كورونا عزل أوروبا وتجربتان للقاح أميركية وصينية

ألقى فيروس كورونا بمزيد من الأعباء على العالم وأمعن في تغيير نمط الحياة في الدول التي يجتاحها، من الدفع بالجيوش لمقاومة الوباء، إلى تنفيذ الحجر الصحي الطوعي على عشرات الملايين في أنحاء متفرقة من العالم، إلى العزل الطوعي لبلدان وتجمعات. وفي سباق بين الوقت واللقاح، بدأت الولايات المتحدة تجارب سريرية على أحد اللقاحات فيما أقرت الصين إجراء مماثل.

واتفق قادة بلدان الاتحاد الأوروبي، على إغلاق الحدود الخارجية للاتحاد لمدة 30 يوماً، في إطار إجراءات منع انتشار كورونا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليين عقب قمة طارئة للاتحاد: "في ما يتعلق بمسألة إغلاق الحدود بين دول الاتحاد، فإن كل دولة من دول الاتحاد ستتخذ قرارها على حدة."

وأضافت إن "العدو هو الفيروس وعلينا أن نبذل قصارى جهودنا لحماية مواطنينا واقتصاداتنا... ونحن على استعداد للقيام بكل ما هو مطلوب، ولن نتردد باتخاذ إجراءات إضافية تبعا لتطورات الأوضاع".

الاستعانة بالجيوش

وغداة اعلان فرنسا الاستعانة بالجيش لمكافحة الفيروس، أعلنت قائدة قوات الجيش السيسي فيولا أرنيد، أن بلادها قررت تعبئة ما يقارب 8 آلاف جندي حتى يكونوا جاهزين لمساعدة السلطات على مواجهة الوباء.

أما إسبانيا التي صارت رابع أكثر دولة متأثرة بالفيروس، فلجأت إلى قوات الجيش والشرطة لأجل فرض الحجر الصحي، ووثقت مقاطع فيديو عدة، رجال الشرطة وهم يدعون المواطنين في الشارع إلى العودة لبيوتهم وملازمتها.

وفي لندن، أعلن قصر باكنغهام، أن الملكة إليزابيث الثانية ستنتقل إلى قصر ويندسور، قبل أسبوع من الموعد المحدد لذلك، ويتم النظر في زيارة الدولة التي يفترض أن يقوم بها إمبراطور اليابان وزوجته بسبب كورونا.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر صحافي أن حكومته ستتيح ضمانات قروض قيمتها 330 مليار جنيه استرليني بما يعادل 15 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، إلى جانب إجراءات أخرى لمساعدة الشركات المتضررة، في تكثيف لمساعي مكافحة العواقب الاقتصادية الناجمة عن كورونا.

وعربياً، نزلت قوات من الجيش الأردني إلى الشوارع ومداخل المدن ومخارجها، لأجل كبح وباء كورونا الذي أصيب به عشرات الأشخاص في البلاد حتى الآن.

وأعلنت الحكومة الأردنية، حظر كل تجمع يزيد عدد أفراده عن 10، ومنعت الخروج من البيوت إلا في حاة الضرورة القصوى، تفادياً لتسجيل المزيد من الإصابات.

وفي المنحى نفسه، رفع الجيش المصري استعداده لأجل التعامل مع الفيروس، من خلال تدريبات لعناصره، فيما نفذت قوات السلاح الكيميائي عمليات تعقيم في عدد من الأمكنة بهدف الوقاية من الفيروس.

إيران

وفي إيران وبعدما اقترب عدد الوفيات بالفيروس من الألف، أصدر مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي فتوى تحظر التنقل غير الضروري في إيران.

وحذر التلفزيون الإيراني من أن الفيروس قد يقتل ملايين الإيرانيين في حال تم تجاهل الإجراءات الوقائية.

وقال الناطق باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي، إن السلطات في بلاده، أفرجت بصورة موقتة عن نحو 85 ألف سجين، بينهم سجناء سياسيون، وخمسون في المئة منهم احتجزوا ل"أسباب أمنية". وأضاف أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية في السجون لمواجهة تفشي الفيروس.

تجارب على اللقاح

وفي تطور على صعيد البحث عن علاج، أقرت الصين، إجراء التجارب السريرية على أول لقاح يتم تطويره لمكافحة فيروس كورونا، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تجارب مماثلة في الولايات المتحدة.

وأورد تقرير نشرته صحيفة "الشعب" اليومية، أن الصين أجازت إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره لمحاربة الفيروس.

وأضاف أن فريق الباحثين الذي يعمل على التجارب، يقوده الدكتور تشين واي، من أكاديمية العلوم الطبية العسكرية في الصين.

وكانت الصحيفة نفسها نشرت تقريراً آخر حول تحالف استراتيجي بين شركة أدوية ألمانية وأخرى صينية لتطوير وتسويق لقاح ضد الفيروس في الصين.

وستجري الشركتان الألمانية والصينية تجارب سريرية مشتركة على لقاح أطلق عليه "إم آر إن إي" من الشركة الألمانية، في الصين، بحسب بيان للشركة الألمانية.

وكانت الولايات المتحدة بدأت أمس الاثنين التجارب السريرية على لقاح تجريبي لعلاج فيروس كورونا في مركز أبحاث في سياتل بولاية واشنطن، حيث تلقى عدد من المتطوعين جراعات من اللقاح التجريبي.

ترامب يدع إلى الوحدة

ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توحيد الجهود في الولايات المتحدة من أجل التصدي للفيروس متعهّداً وضع الخصومات السياسية جانبا، وذلك بعد إصدار البيت الأبيض توجيهات ملتبسة حول مكافحة الوباء واتّخاذ عدد من الولايات تدابير متفاوتة.