كورونا: جونسون مصاب ووفيات أوروبا وأميركا تتصاعد

أعلنت الحكومة البريطانية أمس، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون أصيب بوباء كورونا، في حين أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول اتصال هاتفي مع الرئيس الصيني بعد تفشي الوباء بأميركا.

وقال جونسون إنه يخضع للعزل الذاتي بعدما تأكدت إصابته بالفيروس، لكنه سيواصل قيادة جهود الحكومة عبر دائرة تلفزيونية، لمكافحة الوباء، وأضاف "على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية، عانيت من أعراض طفيفة وجاءت نتيجة فحص كورونا إيجابية".

وصرح ناطق باسم رئاسة الوزراء في "10 داوننغ ستريت" إن جونسون (55 سنة) عانى من أعراض طفيفة الخميس، وذلك غداة حضوره جلسة أسبوعية للرد على أسئلة النواب في مجلس العموم.

وأوضح أنه "تم إجراء فحص لرئيس الوزراء في شأن كورونا بناء على نصيحة شخصية من كبير المستشارين الطبيين في الحكومة البريطانية كريس ويتي"، وقد "أُجري الفحص في مقر رئيس الوزراء في داوننغ ستريت بواسطة عاملين في خدمة الصحة الوطنية، وجاءت نتيجة الفحص إيجابية".

ايطاليا: ألف وفاة في يوم

وأعلنت إيطاليا تسجيل نحو ألف وفاة خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية في البلاد والعالم. وبهذه الوفيات الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للوفيات فيها إلى 9134، أي بزيادة 969 حالة منذ الخميس، غير أن وتيرة انتشار العدوى تواصل التراجع، حيث سجلت نسبة الحالات الجديدة المسجلة نمواً 7.4 في المئة، وهي الأدنى منذ بداية تفشي الوباء في البلاد قبل أكثر من شهر.

وتوقع خبراء معهد الصحة الوطني الايطالي، أن يبلغ انتشار الفيروس ذروته في الأيام المقبلة، لكنهم اعتبروا أن اجراءات الإغلاق لوقف انتشار الوباء قد تعطي نتائج قريباً.

فرنسا: مد مرتفع جداً

وفي فرنسا، حذر رئيس الفرنسي إدوار فيليب من خطورة "مد مرتفع جداً" من الوباء "يجتاح فرنسا"، مشيراً الى أن "الوضع سيكون صعباً خلال الأيام المقبلة". وقال: "بدأت مرحلة أزمة ستستغرق وقتاً في ظل وضع صحي لن يتحسّن بسرعة. يجب أن نصمد".

وباتت حصيلة الوفيات من جراء الفيروس منذ ظهوره في فرنسا تقارب نحو ألفي وفاة بينها نحو 300 سجلت خلال 24 ساعة، وفق الحصيلة الرسمية. وتشير الحصيلة البالغة 1995 وفاة إلى أن عدد الوفيات في المستشفيات ازداد أربعة أضعاف في أسبوع.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه أجرى "نقاشاً جيداً جداً" مع ترامب في شأن أزمة كورونا، وأضاف أنهما يعدان مبادرة جديدة لمحاربة الوباء. وكتب على تويتر "استجابة لأزمة فيروس كوفيد - 19، نعد مع دول أخرى مبادرة جديدة قوية في الأيام المقبلة".

اسبانيا: حصيلة قياسية

وأحصت إسبانيا 769 وفاة جراء الفيروس خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية جديدة يرتفع معه العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 4858، وفق آخر حصيلة رسمية صادرة الجمعة.

وتسجل إسبانيا ثاني أعلى حصيلة وفيات جراء بعد إيطاليا. وارتفع عدد الإصابات المؤكدة في إسبانيا إلى 64059 مع تسجيل أكثر من 7800 إصابة جديدة في 24 ساعة، مما يمثّل على رغم ذلك تباطؤاً في وتيرة الإصابات (14 في المئة من الخميس إلى الجمعة في مقابل 18 في المئة و20 في اليومين السابقين).

ورأى مدير مركز الإنذار الصحي فرناندو سيمون، أن هذه الأرقام "مشجعة". وقال :"بدأنا نقترب من ذروة العدوى المرتقبة"، وهو تصريح حذر النبرة يتردد منذ بضعة أيام.

ولقي نداء وجهته اسبانيا إلى حلفائها في الحلف الأطلسي لتقديم المساعدة لها، ردا أول، إذ أعلنت الجمهورية التشيكية في تغريدة لممثلها الدائم لدى الحلف ياكوب لاندوفسكي إرسال 10 ألاف قميص حماية.

الصين تغلق حدودها

وعلى رغم تراجع عدد الإصابات بالوباء في الصين، وعدم تسجيل أي إصابة ذات منشأ محلي منها خلال الأيام الماضية، فقد أعلنت الصين الجمعة تسجيل 55 إصابة بالوباء، بينها 54 "مستوردة" من الخارج، وقت تستعد البلاد لإغلاق حدودها موقتا وخفض عدد رحلاتها الدولية بشكل كبير.

وللمرة الأولى منذ ثلاثة أيام، سُجلت إصابة محلية في شرق البلاد، بحسب الحصيلة الرسمية، وسجلت خمس وفيات في اقليم هوبي الذي ظهر فيه الفيروس للمرة الأولى ووضع تحت الحجر منذ كانون الثاني؛ وقد بدأ تخفيف القيود تدريجياً في هذه المقاطعة منذ الأربعاء.

وأعلنت بيجينغ مساء الخميس أنها ستغلق موقتاً غالبية حدودها مع الخارج وتقلص بشكل كبير رحلاتها الدولية، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ السبت عند منتصف الليل.

وتجتهد الصين حالياً لتفادي تفشي الوباء مجدداً على أراضيها من الخارج، وقد وأحصت 595 حالة "مستوردة"، غالبيتها الكبرى (90 في المئة) لصينيين عائدين إلى بلادهم، بحسب وزارة الخارجية.

نيويورك

وارتفعت حصيلة الوفيات بالفيروس في نيويورك إلى 519 أمس، وفق ما أفاد حاكم الولاية أندرو كومو، الذي أعلن عن خطط لإقامة أربع مستشفيات جديدة موقتة لاستيعاب المرضى الذين تزايدت أعدادهم.

وقال إن ولاية نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة والتي كان عدد الوفيات فيها 385 حتى الخميس، سجّلت 44635 إصابة مؤكدة. وأضاف : "نشهد ارتفاعاً كبيراً في الوفيات نظراً إلى أن الوقت الذي يقضيه الناس على أجهزة التنفّس يزداد، وكلما ازداد يرتفع عدد الوفيات". وأردف قائلاً: "نتوقع بأن يواصل ازدياده. إنها أنباء سيئة ومأسوية، إنها الأسوأ لكنها لم تكن غير متوقعة".

وتحوّلت الولايات المتحدة حيث فرض عزل تام على 40 في المئة من السكان إلى بؤرة جديدة للوباء هذا الأسبوع، إذ ارتفع عدد الإصابات بشكل كبير بينما بلغت طلبات إعانات البطالة مستويات غير مسبوقة.

وأوضح كومو، أن معدلات نقل المرضى إلى المستشفيات في ولايته، التي كانت تتضاعف كل يومين ونصف، تباطأت لتتضاعف كل أربعة أيام تقريباً. وقال "هذا خبر جيد أن معدّل الزيادة يتباطأ".

ومن المقرر أن تصل سفينة تابعة لسلاح البحرية مجهّزة كمستشفى تضم ألف سرير و1200 موظف صحي الاثنين.

وتوقّع كومو بأن يصل تفشي كورونا المستجد ذروته في نيويورك خلال 21 يوماً، مشيراً إلى أن المدارس ستبقى مغلقة حتى 15 نيسان على أقل تقدير.

ووقع ترامب على قانون الانتاج الدفاعي وأمر شركة "جنرال موتورز" بانتاج فوري لأجهزة التنفس.

إيران

وأعلنت إيران تسجيل 144 وفاة جديدة بالفيروس، مما يرفع الحصيلة إلى 2378 وفاة. وصرح الناطق باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور في مؤتمر صحافي بث عبر التلفزيون :"خلال الساعات الـ24 الاخيرة، سجلنا 2926 إصابة في أنحاء البلاد" مما يرفع إجمالي الإصابات في إيران إلى 32332.

وأشار الى أن ارتفاع عدد الإصابات مرده الى أن هناك عدداً متزايداً من الإيرانيين، الذين يتنبهون الى أعراض المرض ويعملون على إجراء فحص كورونا الطبي.