مصلّون يخترقون الحجر في طرابلس... مشهد لامسؤول كيف يعلّق المفتي الشعار لـ"النهار" عليه؟

الاستهتار مرّة أخرى، كأنّ كلّ التحذيرات وحملات التوعية لا تُجدي. برغم الصرخات الداعية إلى الالتزام في المنازل والتقيّد بالحجر الصحّي، لا نزال نرى مشهد ازدحام في بعض المناطق اللبنانية، كأنّ #كورونا مزحة، وكأنّ خطره الذي يدهم العالم لا يعني لبعض اللبنانيين شيئاً. 

بعد مشهد كورنيش المنارة الأحد الفائت والتدخّل الأمني لردع المواطنيين وإرغامهم على البقاء في منازلهم، من أجلهم وأجل عائلاتهم وكبار السنّ تحديداً فيها، ها هي صور تنتشر يكثافة عبر مواقع التواصل، تُظهر تجمّعاً في طرابلس، وإن بأعداد صغيرة، لأداء صلاة الجمعة، برغم من إعلان الدولة اللبنانية التعبئة العامة، وقيام كلّ المرجعيات الدينية بإعلاء الصوت من أجل عدم الخروج من المنازل، حتى لأداء الصلوات الجمعة والأحد.

مَن لا يكترث لنفسه، فعليه على الأقل أن يكترث لعائلته. أي التقاط للوباء لن يضرّ المريض فحسب، بل كلّ محيطه وكلّ مَن يختلط معه، وقد تودي الأمور، لا قدَّر الله، إلى الذلّ أمام أبواب المستشفيات وحتى الموت. ماذا ينتظر اللبنانيون ممن يخرقون الحجر أو يتّخذون الأمور بسخرية واستهتار ليتأكدوا بأنها "مش مزحة"؟ العالم في أسره قلِق. مختبرات تعمل. اقتصادات تخسر. ودول تعلن حال الطوارئ، ولا يزال البعض هنا في لبنان من دون وعي ومسؤولية. "ما بقا الأمور تحمل"، وها نحن إن لم نلتزم منازلنا، سنقفز من السيئ إلى الأسوأ. ارحموا أنفسكم وأحباءكم!

تفاصيل ما جرى

فيما التزمت كلّ مساجد طرابلس التابعة لوصاية دار الفتوى بتوصية مفتي طرابلس مالك الشعار الالتزام بمقررات الحكومة اللبنانية بالاقفال وعدم التجمعات منعا لانتشار كورونا، رفضت بعض المساجد في باب التبانة والقبة وبعض الاحياء الفرعية الالتزام، وفتحت أبوابها أمام المصلين الذين تجمعوا فيها بكثافة. ومن هذه المساجد مسجد الفاروق ومسجد الجهاد في التبانة وعائشة في القبة وهي لا تخضع لوصاية دار الافتاء.

وفيما أبقى المسجد الحميدي أبوابه مقفلة تجاوباً مع توصية دار الفتوى، الا ان المصلين اصروا على إقامة صلاة الجماعة في باحته.

وأفيد أنّ عدد المساجد التي فتحت اليوم الجمعة بلغت العشرين في مناطق طرابلس والضنية والمنية وعكار.

وفي اتصال مع المفتي الشعار، اكد لـ"النهار" أنّ 98 في المئة‏ من المساجد التزمت التوصية، ذاكراً انه جرى الاتصال بأئمة المساجد الأخرى وهم من غير المعينين من دار الافتاء، فوعد بعضهم بالالتزام.

وقال الشعار: "بعض المساجد المحلية أئمتها من خارج دار الفتوى لم تلتزم، وأقامت صلاة الجماعة يوم الجمعة"، موجهاً نداء الى كلّ المؤمنين، متمنياً الالتزام بعدم إقامة التجمعات مهما كانت الظروف في هذه الفترة الحرجة، وناشد الدولة الالتفات الى الأحياء الفقيرة التي لا مدخول بين ايديها الا من عملها اليومي، ومساعدة هذه العائلات بالطرق المناسبة.