السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

صرخة إنسانية لوالد مريض سرطان: "ما نعيشه صعب ولا نجد من يتبرّع بالدم"

المصدر: "النهار"
صرخة إنسانية لوالد مريض سرطان: "ما نعيشه صعب ولا نجد من يتبرّع بالدم"
صرخة إنسانية لوالد مريض سرطان: "ما نعيشه صعب ولا نجد من يتبرّع بالدم"
A+ A-

فرض فيروس #كورونا حظره على الجميع. ما يعيشه البعض أصعب بكثير ممّا يعيشه غيره، ومن بين هؤلاء مريض السرطان الذي يحارب هذا الخبيث قبل أن يواجه فيروساً آخر يتهدد مناعته ويُشكّل عائقاً لتأمين متطلبات علاجه. صرخة إنسانية أطلقها والد جاد بعد أن اصطدم بعدم قدوم شخص للتبرع بالدم لإبنه جاد. الجميع خائف من القدوم إلى المستشفى للتبرع، وعلاج جاد لا يعرف عذراً أو كورونا للإنتظار. وبعد ساعات من الانتظار والمناشدات نجحت العائلة في تأمين وحدة من بلاكيت الدم، وما تخشاه أن تكون بحاجة إلى متبرع آخر، وأن تعيش الخوف من أن يتهدم كل ما بَنَته خلال السنوات الماضية. 

من منشور على فايسبوك يطلب المساعدة لتأمين بلاكيت 0+ تواصلنا مع محمد  جرجي، والد جاد، للوقوف أكثر على معاناتهم في ظل هذه الأزمة وحظر التجول وخوف الناس من القدوم إلى المستشفى، يقول لـ"النهار" إن "رحلة جاد مع السرطان كانت طويلة ومتقلبة، عشنا الفرح والحزن والانتصار والانتكاسة. الصدمة الأولى كانت عندما اكتشفنا أن جاد يعاني من سرطان الدم، كان جاد يبلغ 6 سنوات ونصف السنة. خضنا المعركة آنذاك وربحنا، ولكن بعد مرور سنة وشهرين عاود السرطان من جديد. لم نستسلم، وقررنا هزيمته مهما كان الثمن. أشهر من العلاج والمتابعة، شُفي جاد من جديد".

الخوف من معاودة هذا الخبيث كان يكبر يوماً بعد يوم. قررت الطبيبة المعالجة إجراء جراحة زراعة نقي العظم خوفاً من معاودة السرطان، خاصة أن جسم جاد لم يعدّ يتحمل العلاجات الطويلة. وفق محمد: "لم يغادر ابني المستشفى منذ شهر ونصف الشهر، هو موجود فيها بعد الجراحة التي خضع لها. والدته لا تُفارقه، تلازمه طيلة الوقت. إلا أن هذه الفترة جعلتنا نعيش هواجس كبيرة، عشنا في دائرة من الخوف والقلق، ابنك في المستشقى وأنت عاجز عن رؤيته يومياً. أعرف أن ظروف البلد صعبة بسبب فيروس #كورونا، ولا أحد يتنقل كما كان سابقاً، ولكن عجزنا عن تأمين الدم بسهولة، وكنا نخاف من أن نخسر معاركنا التي حققناها بعد كل هذا التعب بانتكاسة صحية لسنا بواردها. الحمدلله تأمّن الدم ولكن الخوف أن نحتاج إلى الدم مجدداً".

لا يُخفي محمد حرقته ووجعه من الذي يعيشه اليوم. ليس سهلاً أن تكون تحت رحمة الوقت، لكن ما في اليد حيلة. يقول: "الوضع صعب، من جهة أنا عاجز عن رؤية ابني يومياً، لا أملك سيارة، أتنقل عبر وسائل النقل من البترون إلى بصاليم ما يجعلني أعرضه للخطر. لذلك أزوره كل 6 أيام لأؤمّن له المأكل والمشرب والأغراض التي هو بحاجة إليها. حتى تكاليف الفحوصات لا أملك ثمنها اليوم (750 ألف ليرة لبنانية)، فالوضع صعب على الجميع ولا أعرف ما العمل". 

شهر ونصف الشهر في المستشفى يكافح جاد للنهوض من جديد والانتصار على هذا الخبيث الذي عاوده مرتين. يأمل والده ألا يحتاج إلى دم، وأن يخرج من المستشفى بعد علاجه من الالتهابات التي يعاني منها اليوم. نعرف أن الوضع دقيق وأن حالة الناس صعبة وممنوعة من الخروج، ولكن هناك من ينتظر خلاصاً وقشّة أمل للنجاة، فلا تحرموهم الحياة. 

لكل من يريد المساعدة الاتصال على هذا الرقم 71/786020


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم