الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تواصل فاعليات "المهرجان العالمي للنسوّيات": "البداية بالقانون ليصبح ثقافة حياة"

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
تواصل فاعليات "المهرجان العالمي للنسوّيات": "البداية بالقانون ليصبح ثقافة حياة"
تواصل فاعليات "المهرجان العالمي للنسوّيات": "البداية بالقانون ليصبح ثقافة حياة"
A+ A-

لليوم الثالث على التوالي تستمرّ فاعليّات "المهرجان العالمي للنسوّيات" في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت بالتعاون مع جهّات عديدة منها جامعتا اليسوعيّة واللبنانية - الأميركية ومؤسسة جمانة حدّاد للحريّات. البرنامج غنيّ ومتنوّع: ورشة عمل، عرض أفلام، وصلات فنيّة من أداء سحر عسّاف وندى بو فرحات؛ كما افتتح معرض لـ OLRAN. المرأة هي الموضوع الأساس في كلّ النشاطات. على جدول أعمال اليوم طاولتان مستديرتان، شاركت فيهما ناشطات من لبنان والدول العربيّة.

تفاعلَ الجمهور، الذي لم يخلُ من حضور بعض الرجال وسط أكثرية نسائيّة، مع المحاضرين. فمن قال إنّ الرجال لا يمكنهم أن يكونوا نسويّين؟ تعبّر إحدى الشابات لـ"النهار": "إنّ مشاركة المرأة في الثورة في لبنان حفّزتني على الوجود هنا اليوم"، فيما تقول أخرى: "إنها مبادرة قيّمة من المنظّمين، بالرغم من أنّنا ما زلنا عالقين في مشاكل سياسيّة تبعدنا من الاهتمام بشؤون المرأة".

تمحورت الحلقة الأولى من النقاش، حول مفهوم الخروج من المجتمعات الأبويّة. أدارت الجلسة آن ماري الحاج الصحافية في L’Orient-Le Jour وأفصح خلالها المناقشون عن خبراتهم وتجاربهم المختلفة لتتجلّى براعم ثورة نسويّة في عالم عربي منغلق على نفسه. بالنسبة لهناء الجابري، عضو في اتّحاد المرأة الأردنيّة، "نحن بحاجة لثورة شاملة لاحترام المرأة كإنسان في الدول العربيّة"، تستدرك عندما قامت تظاهرات لدوافع إقتصادية في الشارع الأردنّي لم تعطَ المطالب النسويّة أيّة أهميّة، فالأمور المعيشيّة حدّدت الأولويّات. من جهتها، تتحدّث فاطمة صدّيق، عالمة الاجتماع والأنتروبولوجية في جامعة الجزائر، عن نضال وكفاح المرأة في دولتها من أجل سنّ وتعديل قوانين ترعى حقوقها وتحدّ من العنف، وتشير إلى التوصّل لتحديد "كوتا" لتمثيل المرأة في الحياة السياسية في الجزائر.

المرأة العربية التي تعاني الكثير من أجل توطيد المساواة تعيش في مجتمعات أبويّة. وفي هذا السياق، يؤكّد إريك ماسيه، عالم الإجتماع الفرنسي والأستاذ الجامعي، أنّ الخروج من المجتمعات الأبويّة لا يقوم على قاعدة واحدة بل يرتبط بتطوّر المجتمع في البلدان المختلفة. أمّا بنظر المحامية ليلى عواضة، وهي عضو مؤسس في منظّمة KAFA، "فعلينا أن نبدأ بالقانون ليصبح ثقافة حياة". ترى أنّه يجب الإنتقال في لبنان على سبيل المثال إلى دولة مدنيّة علمانيّة عبر تحقيق الخطوة الأولى في وضع قانون موحّد للأحوال الشخصيّة. وبعد المداخلات، شارك الجمهور في طرح أسئلة حول مفهوم التملّك في المجتمعات الأبويّة والعلمانيّة وقدرة مجلس نواب بأغلبية ذكورية من النهوض بأمور المرأة...

تمحورت الحلقة الثانية حول "الحركة النسائية وحقوق الإنسان" بإدارة ليا يمّين، مديرة مساعدة في Lebanon Support. شدّدت فيها الناشطة السودانيّة ماجدة السنوسي، المتخصّصة في المساواة بين الجنسين، على أهميّة ترشّح المرأة للتغيير في مناطق أخذ القرار. عوّلت على الحقّ في الانتخاب وصناعة القرارات السياسيّة العربيّة والمشاركة في عمليّات السلام. وعرضت نضال وظروف المرأة في السودان والدول العربيّة وتناولت نماذج الأنظمة القبليّة القائمة في بعض البلدان وتأثيرها المجحف على النساء. أمّا الناشطة التونسيّة بشرى تريكي فاستهلّت حديثها عن أهميّة تغيير عبارة droits de l’Homme إلى droits de l’humain في الفرنسيّة ليعبّر المصطلح بوضوح عن الإنسان. ثمّ ميّزت بين النسويّة وحقوق الإنسان واستعرضت تطوّر أوضاع النساء في تونس اللواتي لم يكن لديهنّ أحلام تغييريّة قبل الثورة وخلع بن علي.

في ظلّ عالم عربي في ثورة على ذاته، لا بدّ من التذكير بالمادة الأولى من شرعة حقوق الإنسان وقد جاء فيها: "يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء".

اليوم الأول

وكان المهرجان بدأ يومه الأول (فرح البعيني) بطاولة مستديرة عن تاريخ الحركة النسائية عبر مئة عام. شارك في هذه الجلسة كل من جومانا مرعي مديرة المعهد العربي لحقوق الإنسان في لبنان والطبيبة والكاتبة أسماء المرابط، بالإضافة إلى الدكتورة ندى مغيزل. وأمعنت هذه الجلسة بالحديث عن استمرارية الحركة النسائية في ظل الظروف الحالية وكيفية تغيير هذه الحركة عبر الزمن، وأين هي اليوم بالإضافة إلى كيفية إختلافها من مكان إلى آخر في الزمن نفسه.

وبعد هذه الطاولة المستديرة، أطلت المخرجة والناشطة لينا أبيض كما عوّدت متابيعها بعمل فنّي، هو عبارة عن أداء جمع أعمال الكاتبة الراحلة وإحدى أبرز النسويات اللبنانيات إميلي نصرالله. وكعادتها، أخرجت لينا أبيض العمل مع مجموعة من الشابات اللواتي مثّلن وبشكل محترف ومؤثّر أعمال نصرالله التي شكلت منصة للنساء لرؤية دورهن الحقيقي ولمعرفة أن أصواتهن مسموعة وأن قضيتهن واحدة أينما كنّ وفي أي زمن مررن، فالتحديات التي تواجهها النساء يمكن أيضاً أن تقوم الأعمال الفنية بتصويرها لا بل بتسليط الضوء عليها بشكل مؤثر يوصل الصورة بشكل سليم وواضح.

وفي ختام اليوم الأول، انطلق حفل مسرحي عند الساعة الثامنة والنصف تحت عنوان "الحدث" لأني إمو أدّته فرنسواز جيلار من الكوميديا الفرنسية، العمل الذي تكلم عن الواقع بشكل كوميدي، لكنه أوصلَ الرسالة بشكل جيّد وبحسّ فكاهي بعيد عن الدراما التي أثقلت قلوباً في الأشهر (لا بل الأعوام) الأخيرة.

وإختتم المهرجان يومه الأول وفي أروقة المكان التي ظلت في الليل كلمة جمانة حداد تردد صداها: "نعم نحن النساء نستحق أكثر بكثير. ولن ننتظر أن نُعطى. بل سوف نأخذ وبالأظفار... هذا ليس تحدياً ولا تهديداً... إنه وعد وعهد وإلتزام".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم