الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عودة الى عادات الحرب العالمية الأولى: تزنير جدران الكنائس بالثياب

المصدر: "الشمال- النهار"
طوني فرنجية
عودة الى عادات الحرب العالمية الأولى: تزنير جدران الكنائس بالثياب
عودة الى عادات الحرب العالمية الأولى: تزنير جدران الكنائس بالثياب
A+ A-

الخوف من وباء كورونا لا بل الهلع منه، اعادا الى مجتمعنا عادات وتقاليد شعبية ايمانية غابت لسنوات طوال، اضافة الى تكثيف الصلوات الفردية في البيوت، وانارة الشموع المكرسة وحرق البخور، والنوم في الكنائس، والصلاة ليرفع الله بواسطة شفاعات القديسين، "الغضب" عن الشعب ويعيد اليه الامان والصحة والسلام.


فالى زياحات القربان الاقدس الشافي من كل داء ووباء ومرض، وصلاة المسبحة الوردية للعذراء، بدأت اعمال "تزنير" الكنائس بثياب المؤمنين التي تشبك في ما بينها وتلف بها جدران الكنائس، كفعل ايمان بأن المسيح هو المخلص الوحيد من الاوبئة والامراض.

العادة هذه قديمة العهد، كان يلجأ الها الاقدمون في الضيقات وازمنة الشدائد على اختلافها، حروبا ام اوبئة ام امراضاً مستعصية ام ويلات اخرى متعددة، والهدف منها كما يجمع على القول باحثون ومعمرون، "اللجوء الى الله وطلب الساعدة السموية لرفع الغضب".


في الذاكرة الشعبية عن هذا التقليد الايماني، بحسب ما روت معمّرة من المنطقة: "ان الناس في زمن الشدائد يعودون الى الله كفعل توبة وايمان، وعادة تزنير الكنائس قديمة جدا، لكنها ليست من تعاليم الكنيسة، وليست مرتبطة بالتعاليم الدينية بل هي تقليد شعبي ايماني، يبارك من خلاله المؤمنون قطعة قماش من البيت ويعيدونها اليه لتبارك ثيابهم كلها. ومن بعدها تشكل البركة عامل طرد لكل وباء او داء او مرض، وتبعد الضربات والغضب عن الناس اجمعين".

اما اليوم فان تزنير الكنائس جرى من الخارج، اي ان من جمع الألبسة من البيوت، علقها على جدران الكنيسة الخارجية لتبقى أياماً عدة الى حين زوال السبب الذي هو وباء الكورونا.

وعن هذه الظاهرة، أشار خادم رعية بزيزا المارونية الاب شارل قصاص، الى "انها عادة شعبية قديمة ليست من التعاليم إطلاقاً، معناها ان المؤمنين يؤكدون رجاءهم بالرب، بمعنى انهم يسلمون انفسهم واجسادهم اليه تعالى ليشفع بهم قديس الكنيسة لدى الله ويبعد عنهم كل خطر".


واعتبر ذلك "فعلاً ايمانياً، هو فعل اتكال على الله وطلب حمايته واللجوء اليه، فهم تركوا كل ما يملكون وتعروا من كل ما يربطهم بهذا العالم ووضعوا كل رجائهم بالله وعليه توكلوا تماما، كما "اترك كل شيء واتبعني".

وأضاف: "في بزيزا سبق ان زنرت الكنيسة ثلاث مرات:

الاولى في زمن الطاعون في الحرب العالمية الاولى، فنجّا الله البلدة من شرّ هذا الوباء.

والثانية في زمن الجراد عام 1916، وقد نجّا الله البلدة منه ايضاً.

والثالثة ابان الحرب الاهلية في لبنان، وقد استطعنا اجتياز هذه الصعبة بفضل الله بأقل خسائر ممكنة.

واليوم عدنا الى تزنير الكنيسة مع تكثيف الصلاة على نية جميع الناس وسلامتهم في لبنان وخارجه، وعل نية جميع العلماء والباحثين، ليوفقهم الله في ايجاد الادوية واللقاحات اللازمة لوقف انتشار هذا الوباء. كما على نية الاطباء والممرضين وكل من يهتم بالمصابين ليبعد الله عنهم كل خطر".

يذكر ان الكنائس في زغرتا زنّرت آخر مرة، في أعقاب معاودة ظهور الكوليرا بعد حرب عام 1967.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم