عودة الزخم الى الانتفاضة بعد انكفاء: رمي نفايات أمام المجلس وقطع طرق (صور وفيديو)

... وفي اليوم الـ 140 عاد الزخم الى الشارع بعد مهادنة منذ 11 شباط الفائت، أي يوم نالت حكومة الرئيس حسان دياب ثقة مجلس النواب.

مساء اول من امس، وعلى نحو مفاجىء، عاد قطع الطرق الى الواجهة بعد غياب لفترة طويلة، وبعد تأكيد الجيش على قراراته الحاسمة بمنع قطع الطرق وضمان حرية التنقل وكذلك الحفاظ على سلمية التظاهرات. بيد ان الغضب من تصريح الرئيس دياب الاخير دفع انصار "تيار المستقبل"الى قطع الطرق في مناطق نفوذهم في العاصمة، وتحديداً في الكولا والمدينة الرياضية وقصقص، اضافة الى الجية وبرجا وتعلبايا ومناطق شمالية.

"الغضب الازرق" جاء في توقيت داخلي واقليمي حساس، فبعد اعتراف رئيس الحكومة بعدم قدرة الدولة على حماية مواطنيها، وفي خضم التخبط الحكومي بشأن استحقاقات "الاوروبوند" الاسبوع المقبل في ظل عدم توحيد الموقف الرسمي وسط همس عن تباينات بين موقف حاسم لـ"حزب الله" بعدم الدفع، وطرح صيغ اخرى منها دفع استحقاق اذار وطلب اعادة هيكلة الإستحقاقات الاخرى.

الا ان كل ما تقدم، اضافة الى عدم تحقيق أي انجاز نوعي للحكومة غير الاجتماعات وتأليف اللجان، دفع مجموعات من الحراك الى اعادة النظر في "المهلة التي منحتها للسلطة". وبناء على تلك المعطيات، فضلاً عن عدم القدرة حتى على تحديد اسماء الذين هرّبوا الاموال الى الخارج وعجز القضاء عن اتخاذ أي اجراءات عملية غير استماع المدعي العام المالي القاضي علي ابرهيم لعدد من اصحاب المصارف، ومع اشتداد الازمة الاقتصادية وعدم كبح جماح الصرافين الذين اتخذوا ما يشبه القرار الواضح بتثبيت سعر صرف الدولار عند عتبة الـ 2500 ليرة... هذه الأسباب دفعت المنتفضين للعودة الى الشارع، ويجري البحث عن اساليب جديدة للضغط على الحكومة والافادة من مواقف القوى التي باتت اليوم في المعارضة وفي مقدمها "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية".

أما عن أشكال التحركات المقبلة فيجزم بعض المجموعات ان تفعيل الحراك في الساحات هو احد الخيارات وعدم الاكتفاء بالتظاهرات الاسبوعية التي تنظم كل سبت، وانما اعادة الزخم الى أشكال اخرى من الضغط.

وسط بيروت

وعصراً، نفذت مجموعة من الحراك وقفة احتجاجية امام احد المداخل المؤدية الى مجلس النواب، وقام بعض الفتيات بوضع اكياس من النفايات امام الجدار الاسمنتي الذي اقامته القوى الأمنيه لتجنب الصدام مع المتظاهرين.

الى ذلك، رفع المحتجون لافتات كتب فيها: "مكب النجمة نفايات سامة"، و"سياستكم غير قابلة للتدوير"، و"صار الوقت لنردّلكم زبالتكم".

أما القوى الامنية التي حضرت بأعداد قليلة الى المكان، فراقبت المحتجين من دون ان تعترضهم، فيما حضرت عناصر من فرقة مكافحة الشغب وكذلك آليات للجيش من دون تسجيل اي صدام بين المتظاهرين والقوى الامنية.