الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"ممنوع التهذيب": إنّها البداية فقط

المصدر: "النهار"
"ممنوع التهذيب": إنّها البداية فقط
"ممنوع التهذيب": إنّها البداية فقط
A+ A-

اختُتِمت مساء أمس الحلقة الثالثة من سلسلة "النوم مع العدو" للفن التشكيلي والتي افتتحت في 11 شباط الفائت، وتضمّنت ثلاثة أسابيع من الرسم المباشر، ومعرضاً فنياً استمرّ مدة أسبوع.

هذه الحلقة حملت عنوان "ممنوع التهذيب"، أقيمت في استديو خاص في مار مخايل، جسّدت صورة كرة الثّلج في نمط عمل "النوم مع العدو"، حيث شهدت الحلقات السابقة انضمام ثلاثة فنانين. توسّعت الفكرة هنا لتضمَّ تسعة فنانين من مشارب وأهواء وأمزجة مختلفة، لا يشبهون بعضهم البعض، إلى منسّقَيْن.

أتت هذه الحلقة بين 11 شباط و3 آذار، كجزء ثالث من سلسلة بدأت في كانون الثاني الماضي، أي ضمن مشروع طويل وتراكمي مستمر. بشكل آخر، لم تأخذ "ممنوع التهذيب" - بما حملت من لوحات وشعارات - الطابع السياسيّ، إنما كانت بنت الواقع المعاش وجاءت لتؤكد صحة التنبؤات والتوقعات التي قدّمتها في المانفيستو الأوّل.

منذ الإصدار الأول، تمّ الترويج لفكرة التضامن كرافع وسند أساسي للشغل المقدّم. تضامن يجمع ويسعى إلى التأليف بين الفنانين الذين هم خارج المنظومة. والعمل على تذويبهم في إطار الجماعة، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى عمليات الاكتساب المتبادل والتركيز على اللوحة والبحث لدى الآخر عن صوت مختلف وحقيقي.

جاءت هذه النسخة في محلّها لتشكل تحدّياً للواقع المأزوم الذي يعانيه البلد والوسط الفني أيضاً. هذا الواقع بالتضامن وباختراع منظومة خاصة تكافلية مختلفة تقوم على تحرير الفنان وتحويله إلى عنصر فاعل منتج وليس فقط إلى متلقٍ. الفنان يستمر وينتج ويقاوم، برغم كل هذه الصعوبات ليتحرر من قيوده الكثيرة. باختصار قد يكون التضامن هو الجواب الحقيقي والفعلي المتبقي لهؤلاء الفنانين في ظلّ ما نعيشه اليوم.

في سياق متصل، برزت تساؤلات عن موقع الغاليري في العمل الفني هذا، في حين تؤكّد فكرة "النوم مع العدو" على التضامن وليس على الضدّية ولا مع الكوريتر ولا مع أي أحد. الهدف هو التضامن وتحصين الفنان وخلق هذه المساحة الآمنة للفنان والمُشاهد، ومحاولة لإخراج الفنّ من عزلته وحصريته ليكون بمتناول الجميع، لا سيّما أنّ أدوات العمل تقتصر على الورق فقط. 

المفارقة الوحيدة هي غياب النشاطات في هذه الحلقة، على عكس الحلقات السابقة التي تضمّنت قراءات شعرية وحفلات موسيقية وتواقيع كتب وحلقات نقاش في الفن والثقافة عموماً.

تقفل "النوم مع العدو" أبوابها تاركة 900 لوحة فنية، هي حصيلة 3 أسابيع من العمل المباشر وتحيل الانطباعات للجمهور والمتلقي، لا سيما أنّ عملية البناء متروكة للوقت والمستقبل.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم