عند منتصف الليل يقفل لبنان حدوده البرية ويستريح

تُغلق، عند منتصف هذه الليلة، الحدود البرية ولمدة أسبوع كامل، أمام كل العابرين إلى لبنان، إذ تنقضي مهلة الأيام الاربعة التي كانت قد أُعطيت للبنانيين، ولحاملي بطاقات الإقامة وأعضاء البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان والمنظمات الدولية وأفراد قوات اليونيفيل، بالعودة إلى البلاد. وكان جرى، منذ الخميس الفائت، تعليق العمل بالأذونات الخاصة بالسوريين لدخول لبنان، كما وقف دخول جميع القادمين مباشرة أو ترانزيت من الدول التي تشهد تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك في سلسلة تدابير اتخذها الأمن العام اللبناني إنفاذاً لتوصيات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا التي شكّلها مجلس الوزراء.

ورحب رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين بقرار إغلاق الحدود البرية، معتبراً بأنه "يريح اللبنانيين عموماً وبخاصة سكان القرى الحدودية ومن بينهم مجدل عنجر"، وإن كان أهالي تلك القرى، "هم الأكثر تضرراً اقتصادياً من هذا الإقفال لكونهم يسترزقون من حركة السفر عبر المصنع"، ولكن الأولوية، بحسبه، هي "لصحة أطفالنا، لصحة اللبنانيين والقاطنين في لبنان"، وبالتالي الحسّ الوطني يملي التضحية لأسبوعين أو شهر إلى أن ينحسر انتشار الفيروس، وعليه، فقد حذّر ياسين بأنه في حال لم يسجل فيروس كورونا تراجعاً، "فلن نسمح مع انتهاء مهلة الاسبوع بإعادة فتح الحدود ولو على جثثنا". مؤكداً بأنه طالب التشدد أيضاً في قمع تهريب الاشخاص عبر الحدود غير الشرعية. من جهة ثانية، تدرس بلدية مجدل عنجر تقديم مساعدات للعائلات الفقيرة والمتضررة من توقف العمل والتزام المنازل.

لم يكن معبر المصنع الحدودي، اليوم، يشبه نفسه في أيام الآحاد التي تنشط فيها الرحلات إلى سوريا، وخيّم عليه هدوء سيصبح ناجزاً بدءاً من منتصف الليل. مع الإشارة إلى أن حركة الدخول إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدودية مع سوريا تراجعت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، بحيث تراجعت أعداد السوريين، وهم الأكثر استخداماً للمعبر، من قرابة 3 آلاف وافد يومياً إلى بضع عشرات، بحيث لم تتجاوز أعدادهم في الايام الثلاثة الأخيرة المئة شخص يومياً في أفضل الأحوال. وفي سياق مكافحة كورون، فقد عملت "وحدة التعقيم" في "مؤسسات الغد الأفضل" على رشّ المعبر ومنشآته بالمواد المعقمة.