الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعد خطفها من أجل فدية ماليّة... كارولين تروي تفاصيل أيام الرعب التي عاشتها

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بعد خطفها من أجل فدية ماليّة... كارولين تروي تفاصيل أيام الرعب التي عاشتها
بعد خطفها من أجل فدية ماليّة... كارولين تروي تفاصيل أيام الرعب التي عاشتها
A+ A-

عشرة أيام من الرعب عاشتها كارولين حيدر، بعدما اختُطفت من قبل عصابة مسلحة بهدف الحصول على فدية مالية، إلا أنّ #شعبة_المعلومات كانت بالمرصاد، حيث حررت الأمّ لأربعة أطفال ملقية القبض على كامل أفراد العصابة.

كانت كارولين خارجة من مدخل المبنى الذي تقطنه في كفرحباب عند الساعة العاشرة مساء، في الخامس من الشهر الماضي، حين هاجمها رجلان، أحدهما، كما قالت لـ"النهار": "ملثم فيما الآخر يحمل مسدساً"، ضرباها (كفوف وبوكسات وتدعيس بالأرجل ما أدى إلى كسر في أحد ضلوعها)، اقتاداها إلى سيارتها، عصبا عينيها، ربطا يديها، وتوجها بها إلى جهة مجهولة، قالا لها إنها في البقاع، ليظهر عند تحريرها أنها كانت في شقة في منطقة حصرايل.

تهديد وتعذيب نفسي

أطلع الخاطفان كارولين أثناء وجودها في السيارة، أنهما يريدان 200 ألف دولار لإطلاقها، لكن ما إن وصلت إلى الشقة التي احتجزت فيها حتى ارتفع المبلغ إلى 300 ألف دولار، وقالت: "وُضعت في مغسل حمّام مظلم، على ضوء الشمعة أمضيت الأيام الطويلة، يدي بقيت مربوطة طيلة مدة اختطافي، لم تفك إلا عندما أريد قضاء حاجتي"، وأضافت: "كان أحد الخاطفين يبقى في المنزل فيما الآخر يغادر ويعود". وعن كيفية التعامل معها، شرحت: "كانا يجلبان الطعام لي مرة في اليوم، أذكر منقوشة وسندويش فلافل وسندويش شاورما، إلا أنني رفضت تناول أي شيء، كما كنت أتعرض للتعذيب النفسي طيلة اليوم، حيث كانا يهدداني بأولادي، بأنه إذا لم أتعاون معهما سيقوم المعلم الكبير بقتل فلذات أكبادي، وبأن الدولة لا يمكنها أن تصل إليّ ولن تبالي بخطفي"، وعما إن كانا أطلعاها عن المعلم، أجابت: "قالا إنه مجرم يعيش في البقاع".

لحظات الخوف والارتياح

أجبر الخاطفان كارولين على إرسال رسائل صوتية إلى شقيقها وشقيق زوجها كي يؤمّنا المبلغ المالي، ولفتت إلى أن "زوجي رجل أعمال في دبي، عمل كل ما في وسعه لتأمين المبلغ وإرساله إلى لبنان، وفي يوم التسليم داهمت شعبة المعلومات المنزل وألقت القبض على أحد الخاطفين حيث كان متواجداً في المكان، وهو فلسطيني-سوري، ليتم بعدها توقيف باقي أفراد العصابة،  وقد ظهر أن عددهم أربعة، لكن من خطفني وتواجد معي في المنزل اثنان"، وأضافت: "حين دخل عناصر الشعبة إلى الحمّام يوم الخميس الماضي لإطلاقي اعتقدت أنهم من أفراد العصابة، شعرت بالخوف من أن تكون استلمت المال وتريد قتلي، إلى أن عرفت ما يدور حولي، حينها شعرت بالارتياح"، وتوجهت إلى العناصر الأمنية "بالشكر الشديد على الجهود الجبارة التي بذلوها من أجل تحريرها، فلولاهم لما كنا بأمان في هذه الأيام".

مصدر القوة

ما أعطى كارولين (ابنة #عكار تحمل الجنسية الأوسترالية) القوة طوال مدة توقيفها إيمانها وصلاتها المستمرة، حيث قالت: "كان الخاطفان يخشيان من صلاتي، يطلبان مني عدم الدعاء عليهما"، مشيرة إلى أن "أكثر ما كان يعذبني خوفي على أولادي، واشتياقي لهم"، مشددة على "ضرورة انتباه كل امرأة عندما تتنقل ليلاً، وضرورة انتباه سكان أي مبنى عند اختيار الناطور، حيث ظهر أن أشخاصاً كانوا يترددون على المبنى يراقبون ويحصلون على معلومات من الناطور (يحمل الجنسية المصرية) من غير قصد، إلا أنه لا يحترم خصوصية السكان، وقد تم التحقيق معه قبل إطلاقه".

بلاغ رسمي

المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة أصدرت بلاغاً عن الحادثة جاء فيه: "أقدم مجهولون على خطف مواطنة تدعى: ك. ح. (مواليد عام ١٩٧٤) مقيمة في محلة كفرحباب، بتاريخ ٢٥/٢/٢٠٢٠، واقتادوها الى جهة مجهولة. وفي اليوم التالي بدأت ترد اتصالات إلى عائلة المخطوفة تطالب بفدية مالية مقدارها ٣٠٠ ألف $ .بناء عليه، كلفت شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي قطعاتها المختصة القيام بجميع الإجراءات المتاحة لتحريرها وكشف هوية الفاعلين وتوقيفهم، خاصة وأن خطف امرأة وأمّ لأربعة أطفال تعتبر سابقة لم يألفها المجتمع اللبناني وأثارت الذعر والقلق في نفوس المواطنين.

بنتيجة المتابعة المكثفة من قبل هذه الشعبة، تبيّن أن الفاعلين نفّذوا عملية الخطف باحترافية عالية من دون ترك أي دليل يشير إلى هويتهم. وبعد أن قامت الشعبة بجهود حثيثة، توصلت إلى تحديد المنزل المشتبه بتخبئة المخطوفة فيه في بلدة حصرايل، كما تمكنت من تحديد هوية الفاعلين وهم:

- ع. ا. (مواليد ١٩٨٨، فلسطيني سوري)

- س. ا. (مواليد ١٩٧٨، لبناني) موقوف سابقاً في جريمة خطف الطفل ريكاردو جعارة عام ٢٠١٥

- م. ج. (مواليد عام ١٩٨٩، لبناني) دركي

-م. ا. (مواليد عام ١٩٨٧، مصري)

على أثر ذلك، وضعت شعبة المعلومات خطة أمنية لتحرير المخطوفة وتأمين سلامتها وبالتزامن توقيف جميع المتورطين في القضية، وكلفت القوة الخاصة تنفيذ الخطة، بحيث باشرت عمليات مراقبة مكثّفة لمحيط المنزل المشتبه فيه وتحديد مكان تواجد جميع أفراد العصابة.

بتاريخ ٥/٣/٢٠٢٠، وبعد عملية رصد ومراقبة دقيقة وبعد التأكد من وجود المخطوفة داخل المنزل المشتبه به وبرفقتها أحد أفراد العصابة منفرداً، إضافة الى تحديد مواقع باقي المتورطين، نفذّت هذه القوة عملية مداهمة خاطفة للمنزل، تمكنت خلالها من السيطرة على الأول ونزع المسدس الذي يحمله منه، وتحرير المخطوفة. وبالتزامن أوقفت قوة ثانية الثاني والثالث في محلة جونية، والرابع في منطقة غزير. بالتحقيق معهم، اعترفوا بالتخطيط لعملية الخطف بدافع الحصول على فدية مالية كبيرة، واعترف:

- الأول والثاني بتنفيذ عملية الخطف.

- الثالث بتأمين جميع الأمور اللوجستية لنجاح عملية الخطف.

- الرابع أنه قام بمراقبة المخطوفة لعدة أيام ودراسة محيط المبنى الذي تقيم فيه وزوّد أفراد العصابة بكل المعلومات عنها وعن تحركاتها.

أجري المقتضى القانوني بحقهم، وأودعوا المرجع المختص بناء على إشارة القضاء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم