طلبة جامعات تحت التجربة!

قد يبدو هذا العنوان غريباً، لكن ماذا لو علمتم أن هذا الامر حقيقي؟ نعم! إن سوء التخطيط والإدارة جعل من بعض طلبة الجامعات وكأنهم حقل تجارب. وكما هو واجب على كل متكلم أن يأتي بالدليل، فنحن هنا لدينا الدليل؛ ففي جامعة بابل استحدثت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قسم ادارة البيئة أو علوم البيئة في كلية الإدارة والاقتصاد في عام 2013 وتخرجت منه دفعتان، ولا يزال طلبة المراحل الثانية والثالثة والرابعة مستمرين بالدوام، ويعتبر هذا القسم هو القسم الوحيد في جامعات العراق، ما جعل طلبته يتفاءلون خيراً بضمان تعيينهم، حيث كانت هناك وزارة للبيئة، وبعد دمج الوزارة مع وزارة الصحة، أصبحت الفرصه أكبر، ولكن خرّيجي هذا القسم تفاجأوا عند تقديمهم للوظائف من عدم وجود مسمى وظيفي لهم، وعدم تخصيص درجات وظيفية، وجاء الخبر الكارثي عن عزم الوزارة والجامعة إغلاق هذا القسم بداعي عدم الحاجة إليه بعد أن يتخرج طلبة المراحل المتبقية، وهنا من حقنا أن نسأل:

هل أصبح المستقبل المجهول لمئات من الطلبة الخريجين، مجرد تجربة لفكرة أو رغبة لدى بعض الأساتذة دون معرفة ما يؤول إليه قرار الإغلاق وعدم الحصول على فرص عمل تليق بهم وبما درسوا وتعلّموا خلال سنوات الدراسة الجامعية ؟! لا بد من أن يتحمل القائمون على هذا الامر مسؤولية أخطائهم وسوء الإدارة والتخطيط، كما يجب عرضهم للمساءلة القانونية كونهم حطموا مستقبل المئات من الطلبة بعدم دراستهم للجدوى من استحداث هذا القسم حيث التنسيق والاتفاق مع الجهات ذات العلاقة والتي تكون ملزمة بتوفير الوظائف لهم. أما الآن، وقد يكون الأمر أوشك على النهاية، يجب على الجهات الحكومية المختصة إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة، وتوظيف الطلبة الخريجين بوفق ما يتناسب مع المواد التي درسوها خلال سنوات الجامعة، وعدم جعل هذا الأمر يمر مرور الكرام حيث يمكنهم العمل في المؤسسات الصحية والبلدية وأغلب المصانع والمعامل حيث للبيئة علاقه بكل قطاعات العمل، سواء الخاص أو العام.