الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تهافت على شركات التعقيم في زمن كورونا... أسئلة حول المواد المستخدمة والفائدة

المصدر: "النهار"
ريجينا الأحمدية
تهافت على شركات التعقيم في زمن كورونا... أسئلة حول المواد المستخدمة والفائدة
تهافت على شركات التعقيم في زمن كورونا... أسئلة حول المواد المستخدمة والفائدة
A+ A-

لم يعد فيروس #كورونا مجرد وباء يهابه العالم، بل أصبح "بعبعاً" تتصدى له الناس من خلال الوقاية، التعقيم والحجر الذاتي. وفي هذه الفترة الزمنية المهددة لحياة الأشخاص، يُكثر الجميع من شراء أدوات تعقيم اليدين hand gel والسبيرتو، إضافة إلى اللجوء لشركات التعقيم التي تتولى مهمة تطهير الشركات، المدارس، المنازل، الأماكن العامة وحتى الشوارع، من الفيروس الفتاك.

ويتزايد الطلب على شركات التعقيم في هذه الظروف التي باتت تشهد وجهات جديدة لعملها. وهذا ما أكده صاحب شركة bekford ناجي بدر: "كانت طلبات التعقيم تأتي من قبل المستشفيات، العيادات، والمدارس. اليوم تزايد الطلب من الشركات والمنازل، وهذا دليل وعي لدى الناس". أمّا بالنسبة للمادة المستخدمة في التعقيم فهي "مادة مطهرة تقضي على جميع الفيروسات". كما أنّ سعر جلسة التعقيم لم يرتفع، "والدولار الواحد يحسب على 1515ل.ل". وكي تستطيع شركة bekford تلبية الجميع وضعت "أولويات تقضي بتعقيم من هو بحاجة أكثر"، مبقية على أعمال التعقيم من الجراثيم فقط.


ورغم محاولات الاحتكار التي تنتج جراء تزايد الطلب على سلعة أو خدمة معينة، إلا أنّ المدير التقني لشركة orkin الخبيرة بمكافحة آفات الصحة العامة وتعقيم الجراثيم، فادي زعيتر، قال لـ"النهار" إنّ "أسعار جلسات التعقيم التي باتت متزايدة في كل أرجاء لبنان لم ترتفع، بل أخذنا في الاعتبار الأوضاع المادية للمواطنين وخفّضنا من التسعيرة التي توضع حسب مساحة ونوع المنطقة المراد تعقيمها، مثلاً العيادات والأماكن العامة سعرها أعلى من المنازل والمدارس". وأنواع المواد المستخدمة في عملية التعقيم هي "مواد عالمية منها Avmor, Purell, Diversey وهي مواد تقضي مئة في المئة على الجرثومة". لكن عدم الحجر الصحي الذاتي واستقبال الزوار يؤدي إلى إعادة ظهور الفيروس بحال إصابة أحدهم بكورونا، لذلك ووفقاً لزعيتر "يجب إعادة التعقيم بحال الاشتباه بوجود حالة مصابة بفيروس كورونا في مكان العمل أو المنزل...".

وبعد التأكيد من قبل مراجع طبية عديدة بأنّ فيروس كورونا لا ينتقل بالنفس بل بالرذاذ الصادر من الفم، تقول الدكتورة ليديا عون الاختصاصية في الطب العائلي، إنّ "عملية التعقيم جيدة ويفضل استخدامها في الأماكن الصحية أكثر من المنازل حيث يمكن استبدالها بتنظيف الأسطح والفرش في البيوت بواسطة الكلورين eau de javel". أمّا في الشركات وأماكن العمل فقد نصحت عون "بالتعقيم والتنظيف كل ساعتين كحد أقصى". أما أغراض السوبرماركت "فيمكن تعقيمها بواسطة السبيرتو، ونقع الخضار والفاكهة بالخل والملح. أمّا الطعام الذي يوضع على النار فتتولى الحرارة قتل الفيروس إذا تواجد عليه". والمعقم الأفضل لقتل كورونا فيروس يجب أنّ تكون "نسبة الإيثانول فيه فوق الـ 60%". أمّا السبيرتو الذي يحتوي على 95 درجة من الإيثانول فهو وفقاً لعون "يفي بغرض التعقيم لكن كثرته تؤدي إلى جفاف البشرة، أمّا جمعه مع الـ glycerine أو الـ Aloe vera فيخفض من نسبة الإيثانول فيه لـ 60% ويساهم في ترطيب اليدين والتعقيم معاً".

بدوره، قال مستشار وزير الصحة، رياض فضل الله لـ"النهار" إنّ "التعقيم الذي يلجأ إليه الناس يدخل ضمن نطاق الهلع، فاستخدام الصابون العادي وتعريض الأماكن إلى التهوئة والشمس تكفي، ونحن بحاجة إلى نسبة وعي لا لنشر الهلع". أمّا استخدام السبيرتو الذي يحتوي على نسبة عالية من الإيثانول "يقضي على البكتيريا الجيدة الموجودة على الجلد "فلورا"، كما يجب تعقيم اليدين لمدة 20 ثانية كي نحصل على النتيجة المرجوة بقتل الفيروس"، مشيراً إلى أنّه "نواجه نقصاً في سوق المعقمات خاصة في المواد الأساسية مثل الإيثانول الذي كان الليتر الواحد منه منذ أسبوعين بـ 2 دولارين والذي أصبح اليوم بـ 3.5 دولارات وكذلك الإيزوبروبانول، والكلور هو مادة مضرة للبيئة". ولكل من لا يستطيع شراء المواد المخصصة للتعقيم يمكن أن يحضّرها شخصياً في منزله بواسطة الخطوات التالية:



وكثّفت حالة الهلع التي تسبّب بها انتشار هذا الوباء بشكل سريع، الإقبال على شراء كل مواد التعقيم على اختلافها، ما أدّى إلى ممارسة الاحتكار من قبل بعض المتاجر والصيدليات حتى على الصناعات اللبنانية منها. أما بيان وزارة الصناعة حول عدم التزام بعض مصنّعي المواد المعقمة بالمواصفات النافذة في عمليات الإنتاج، فكان صاعقاً للجميع، واكتفت الوزارة بمطالبة هذه المصانع "بسحب هذه السلع من الأسواق خلال 48 ساعة، وفي حال عدم التقيّد، ستتّخذ الوزارة الإجراءات القانونية بحقّ المخالفين، وصولاً إلى إقفال مصانعهم، والادّعاء عليهم قضائياً". لكنها لم تفضح أسماء المصانع أو نوعية المعقمات التي تنتجها، الأمر الذي يمكن أن يزيد من حالة الهلع لدى البعض لشكّه بأنّ مواد التعقيم المستخدمة من قبله غير نافعة. وأشار مدير مختبرات معهد البحوث الصناعية إلى "وجود مرسوم رقم 5705 ينص على وجود hand gel, hand disinfectant ومواد تستعمل في المنازل للتعقيم والتطهير أصبحت إلزامية، كما يكلّف معهد البحوث بالتحقق من مطابقة المنتجات المذكورة. وعندما لا تتواجد مواصفات إلزامية في صنف معيّن يكون هناك قلة رقابة"، مضيفاً أنّ "هناك فحوصات تجرى لمعقمات اليدين التي يهدف استعمالها إلى القضاء على البكتيريا والفيروسات، وقد ذُكرت أسماؤها في المرسوم الذي صدر قبل انتشار فيروس كورونا غير المذكور ضمنه، لذلك استخدام anti-corona على عبوة التعقيم غير مبرر". لافتاً إلى أنّه "يتم تبليغ وزارتي الصناعة والاقتصاد في حال ظهور مواد غير مطابقة أو ليس لها وجود ضمن منتج معين وهما تتخذان الإجراءات اللازمة وليس نحن".

من المؤكد أنّ عدم الاستهتار بالوباء، والالتزام بالتدابير الوقائية إضافة إلى عدم التواجد في الأماكن المكتظة بالناس، تقي بنسبة يمكن اعتبارها كافية، لكن الذي يقف عائقاً أمام هذه التدابير هو غلاء أسعار المواد المعقمة أو عدم تطابق بعضها مع المواصفات، ما يعرض حياة الناس للخطر ويدخلهم فعلياً في حالة الهلع التي تفاقم من الإرهاب النفسي إلى جانب وباء يهدد حياتنا وحياة من نحب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم