الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صراع الألتراس والاتحاد الألماني يهدد مباريات الدوري

المصدر: "أ ف ب"
صراع الألتراس والاتحاد الألماني يهدد مباريات الدوري
صراع الألتراس والاتحاد الألماني يهدد مباريات الدوري
A+ A-

يرتقب أن تكون نهاية الأسبوع تحت صفيح ساخن في #الدوري_الألماني لكرة القدم بعدما أعلنت مجموعات ألتراس المشجعين في البوندسليغا استمرار حربها المفتوحة مع الاتحاد الألماني للعبة بإعلانها نيتها مواصلة عملياتها الاحتجاجية وإيقاف مباريات المرحلة 25.

وقالت مجموعة الألتراس "فانزتسينن دويتشلاند" في بيان "سنقوم بإيقافات جديدة للمباريات"، في إشارة للتوقفات الموقتة التي تسببت بها في مباراتي هوفنهايم مع بايرن ميونيخ، وأونيون برلين مع فولفسبورغ نهاية الأسبوع الماضي.

واضطر الحكام إلى وقف المباراتين بسبب رفع الجماهير لافتات مهينة بحق مالك هوفنهايم الملياردير ديتمار هوب ووالدته.

ويشكل هوب موضع انتقاد مجموعات من مشجعي كرة القدم الألمانية الذين ينتقدون ملكيته لأكثر من 50 في المئة من النادي، وهو ما يعد مخالفة للقوانين المحلية. واستثمر الثري الألماني مئات ملايين الدولارات في هوفنهايم، وساهم في صعوده من الدرجة السادسة إلى الأولى.

ويتعين على الحكام في حال رفعت لافتات تستهدف شخصاً كما في حالة الصيحات العنصرية، تقييم ما إذا كان الأمر يتعلق بإهانات علنية. وإذا كان الأمر كذلك، فلديهم تعليمات بوقف المباراة. وفي حال توقفت الهتافات المهينة أو سحبت اللافتات المسيئة، يمكن استئناف المباراة، لكن إذا توقفت للمرة الثالثة، فإنها تتوقف نهائياً وهو ما لم يحدث حتى الآن في الدوري الألماني.

وكانت الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب بين الجماهير والاتحاد الألماني وزادت من الاحتجاجات بحق الأخير وهوب، هي قرار الاتحاد قبل نحو ثلاثة أسابيع، منع مشجعي بوروسيا دورتموند من حضور مباريات فريقهم على ملعب هوفنهايم لموسمين، على خلفية رفع لافتات مسيئة لهوب، وفرض غرامة مالية على النادي بقيمة 50 ألف أورو.

مصدر النزاع إديولوجي. فالألتراس "التقليديون" الألمان يرفضون امتلاك المستثمرين الكبار لأندية الدوري، وبالتالي بات هوب عدوا للجماهير على غرار شركة ريد بول المالكة لفريق لايبزيغ.

ولخص هولغر كايه، ممثل ألتراس فريق أونيون برلين "يجد البعض في ألمانيا أنه من الجيد أن يقوم شخص ما لديه موارد مالية لا محدودة شراء فريق في البوندسليغاـ لكن المشجعين لا يجدون ذلك جيداً، هذا هو أصل المشكلة. هذه الأندية لا تلعب بالإمكانات نفسها مع الأندية الأخرى".

وتشاطر رابطة الدوري الألماني أساس هذا الرأي، حتى إنها قامت في عام 1998 بإنشاء قاعدتها الشهيرة "50+1" التي تمنع أي شخص من امتلاك الأغلبية المطلقة للأسهم في أحد الأندية.

لكن، خوفاً على مداخيلها، بدت الرابطة أيضاً براغماتية في معالجة المسألة، لأن فريقي فولفسبورغ وليفركوزن، على سبيل المثال، كانا مملوكين منذ تأسيسهما من قبل شركتي فولكسفاغن وباير للمنتجات الكيميائية. وتمت إضافة بند استثنائي يسمح للمستثمر بامتلاك أغلبية الأسهم في النادي في حال استمر في تمويله لمدة 20 سنة على الأقل.

هذا هو الحال بالفعل مع ديتمار هوب، لكن مؤيدي التقليد يرون في نموذج هوفنهايم هجوماً على "ثقافة المشجعين".

لأن كرة القدم الألمانية قبل أن تكون فرجة، فهي نشاط اجتماعي ومواطني. يملك أعضاء الأندية الحق في التصويت في الجمعيات العمومية ويشاركون بالإدارة. ويملك بايرن ميونيخ ما لا يقل عن 293 ألف عضو، وبوروسيا دورتموند وشالكه ما لا يقل عن 155 ألف عضو لكل منهما!

وأوضح عضو منظمة وطنية للمشجعين ميكايل غابريال أن "المشجعين في هوفنهايم ولايبزيغ ليس لديهم أي سلطة في الإدارة المشتركة"، في حين أن رابطات المشجعين هي التي تقوم بتنشيط الملاعب وتجعل من البوندسليغا بطولة شعبية حقاً.

واعتبر زيغ تسيلت وهو ناشط أيضاً في أونيون برلين أن "المشكلة جوهرية"، مشيراً إلى "أن السلطات ترى المشجعين فقط كمتفرجين، ولا تعترف بأنهم طرف أساسي في الحياة الكروية ويرغبون أيضاً في المشاركة في القرارات".

يتعين على "السلطات"، الرابطة والاتحاد إيجاد طريقة للخروج من الأزمة من قبل الأندية التي تحتاج إلى جماهيرها.

وأكد المدير التنفيذي لنادي أوغسبورغ ستيفان رويتر أن "توقف المباريات والعقوبات الجماعية لا يمكن أن تكون حلاً"، مضيفاً "نحن بحاجة إلى حوار عادل، تكون فيه جميع الأطراف مسؤولة".

لكن لا يبدو أن الألتراس على استعداد للتراجع حيث اتهموا في بيانهم الاتحاد الألماني بأنه "أظهر وجهه الحقيقي بإعلانه عقوبات جماعية لحماية الملياردير (هوب)"، مضيفين: "يتعلق الأمر بهجوم على ثقافتنا وقيمنا لا أكثر ولا أقل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم