الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قصص جنود الخط الدفاعي الأول في مستشفى الحريري لمحاربة كورونا

المصدر: "النهار"
نور مخدر
نور مخدر
قصص جنود الخط الدفاعي الأول في مستشفى الحريري لمحاربة كورونا
قصص جنود الخط الدفاعي الأول في مستشفى الحريري لمحاربة كورونا
A+ A-

"معركةٌ رابحة، الانتصار حليفنا"، بهذه العبارة أعلن الجنودُ المجهولون معركتهم مع فيروس كورونا المستجد. جنودٌ لم يعودوا أدراجهم، ولم يتركوا الساحة خالية، بل باتوا الخط الدفاعي الأمامي في وجه هذا الفيروس. لا ينكرون صعوبة الوضع في بلدٍ بدأ يعاني من نقصٍ في مستلزماته الطبية لكنّهم توحدوا معاً من خبرات وتدريبات مكثفة للخروج من هذه "الحرب الصحية" بأقل ضرر ممكن. استجمعوا قواهم، وابتعدوا عن أحبتهم، واعتبروا أنّ "ربّ ضارة نافعة". وذلك لأنّ كورونا نجحت بإعادة المكانة الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الذي تحوّل بأقلّ من 72 ساعة إلى مشفى معزول، وظّف طاقمهُ الطبي من أطباءٍ وممرضين متدربين خبراتَهُم وتجاربَهُم للتعاطي مع هذا الفيروس علاجياً ومعنوياً.  

تجربةٌ تستحق التضحية 

هي ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها الكادر الطبي مع فيروس مماثل، فقد سبقته الأمراض المعدية الأخرى، لكنّها التجربة الأولى في منطقة العزل، يكتشفون معاً تداعيات كورونا وسُبل الشفاء منه. خطواتٌ عدّة اتخذها المشفى الحكومي منذ لحظة إعلان أول حالة كورونا في البلاد، تأهب المعنيون وخصصوا طوابق معزولةً عن الطوابق الأخرى لوضع المصابين بها، كما قُسمت بين المصابين الايجابيين والأشخاص الذين يخضعون للحجر، بحسب ما أشار الطبيب المتدرب حبيب جعفوري، الذي أكّد أنّ الواجب الانساني والمهني يفرض عليهم القيام بمهمتهم على أكمل وجه وتحمّل هذه المسؤولية الاجتماعية مع الالتزام بالتدابير الوقائية لعدم تعريض أنفسهم والآخرين للخطر. 

"نحن بالنهاية بشر"

تتمثّل المعركة في الحدّ من انتشار الفيروس بين المواطنين، ما يستنزف الكادر الطبي والتجهيزات ويتطلبُ إعادة الثقة بالمستشفى الحكومي، الذي استبق تطور الاصابات بالفيروس ويعمل جاهداً على الخروج من هذه المحنة بأقل خسائر ممكنة، بحسب ما ذكر ممرضٌ متدرب طلب عدم الكشف عن هويته. رأيُه يتوافق مع زميله ضياء معربوني، الممرض المتدرب الذي ترك عائلته وأهله من أجل تلبية الخدمة الانسانية الوطنية، فلا محال من الشوق لكنّ رؤيتهم على السكايب يبعث الاطمئنان ويعوضُ عن التعب والمشقة. ويؤكد ضياء أنّ دورهم يتخطى المسؤولية الصحية والتأهب المستمر إلى الدعم المعنوي والتعاطي مع المصابين الذين تسيطر عليهم علاماتُ الخوف والقلق من أجل تقبل الانعزال والتعويض عن هذا النقص الاجتماعي والتعافي السريع، "دورنا تخطى المنحى العلاجي بأشواط".

ولأنّ مهنتهم تضعهم في دائرة الخطر، توافق المتدربون أنّ الثقة المتبادلة بين الأطباء والممرضين ومساندتهم لبعضهم وتطبيقهم الارشادات الوقائية إضافة إلى حرص المصابين عليهم، يبدد مخاوفهم التي كلما ازدادت الأعداد تتجه نحو فقدان المعدات اللازمة ما يؤدي إلى دفع فاتورة باهظة. لذا، التغلب عليه يتطلب يداً واحدة هي الوعي واليقظة بغية السيطرة على انتشاره. 

وفي خبايا التعب المهني والساعات العصيبة، مشاهد أثرت في العاملين من إعلان أول حالة شفاء، وشعورهم بالانتصار والعيون الشاكرة والمقدرة لتضحياتهم إلى فقدان المرضى ولحظات الوداع البعيدة كإخبار عائلة تلتزم العزل الصحي عن وفاة الأب دون القدرة على الوداع، أو إخبار مصاب بالفيروس عن ايجابية فحصه، مشاعرٌ تختلط بين القلب والعقل، فـ"مهمتنا الطبية لا تنسينا أننا بشرٌ، نتمتع بمشاعر في نهاية المطاف". 

فريق الوزارة متأهب 

إنّ الجهود التي يقوم بها الفريق الطبي في المشفى الحكومي، جزء من سلّة تعاون ومتابعةٌ دقيقة من أطباءٍ متطوعين في وزارة الصحة، أكثر من مئة اتصال يجريها الطبيب العائلي والرعاية الصحية الأولية الدكتور حسن اسماعيل، كمتابعة لآخر التطورات مع الأفراد الذين يقومون بالحجر المنزلي، من أجل مراقبة وضعهم الصحي. وعند الشك بأيّة أعراض، يطلب منهم القيام بفحص PCR من باب الاطمئنان.

وعن الاجراءات المتخذة من وزارة الصحة، رأى اسماعيل أنّها تقوم بواجباتها دون أي إهمال أكان لناحية تأمين المستلزمات الطبية أو الوجود على المطار والحدود لتبقى تحت السيطرة. فهناك نحو ستة أشخاص وأكثر من مئة متطوع في القسم الأول، أما القسم الثاني من المتطوعين المتعلق بموضوع نشر التوعية بمختلف الأراضي اللبنانية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، فيفوق عددهم الـ250. 

إذاً، يتقاسم الكادر الطبي يومياتهم معاً: قلقهم، وفرحهم، وحزنهم، يتعاونون ويتبادلون خبراتهم للانتصار على فيروس، يحتاج: الوعي واليقظة والمسوؤلية لحماية أحبائنا. 




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم