الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

كورونا لبنان: مستشفيات عكار غير جاهزة

المصدر: "النهار"
عكار- ميشال حلاق
كورونا لبنان: مستشفيات عكار غير جاهزة
كورونا لبنان: مستشفيات عكار غير جاهزة
A+ A-

بعدما مضى على انتشار #كورونا فترة لا بأس بها، بدأ المواطنون الآن يستشعرون مدى خطورة هذا الفيروس، وباتوا على تماس حقيقي مع هذه المخاطر مع ارتفاع أعداد المصابين وتسجيل وفاة 3 مرضى إلى الآن.

والسؤال الملح اليوم في محافظة عكار التي لم يتم تسجيل أي إصابة بين أبنائها إلى حينه: هل إن المستشفيات الخاصة العاملة في عكار قادرة على تحمل عبء هذا الوباء في حال تفشيه وفقدان السيطرة عليه؟

الكل يعوّل الآن على دور مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي الوحيد في محافظة يبلغ تعداد سكانها نحو الـ500 ألف شخص، ويسكنها ما يزيد على الـ300 ألف لاجئ سوري يعيشون في ملاجئ وخيم غير صحية بالأساس، فكيف بالحري مع وباء ككورونا. وحتى الآن، لم تشهد عكار أي تحرك ملموس وجدي لدى مفوضية اللاجئين والمنظمات الشريكة والعاملة معها لمواجهة هذا التحدي الكبير الذي لا بد سيشكل إرباكاً كبيراً للواقع الصحي العام، والمطلوب تحرك جدي وسريع في هذا الإطار كي لا تأتي ساعة لا ينفع فيها الندم.

فالمحاصرات التوعوية والإجراءات البسيطة المتخذة قد لا يبدو أنها ستكون ناجعة مع وباء ككورونا.

يشار إلى أن مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي والذي يعرف الجميع وضعه العام ومدى احتياجاته الكبيرة والنقص الكبير الذي يعانيه على صعيد التجهيزات والمعدات الطبية، وعلى صعيد الكادر الطبي والتمريضي، لا يبدو أنه سيحظى بالدعم اللازم،  وغير موضوع على لائحة الدعم المالي السريع الذي يجري الإعداد له حكومياً، الأمر الذي أثار حفيظة النائب وليد البعريني، فسارع إلى عقد مؤتمر صحافي في مكتبه في بلدة المحمرة، رفض فيه بشكل قاطع تهميش عكار المتعمد وحرمانها المقصود، لجهة توزيع حصص المستشفيات الحكومية المخصصة لمواجهة فيروس كورونا، وقال: "لماذا استثنيت عكار من لائحة المستشفيات الحكومية التي تجهز من أجل مواجهة الكورونا؟ وقد وعد الوزير لدى زيارته المستشفى قبل أيام بأنه سيجهّز قسماً خاصاً، وهناك قرار للحكومة بتجهيز المستشفيات الحكومية في المحافظات لمواجهة خطر كورونا".

أضاف: "صيف وشتاء تحت سقف واحد لن نقبل به. قبل يومين زرنا المستشفى الحكومي في عدبل واطلعنا على الاستعدادات التي يقومون بها بناءً على توجيهات الوزارة، وقلنا إن هذا المستشفى بحاجة إلى دعم ليتمكن من المواجهة، وأجرينا الإتصالات مع من يلزم من المعنيين ووُعدنا خيراً، لنتفاجأ أمس بأن مستشفى عكار الحكومي حرم من أية مخصصات وكأننا في عكار في جزيرة معزولة ولسنا من هذا الوطن. هذا الأمر إن دل على شيء، فهو يدل على أن الحكومة كسابقاتها ماضية في إهمال عكار ونسيانها".

وتساءل: "أيعقل أننا نحن الذين لدينا حدود مفتوحة وعندنا أكبر عدد من مخيمات النازحين في مناطقنا، والحكومة تتصرف معنا بهذا الشكل؟ هذا الخطأ نحمّل مسؤوليته لرئيس الحكومة حسان دياب ووزير الصحة حمد حسن ووزير المالية غازي وزني بشكل أساسي، فأي خطر على حياة أهلنا أنتم تتحملون مسؤوليته، ونطالب بالإسراع بإعطاء مستشفى عكار حصته المالية، كما نطالب المنظمات الدولية بضرورة القيام بواجباتها تجاه النازحين في مناطقنا".

واعتبر أن "خطر كورونا داهم على الجميع وليس فيه موال معارض. وحين قطعت الطرق في عكار، نادينا بفتحها لكي تبقى طرق الوطن مفتوحة، ونحن نؤمن بالإنفتاح وهذه سياستنا، لكن يبدو أن ثمة من لا يعتبرنا أصلاً من ضمن هذا الوطن".

وختم: "ما زلنا نأمل بألا تجبرونا على اتخاذ خطوات لا نريدها، ولكن الظلم يولّد القهر والقهر يولّد الانفجار".

خضرين

يقول مدير المستشفى، الدكتور محمد خضرين، بأن المستشفى جُهز  بـ6 غرف للحجر الصحي تضم 10 أسرة، إلا أن ذلك ليس بكاف، فمختبر المستشفى غير مجهز لإجراء فحوصات الكورونا، كما أن المستشفى في ظل الأزمة الاقتصادية المستفحلة بحاجة للكثير، ولذلك نجدد مناشدتنا كافة المعنيين المساهمة في تأمين النقص الحاصل في المستشفى، لتأمين المستلزمات الطبية للمحافظة على سلامة الطاقم الطبي والعاملين في المستشفى والزائرين، فهناك نقص في التجهيزات الوقائية".

إلى ذلك، فإن في عكار 4 مستشفيات خاصة هي: مركز اليوسف الاستشفائي في حلبا، مستشفى عكار-رحال في بلدة الشيخ محمد، مستشفى الحبتور في بلدة حرار في جرد القيطع، مستسفى سيدة السلام في القبيات.

ومعظم هذه المستشفيات قد وضعت في حالة استنفار وتأهب صحية، وبدأت تعمل على تجهيز غرف خاصة للعزل الصحي المؤقت لاستقبال أي حالات يشتبه بإصابتها، لكنها غير مجهزة بالشكل اللازم لمعالجة مرضى الكورونا، إذ لا إمكان لإجراء الفحوصات المخبرية للتثبت من وباء الكورونا في حال حصوله، وبالتالي فإن كل الحالات المشتبه فيها سيتم تحويلها إلى مستسفى الحريري الحكومي أو أي مستسفى آخر تحدده وزارة الصحة.

خلاصة القول إن المؤسسات الصحية والاستشفائية، سواء الحكومية أو الخاصة، غير مؤهلة لمثل هكذا حال وبائية في حال حصولها.

ضاهر

المدير الطبي في مستشفى سيدة السلام-القبيات الدكتور انطوان ضاهر، أشار إلى أنه وحتى اللحظة لم يسجل حضور أي حالة مرضية مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد. ولفت إلى أن إدارة المستشفى تعمل على تجهيز غرفة خاصة جانبية عند مدخل الطوارئ لاستقبال المرضى قبل دخولهم المستشفى للتدقيق في الهوية الصحية لكل مريض وما إذا كانت لديه عوارض كورونا أو لا، كي يبنى على الشيء مقتضاه، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية الوقائية لمنع اختلاط المرضى.

وأشار أيضاً إلى أن المستشفى يعمل على تجهيز غرف للحجر الصحي في حال تم الشك بأي حالة مرضية بفيروس الكورونا لحين إتمام نقلها بالطرق المتبعة إلى مستشفى الحريري الحكومي وبالتنسيق الدائم مع الجهات المختصة في وزارة الصحة والصليب الاحمر اللبناني.

وأكد ضاهر أن مختبر المستسفى غير مجهز لإجراء الفحوصات المخبرية الخاصة بفيروس كورونا.

وأمل بأن يلتزم الأهالي جميعاً بالتوجيهات الصحية التي يتم الإعلان عنها، وبعدم الاختلاط والحرص على النظافة الشخصية، بخاصة نظافة اليدين وتجنب ملامسة كل شيء لا ضرورة لملامسته.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم