الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أمٌ تواجه "كورونا" في المستشفى تحدثت لـ"النهار"... حبّ وضعف وقوة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أمٌ تواجه "كورونا" في المستشفى تحدثت لـ"النهار"... حبّ وضعف وقوة
أمٌ تواجه "كورونا" في المستشفى تحدثت لـ"النهار"... حبّ وضعف وقوة
A+ A-

مجندة في قسم كورونا، تخاطر بحياتها من أجل شفاء المرضى، حالها كحال زميلاتها اللواتي اخترن أصعب المهن وأكثرها إنسانية. هي سناء صبح الوالدة لثلاثة أبناء، واحدة من جيش لبنان الصحي الذي أقسم اليمين على الدفاع عن الوطن في وجه كل الامراض التي تحاول اجتياحه.

الجندي المجهول

اختيار سناء (42 سنة) مهنة التمريض لم يأتِ من عبث بل من قدر كتب لها لتكون ملاك للرحمة على الأرض من 20 سنة، هي اليوم مشرفة التمريض في قسم الكورونا في مستشفى رفيق الحريري بعد أن انضمت الى طاقمها قبل 16 سنة، تكرس من يومها سبع ساعات لمرضى الكورونا، حيث قالت لـ"النهار": "كوني أعمل ادارية دوامي في العمل ليس طويلاً، لكن الممرضات دوامهن 12 ساعة، ما يعطي صورة بسيطة عن مدى الجهد الذي يبذلنه، الا أن كل ذلك يهون عند زرع الأمل والبسمة على وجه المرضى".

وأضافت: "كورونا جعلنا نتأهب للمعركة التي فرضت على اللبنانيين كما العالم، نحن الجندي المجهول، وسننتصر بوعينا ووعي الشعب، فأسلحة المعركة متوفرة بايدي الجميع على راسها معرفة طرق الوقاية السليمة والحجر المنزلي الذي لا بد منه للسيطرة على الفيروس ومنع انتشاره".

ليست أولى المعارك

ابنة كفردونين-قضاء بنت جبيل في قلب عاصفة الخطر، ومع ذلك لا تتردد بترك أولادها الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات في المنزل من أجل أن تكون حاضرة على "الجبهة". وقالت "أراقب عمل الممرضات، أشرف على سير العمل، نعم أواجه صعوبات عدة، ومع ذلك تأقلمت وفريق العمل مع الوضع المستجد، نحن عائلة واحدة نعمل كخلية نحل في حقل الغام ليس سهلا، هدفنا الاول والأخير خدمة المريض حتى يتماثل للشفاء". وأضافت: "كورونا ليس الخطر الأول الذي يداهم لبنان فقد سبق ان واجهنا فيروس h1n1 نفسه والسارس وغيرهما، ومع هذا سيطرنا على الوضع وخرجنا من المعركة اكثر قوة وخبرة، على امل ان يسيطر العالم ولبنان على الفيروس المستجد وتعود الحياة الى ما كانت عليه".

وضع استثنائي

أعطت مهنة التمريض لسناء الكثير "خبرة في التعاطي مع أولادي حين يتعرضون لأي عارض صحي، أصبحت مستشارة العائلة للأمراض، زادتني صلابة وايماناً بمواجهة أي مرض". وعن كيفية تمضية عيد الأم، أجابت "في هذا العيد اتصلت بي ابنتي أثناء دوامي في العمل، غنت لي مقطعا من اغنية للأم أكملها شقيقيها، لا يمكن وصف شعوري والفرحة التي اختلجت قلبي". ولفتت الى أنه "في العادة نحتفل في المنزل حيث يجلب لي الأولاد قالب حلوى وهدية ومن ثم نحتفل في منزل أهلي، لكن بما أننا نمر في وضع استثنائي سأعيّد والدتي على الهاتف تفادياً لأي خطر، فأنا كما باقي اللبنانيين التزم الحجر المنزلي".

حالات مؤثرة

وعن الحالات الانسانية التي أثرت في سناء خلال مسيرتها، أجابت: "يؤثر بي حاليًا المرضى الأطفال بكورونا، منهم ولد يبلغ من العمر سنة دخل يعاني من عوارض الفيروس بقي في الحجر الصحي الى أن ظهر أن نتيجته سلبية، وهناك أولاد يبلغون من العمر 4 و6 سنوات مصابون بهذا الفيروس، شعرت أنهم بحاجة الى رعاية أكثر من غيرهم، نقدم لهم الألعاب كي نخفف عنهم، نحمد الله أن مناعة الأولاد قوية وفرص تماثلهم للشفاء كبيرة".

في عيد الام تحية الى الجنديات المجهولات في ساحات معركة "كورونا"، الى من يحاولن كل ما في وسعهن اضاءت شمعة في عتمة هذا المرض.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم