الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جمعيّة "بيتّا" تطلق صافرة إنذار: اللبنانيّون الذين يتخلّصون من حيواناتهم الأليفة ثلاثة أضعاف عمّا سبق!

المصدر: "النهار"
جمعيّة "بيتّا" تطلق صافرة إنذار: اللبنانيّون الذين يتخلّصون من حيواناتهم الأليفة ثلاثة أضعاف عمّا سبق!
جمعيّة "بيتّا" تطلق صافرة إنذار: اللبنانيّون الذين يتخلّصون من حيواناتهم الأليفة ثلاثة أضعاف عمّا سبق!
A+ A-

أثناء توجهنا إلى مأوى "جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوانات"، المعروفة بـ"بيتّا" (Beta) الكائن وسط غابة من شجر الصنوبر في منطقة مونتيفردي – قضاء المتن، كانت الطرق شبه خالية من السيارات والمارة بعد أن أعلنت الحكومة حالة "التعبئة العامة" مرفقة بإجراءات ومراقبة على الطرق. كان الحافز لزيارة مأوى جمعية "بيتّا"، المعلومات المتزايدة عن قيام عدد كبير من اللبنانيين بالتخلص من حيواناتهم الأليفة معظمها من الكلاب والقطط، ورميها في الشارع، لتُترك لمصيرها في بلد لا تزال فيه البلديات تسمّم للكلاب التي ما تشرّدت سوى بسبب الإنسان. تُترَك لمصيرها لتواجه قدراً سيّئاً، ومعاملة في غالبها وحشية، تودي بعدد كبير منها إلى الموت، أو إلى أضرار جسدية جسيمة. والمشكلة أن هذه الحيوانات التي ترمى في الشارع لا قدرة لها على التدبر في الخارج، خصوصاً أنها اعتادت على العيش في المنازل وبين الناس. أكثر من ذلك، غالباً ما تكون أُلفة الحيوان وثقته بالبشر، سبباً في وقوعه في شرك أشخاص يؤذونه.

في المأوى، كان في استقبال "النهار" عدد من القيّمين عليه، وفي مقدمهم هيلينا الحسيني وشيرين فلايشه، اللتان كانتا محاطتان بمساعدين يتولون أمر المأوى الذي يضم أكثر من ٨٥٠ كلباً، يقومون برعاية الكلاب على مدار الساعة. تنتشر الكلاب على أرض تصل مساحتها إلى خمسة آلاف متر مربع، وهي مقسّمة إلى مجموعات توزَّع على "بيوت" من حجر مسقوفة بـ"توتيا" أو شوادر قماش سميكة.

جالت النهار في أرجاء المأوى برفقة شيرين فلايشه السويسرية الأصل التي جاءت إلى لبنان قبل ستة أعوام مع ابنها، فاختارت الحياة هنا عوضاً عن سويسرا حيث كانت تعمل في القطاع المصرفي، لأنها أحبت لبنان. وإضافة الى عمل تقوم به من منزلها، انضمت إلى جمعية "بيتّا" لتعمل مع عدد من المتطوعين اللبنانيين الذين كانوا أسسوا الجمعية سنة ٢٠٠٦. تقول لنا فلايشه: "إن الأزمة السياسية التي أفضت إلى أزمة مالية واقتصادية في العام الماضي دفعت بالكثير من اللبنانيين إلى ضائقة مالية كبيرة، وبسببها قام كثيرون بالتخلص من حيواناتهم الأليفة، ورميها في الشارع لتلقى مصيراً أسود. وزادت الأمور سوءاً مع أزمة انتشار وباء الكورونا التي ضاعفت من الضائقة المالية للناس، ثم مع انتشار أنباء خاطئة مفادها أن الحيوانات تنشر الوباء أيضاً. وتقدّر فلايشه أن يكون عدد الحيوانات التي ألقيت في الشارع قد تضاعف إلى أكثر من ثلاث مرات. ولا يمر يوم إلا ويستقبل المأوى ضيوفاً جدداً، منها عدد كبير قد تعرض لتشوهات سببها سوء المعاملة وصولاً إلى التعذيب الوحشي. وكثيراً ما تصل كلاب تعاني من جروح سببها إطلاق النار عليها من أسلحة صيد".

تضيف شيرين فلايشه: "إن الجمعية تحاول أن تقوم بسحب الكلاب والقطط والحيوانات الأليفة من الشارع حيث تواجه مصيراً أسود، تؤمّن لها المأوى والرعاية لتعيش بأمان، وهي تحظى بقدر كبير من الحب والحنان الذي تبادل به الإنسان أضعافاً مضاعفة. ولكن قدرات الجمعية محدودة، والأزمة الاقتصادية حالت دون مواصلة المساهمين اللبنانيين بدعم نشاطات الجمعية التي تعتمد اليوم على المساعدات الخارجية حصراً. ولكنها غير كافية لتأمين الطعام لأكثر من ألف حيوان أليف، ورعايتها طبياً، والاهتمام بالمأوى، خصوصاً أن الجمعية سوف تضطر إلى إخلاء الأرض التي أقيم عليها، بعدما رفع أصحاب الأرض دعوى إخلاء، والآن تتحضر "بيتّا" للانتقال إلى أرض جديدة تحتاج إلى الكثير لكي يتم بناء المأوى وفق معايير دولية. من هنا الحاجة الملحة للدعم المادي في هذه المرحلة الصعبة".

تختم فلايشه كلامها لـ"النهار"، متوجهة إلى الذين يسعون إلى اقتناء حيوانات أليفة في منازلهم، تقول: "لا تشتروا كلباً أو قطة على أنها لعبة تتسلون بها بعض الوقت ثم ترمونهما في الشارع. هذه أرواح، وهي مليئة بالحب لأصحابها. ولا تشتروها اتّباعاً لموضة، أو رغبة بتقليد الآخرين. إن اقتناء الكلاب والقطط هي مسوؤلية لا تقلّ عن مسوؤلية الأولاد. إنها جزء من العائلة متى دخلت منازلكم. فهل ترمون أولادكم في الشارع؟".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم