من الدورات، ربما بعدد أقل من الفرق، لكن بشكل أكثر توازناً. عدد أقل من المباريات للحفاظ على صحة اللاعبين".

من ناحيته، توقع الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ الألماني أولي هونيس بمشاهدة "عالم كرة قدم جديد" بمجرد استئناف المسابقات، مضيفاً لمجلة "كيكر" الألمانية: "الوضع الحالي خطير، ولكنه فرصة أيضا لتغيير الإحداثيات قليلا".

كلام الرجلين قريب للمنطق المطلوب حالياً، إذ كشفت أزمة كورونا هشاشة في التتظيم المالي للأندية، والتي سعت في العقدين الأخيرة الى جعل كرة القدم "رأسمالية"، بعبداً عم الأمور الأساسية للرياضة مثل المتعة والشغف والتنافس الرياضي، حيث كان غالبية النوادي بالتضافر والتكامل مع الاتحادات المحلية والقارية تسعى الى جعل اللعبة الشعبية سلعة بعيداً عن الدور الرياضي، من خلال توسيع المسابقات وجعل اللاعبين يؤدون مباريات أكثر من طاقاتهم وتحويلهم الى سلع، وغيرها من الأمور، وبالتالي بات إقتصاد كرة القدم يضاهي مجموع إقتصاديات عدد كبير من دول العالم الثالث.

خسائر فادحة

حالياً، تتهيأ النوادي والاتحاد لدفع "فاتورة" باهظة جداً جراء انتشار "كوفيد 19"، فلا مباريات وبالتالي لا عوائد تلفزيونية ولا إعلانية ولا جماهير تشتري بطاقات لحضور المباريات ولا شيء، شلل وصل الى خزنات الجميع بعد الملاعب.

وكان رئيس رابطة النوادي الأوروبية لكرة القدم أندريه أنييلي، رئيس نادي جوفنتوس الإيطالي، صريحاً بقوله: "كرة القدم في أوروبا تواجه تهديداَ وجودياً".

ودعم مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف العودة للنهج الأساسي في المجتمع وكرة القدم. وقال: "عاش العالم تجربة انهيار جماعي. يبدو أن الأرض تدافع عن نفسها ضد البشرية، التي تعتقد أنها دائما قادرة على فعل أي شيء، وتعرف كل شيء". وأضاف: "القوة، الجشع، الربح، كانت دائما في المقدمة. ولكن الآن لدينا شيء يؤثر علينا جميعا، وندرك ما هو الشيء المهم في الحياة؛ الأصدقاء، والعائلة، واحترام الآخرين. يجب أن نظهر أن بإمكاننا أن نصبح مختلفين، وأن نعامل بعضنا البعض باحترام أكبر في المستقبل".

ميركاتو بخيل!

وتبلغ كلفة كل نافذة انتقال اللاعبين نحو 7 مليارات دولار، إذ كانت النوادي على موعد الصيف المقبل مع سوق انتقالات "ساخن جداً"، لكن اليوملا يبدو معلوماً متى سينطلق وكيف سيقفل، ولا سيما أن الفيفا كان قد دعا بصورة غير رسمية الى إعادة النظر بعقود اللاعبين وتمديد عقود اللاعبين التي كانت ستنتهي بختام الموسم الحالي المتوقف، إذ تمت مناقشة كافة هذه الأمور من قبل مجموعة عمل بقيادة نائب رئيس الاتحاد الدولي فيكتور مونتاغلياني على الرغم من عدم اتخاذ قرارات نهائية. وأدت الطبيعة المتقلبة للأحداث التي أفرزها انتشار الوباء إلى فترة نادرة من التعاون بين أكبر الدوريات والأندية والهيئات الإدارية لكرة القدم لإيجاد حل.

وتوصلت المجموعة إلى هدفين رئيسيين: أولها تحديد الاستراتيجيات لإعادة اللاعبين إلى الملعب بأمان، ولم يخل هذا الاقترح من التأكيد على الرغبة في النشاط الكروي بدون جماهير في البداية، وربما لفترة طويلة. والثاني سيكون التركيز على تنسيق الجهود من أجل "المساعدة في إدارة الشؤون المالية للأندية خلال هذا الوقت من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية".

تدني قيمة اللاعبين

وكشفت دراسة أن أزمة تفشي فيروس كورونا أدت إلى انخفاض نحو الثلث في قيمة انتقال لاعبي البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، واشارت الدراسة التي قام بها مرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي للدراسات الرياضية في نوشاتل السويسرية، إن إجمالي قيمة انتقال اللاعبين على مستوى البطولات الخمس الكبرى (إنكلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، وفرنسا) سينخفض بنسبة 28 بالمئة، أي من 32,7 مليار أورو، إلى 23,4 مليار أورو، في حالة عدم لعب أي مباريات وعدم تمديد اي عقود للاعبين حتى نهاية حزيران المقبل.

وسيكون فريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي الأكثر تضررا، إذ تقدر نسبة انخفاض قيمة لاعبيه 38 بالمئة (خسارة قدرها 97 مليون أورو). في حين أن خسارة مواطنه باريس سان جيرمان ستكون 31,4 بالمئة (302 مليون أورو).

ولفتت الدراسة إلى أن ريال مدريد الإسباني سيفقد حوالي 350 مليون أورو نتيجة تدني قيمته بنسبة 31,8 بالمئة، فيما ستبلغ خسائر غريمه التقليدي برشلونة حوالي 366 مليون (31,3 بالمئة).

وتطرقت الدراسة إلى قيمة اللاعبين على المستوى الفردي، حيث قدرت أن قيمة الفرنسي بول بوغبا لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي "سوف تنخفض إلى النصف تقريبا من 65 مليون أورو إلى 35 مليون أورو".

ويختلف حجم الانخفاض باختلاف عدة عوامل "مثل عمر اللاعبين وطول مدة العقد ومسيرتهم الكروية وادائهم في الفترة الأخيرة".

وأشار المرصد أن "التدني الأكبر في النسبة يكون لدى اللاعبين الأكبر سنا بعقود قصيرة الأجل والذين لعبوا مباريات أقل في الموسم الحالي مقارنة بالموسم السابق".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم