الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

8 اذار تتخلى عن الحكومة ... ولن تفرط بـ " قدسية المقاومة"

المصدر: النهار
رضوان عقيل
رضوان عقيل
A+ A-

لم يكن من المتوقع ان يتوصل فريقا لجنة البيان الوزاري الى نهاية سعيدة في اجتماعها امس، لان كل المؤشرات كانت تدل على البون الشاسع في النظرة الى موضوع المقاومة ، وكيفية ادراجها في البيان المنتظر الذي لم تنجح حكومة الرئيس تمام سلام في انضاجه والتوصل اليه. وسترتفع وتيرة الاتصالات بالطبع في الساعات المقبلة قبل الوصول الى منتصف ليل الاثنين المقبل ، موعد انتهاء الايام الثلاثين التي تمنح عادة للحكومة لاعداد بيانها بعد صدور مراسيم تأليفها، وهي النقطة التي يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على التمسك بها وعدم التراجع عنها " احتراماً" للقواعد الدستورية في رأيه، ووفقاً لقاعدة ان هذه الحكومة غير مكتملة التكوين بحسب توصيفه ، ما دامت لم تحصل حتى الان على نيل ثقة مجلس النواب.


وتتجه الانظار غداً الى اجتماع الحكومة مجتمعة ، وما يمكن ان تفعله في ظل التعثر الذي لا تزال تتخبط به اللجنة الوزارية. وما سيعلنه سلام وهو غير سعيد بالطبع انه لم يتم التوصل الى البيان، بعدما بات معلوماً ان اي تصويت على البيان لن يحصل بسبب عدم الاتفاق والتوصل الى اي مسودة تساعد في تخطي هذه الازمة.
في جلسة امس، كان سلام صريحاً وهو يتحدث الى اعضاء اللجنة ، عند قوله "المفارقة اننا قطعنا الكثير وامضينا اكثر من عشرة اشهر حتى ولدت هذه الحكومة، وما حصل كان اشبه بمعجزة . وتكمن المشكلة اننا لم ننجح في اعداد البيان الوزاري في الشوط الاخير. انا من موقعي ، سأطرح كل هذا الموضوع على اعضاء الحكومة كافة ، وليتحمل الجميع مسؤولياتهم وخصوصاً في هذا التوقيت الصعب الذي يجتازه لبنان والمنطقة".
موقف سلام هذا يتفهمه بشدة وزير المال علي حسن خليل ، ويثني عليه. وتلقى الثاني اكثر من سؤال من وزراء 14 اذار ، عن التزام بري بمسألة الايام الثلاثين الممنوحة للحكومة لاتمام بيانها الوزاري. وجاء جواب خليل ان "الرئيس بري لا يمزح في هذا الموضوع وهو لا يحتمل الاخذ والرد".
اما بالنسبة الى "حزب الله" ، فانه لا يشكو من سلام ايضاً، وخصوصاً بعد تأكيد الحزب ان قضية المقاومة من اولى ثوابته وانها " ليست للمساومة ولن يتخلى عنها".
ومن يعرف سياسة الحزب ، فقد وضع جملة من الخطط في مطبخه السياسي الداخلي ازاء التعاطي مع مصير حكومة سلام، وثمة من يصفه بـ " ملك البدائل". ويشرح اكثر من سيناريو على وقع التطورات الميدانية على الارض السورية وانعكاس تداعياتها على المسرح السياسي اللبناني المشرعة ابوابه على اكثر من جهة. وتناقش قيادته منذ الان ، ماذا سيحصل اذا انتهت هذه الحكومة الى خيار تصريف الاعمال.
وانطلاقاً من هذه النقطة ، فان رئيس المجلس يصر من وجهة نظره الدستورية ان الثلاثين يوما هي موضوع اسقاط وليست للحث ، ويؤيده في هذا التوصيف نخبة من الفقهاء في التشريع والدستور، وهو لايلتقي معهم في السياسة من امثال النائب الاسبق حسن الرفاعي فضلاً عن الرئيس حسين الحسيني.
اما في موضوع المقاومة ، فان فريق 8 اذار قال كلمته، والتي ابرزها بري بقوة، وتشديده على اهميتها والابقاء عليها وحمل لواء الدفاع عنها.
ومن يطلع على اجواء الحلقات الداخلية لهذا الفريق يلمس ، انه لن يفرط لا من قريب ولا من بعيد في " حفظ المقاومة" حتى لو ادى هذا الموقف الى استقالة الحكومة وتصيفها الاعمال والشؤون فب البلاد ، ولو على ابواب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
في المقابل ، لا يزال فريق 14 اذار في الضفة الاخرى ، يتشدد اكثر في خياره من المقاومة وامكانية وضعها تحت اشراف الدولة . وامام هذا الافق المسدود بين الطرفين ، ثمة من لا يزال يعول على التوصل الى مخرج بعد احياء ذكرى 14 اذار والقاء الرئيس سعد الحريري كلمته في هذه المناسبة، بواسطة بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد حنبلاط. وكان الجميع قد انشغل في الساعات الاخيرة في الحديث عن اقدام سلام على تقديم استقالة، بعد التعثر الذي وقع فيه الجميع، الامر الذي قابله مرجع في 8 اذار بسخرية وقوله على طريقته : "وحده الرئيس نجيب ميقاتي ينام في هذه الايام ملء جفونه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم