السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تراجع حدّة النزاعات في العالم إثر كورونا... و"انتقام الضعف على القوة"

المصدر: "أ ف ب"
تراجع حدّة النزاعات في العالم إثر كورونا... و"انتقام الضعف على القوة"
تراجع حدّة النزاعات في العالم إثر كورونا... و"انتقام الضعف على القوة"
A+ A-

في ظل تركيز القوى الكبرى على مكافحة وباء كوفيد-19، هل ستشهد أبرز النزاعات في العالم من سوريا وليبيا إلى اليمن وأفغانستان تراجعاً في حدتها أم مزيداً من التصعيد؟ يرى خبراء وديبلوماسيون من الأمم المتحدة أن الفرضية الثانية هي التي ستسود على الأرجح.

بالنسبة للمقاتلين أو الجماعات المتطرفة، فإن "المكاسب واضحة" كما يقول الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس برتراند بادي . "في منطق أصبحت فيه القوة عاجزة" بات من الممكن رؤية "انتقام الضعف على القوة".

في الأيام القليلة الماضية، قُتل نحو 30 جنديًا ماليًا في هجوم نُسب إلى الجهاديين في شمال مالي لكن بدون التسبب في إطلاق تحرك في مجلس الأمن الدولي. في منطقة #إدلب السورية التي كانت موضع كل التحركات الديبلوماسية قبل أن يحتل فيروس كورونا المستجد الأولوية أو في ليبيا، فإن المواجهات مستمرة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى اليمن مارتن غريفيث في بيان صدر في الآونة الأخيرة: "فيما يحارب العالم الوباء، يتعين على الأطراف الخروج من التركيز على مواجهة بعضها البعض لضمان ألا يواجه السكان مخاطر أكبر".

حتى الآن، لا تتأثر هذه البلدان بوباء كوفيد-19 على النطاق الذي عرف في #الصين او أوروبا. إن انتشار الوباء في هذه الدول التي تشهد نزاعات والفقيرة في معظم الأحيان سيخلف عواقب مدمرة، حيث تخشى الأمم المتحدة أن يتم تسجيل "ملايين" الوفيات في حال عدم حصول تضامن.

ولفت ديبلوماسي الى أن المرض وبغض النظر عن الأطراف المتحاربة، "سيكون خارجاً على السيطرة" مضيفاً أنّ "الوباء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراعات مع خطر تفاقم الوضع الإنساني وتحركات سكان".

يقول بعض الخبراء إنّ المرض يمكن أن يقلل أيضًا من طاقة المحاربين على القتال في الأشهر المقبلة.

ويرى رئيس مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي التي يوجد مقرها واشنطن أن "إرسال قواتهم الى المعركة، سيعرض الدول والجماعات التي تقوم بأعمال عنف الى الإصابة وبالتالي لخسائر بشرية قد تكون كارثية".

وأضاف: "من المؤكد أن الفيروس سيخفف من قدرة الدول والنظام الدولي- الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ومنظمات اللاجئين وقوات حفظ السلام - على الانصراف لحل أو منع النزاعات".

كما ويشير إلى أنّ العقبات مثل الحد من امكانية الوصول الى مناطق وصعوبة تنظيم مفاوضات في دول محايدة وتحويل الاستثمارات المالية، وتساءل "أي حكومة سترغب في الاستثمار في السعي لتحقيق السلام في اليمن أو سوريا أو افغانستان أو دول منطقة الساحل أو في أماكن أخرى في حين أنّها تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية لم يسبق لها مثيل تقريباً؟".

مع تركيز وسائل الإعلام على وباء كوفيد -19، "ستصبح هذه النزاعات، الوحشية والعنيفة كما هي، بالنسبة لكثيرين بعيدة عن الاهتمام وغير مسموعة".

في الأمم المتحدة التي تحاول بجهد مواجهة هذا الأمر، يؤكد ديبلوماسيون أنّ مراقبة تطورات النزاعات والأوضاع في الدول التي تشهد أزمات تتواصل.

وكتب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة بالوكالة جوناثان آلن في تغريدة "نحرص على أن يلعب مجلس الأمن الدولي دوره الحيوي في حفظ السلام والأمن العالميين. إن كوفيد-19 هو الموضوع الأساسي عالمياً لكننا لم ننس سوريا او ليبيا او اليمن".

من جهته يعبر الخبير في الامم المتحدة ريتشارد غوان والذي يوجد مقره في نيويورك، عن شكوكه. ويقول: "ديبلوماسيي مجلس الأمن يقولون إنهم يواجهون صعوبة في لفت انتباه عواصمهم الى ملفات الأمم المتحدة".

وبين المنظمات غير الحكومية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان مثل هيومن رايتس ووتش، فإن القلق يتزايد من احتمال جمود تحركات بأكملها.

يقول ديبلوماسيون إن نشر ملخص لتقرير الأمم المتحدة بشأن قصف مستشفيات في سوريا، والذي كان منتظراً في هذه الأيام بعد إرجائه عدة مرات منذ مطلع السنة، لم يعد متوقعاً الآن قبل نيسان المقبل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم