"بيتنا بيتك"... ناشطون يبادرون لتأمين إقامة بديلة للطاقم الطبي

أثبت اللبنانيون في كل الأزمات التي طالت البلد، اقتصادية كانت أم اجتماعية أم، مؤخراً، صحية، أنهم أفراد عائلة واحدة، وملجأً لبعضهم البعض، في ظل وضع معيشي متردٍّ خلّفته حكومات متعاقبة. وفي مواجهة فيروس كورونا، كان لا بد من إيفاء الأطباء والممرضين والمتطوعين شيئاً مما أعطوه للمجتمع اللبناني، عبر التضحية بصحتهم لمعالجة الحالات المريضة. فكانت مبادرة "بيتنا بيتك".

أطلق عدد من الناشطين الشباب مبادرة "بيتنا بيتك" لتأمين إقامة أفراد الطاقم الطبي المتعاملين مع مرضى فيروس كورونا بعيداً عن عائلاتهم. وتنبثق المبادرة الانسانية الواعية عن "مجموعة منتشرين" التي تضم شباناً وشاباتاً من ثورة 17 تشرين. جاءت المبادرة "رداً للجميل"، كما يصفها تيمور جريصاتي، أحد الشبان الثلاثة المنظمين، لـ"النهار"، "فمعظم الأطباء الذين يقدمون واجباً وطنياً ينامون في المستشفى أو في سياراتهم، في ظروف تعيسة، أقل ما يمكننا فعله هو تأمين حماية عائلات هؤلاء المضحين".

[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/B-UlNY6pwn7/?utm_source=ig_web_copy_link]]

بدأت قصة "بيتنا بيتك" بخمس شقق قدمها صديق لتيمور كان عرضها مسبقاً للإيجار عبر موقع Airbnb. بدأ الشباب باستدراك أهمية مبادرة كهذه، "أمام العدد الهائل من أفراد الطاقم الطبي والمسعفين المتخوفين من نقل العدوى بطريقة أو بأخرى لعائلاتهم". أنشأ الشباب حساباً على إنستغرام ومجموعة على واتساب لتسهيل التواصل والتبرعات. وشيئاً فشيئاً، تحولت اللفتة المتواضعة إلى مبادرة عظيمة "استطاعت حتى الساعة تأمين 209 أسرة في 134 شقة". تتوزع هذه الشقق على كل من جبيل، بيروت، المتن، كسروان الجنوب وبعبدا. ويشكر جريصاتي كل من ساهم في تحويل الفكرة إلى مبادرة قائمة بحد ذاتها، وكل من تبرع للغاية. كما يشكر أصحاب الفنادق والشقق التي فتحت أبوابها لأبطال الطاقم الطبي.