الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

خليل زاد والملّا بارادار... ديبلوماسي ومحارب صنعا السلام في أفغانستان

المصدر: "أ ف ب"
خليل زاد والملّا بارادار... ديبلوماسي ومحارب صنعا السلام في أفغانستان
خليل زاد والملّا بارادار... ديبلوماسي ومحارب صنعا السلام في أفغانستان
A+ A-

يقف #أفغانيان طبعت عقود من النزاع حياتهما خلف الجهود التي أثمرت عن الاتفاق بين #واشنطن وعناصر #طالبان، أحدهما مثّل #الولايات_المتحدة والآخر الحركة.

فمن جهة، هناك #زلماي_خليل_زاد الذي قضى معظم مسيرته المهنية وهو يحاول بصفته مندوبا لواشنطن في #أفغانستان والعراق إعادة النظام بعد عمليتي اجتياح أميركيتين متتاليتين.

في المقابل، هناك #الملّا_عبد_الغني_بارادار، وهو جهادي متمرّس قضى معظم حياته مقاتلاً -- في البداية مع "المجاهدين" خلال فترة قتالهم ضد السوفيات ومن ثم كمؤسس لطالبان.

وبعد أكثر من 18 عاما على الإطاحة بطالبان من السلطة، يبدو أن بارادار والحركة -- بمساعدة من خليل زاد -- على وشك العودة إلى كابول كقوّة يراها البعض الأكثر توحّدا في الساحة السياسية الأفغانية التي تسودها الفوضى.

وفي ما يلي لمحة سريعة عن الرجلين:

اختبر خليل زاد المولود في مزار الشريف في سن مبكّرة قسوة الحياة في أفغانستان. وروى في مذكراته كيف شاهد الرئيس لاحقا داوود خان يعضّ أذن رجل خلال خلاف بينهما.

وتبدّلت حياته ووسّع آفاقه بعدما سافر إلى الولايات المتحدة، في إطار برنامج لتبادل الطلبة في المرحلة الثانوية.

ودرس خليل زاد الذي غادر أفغانستان قبل الاجتياح السوفياتي عام 1979، في الجامعة الأميركية في بيروت. وحصل لاحقا على درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو، ما مهد له الطريق لإكمال حياته في الولايات المتحدة، والحصول على الجنسية الأميركية ليتحوّل إلى ديبلوماسي رفيع المستوى ومستشار في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.

وتولّى خليل زاد، الطليق بلغتي البشتون والدارية، منصبا قياديا كسفير الولايات المتحدة في أفغانستان من عام 2003 حتى 2005، ولعب دورا أساسيا في تشكيل حكومة جديدة في كابول.

واعتُبر شخصية مؤثرة بشكل كبير على الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي، حيث نسّق معه في انتخابات 2005 في حين تعرّض لانتقادات على خلفية إبرامه صفقات مع أشخاص اعتبروا تجار حرب.

وبعد أفغانستان، اختار بوش الابن خليل زاد لشغل منصب سفير واشنطن في العراق، بينما عملت القوات الأميركية جاهدة لمنع اندلاع حرب أهلية على أساس طائفي بينما واجهت تمردا اتسع نطاقه.

وبعد عهد بوش، تحوّل خليل زاد إلى أحد أشد منتقدي طريقة تعاطي الرئيس الأسبق باراك أوباما مع ملف الحرب في أفغانستان ومع الدعم المشتبه بأن المؤسسة الأمنية الباكستانية تقدمه لطالبان.

عام 2018، تم اختيار خليل زاد مجددا لتولّي الملف الأفغاني، هذه المرّة من قبل الرئيس دونالد ترامب الذي سلّمه مهمّة التفاوض مع طالبان.

لكن عملية التفاوض لم تمر دون انتقادات، خصوصا لتهميشها حكومة الرئيس أشرف غني، ما دفع البعض لمقارنتها بانسحاب الأميركيين من فيتنام في سبعينات القرن الماضي.

على الضفة المقابلة، ولد عبد الغني بارادار في ولاية أروزكان الوعرة والنائية ونشأ لاحقا في قندهار، حيث ستولد حركة طالبان لاحقا.

وعلى غرار معظم الأفغان، تبدّلت حياة بارادار للأبد جراء الاجتياح السوفياتي للبلاد أواخر سبعيانات القرن الماضي، ما حوّله إلى محارب يعتقد أنه قاتل جنبا إلى جنب مع رجل الدين الملّا عمر.

وأسس الثنائي لاحقا حركة طالبان في مطلع التسعينات، وسط فوضى وفساد سادا خلال الحرب الأهلية التي اندلعت عقب انسحاب السوفيات.

واستولت طالبان في نهاية المطاف على قندهار عاصمة الجنوب من دون أن تواجه مقاومة تقريبا قبل أن تسيطر على كابول عام 1996، وتؤسس نظاما إسلاميا متشددا.

وفي أعقاب انهيار طالبان سنة 2001، يعتقد أن بارادار عاد إلى ساحة المعركة حيث ساعدت خبرته كقيادي عسكري واستراتيجي على الأرجح في إعادة بناء صفوف طالبان.

وتم توقيفه في باكستان عام 2010 حيث بقي خلف القضبان إلى أن أُفرج عنه في 2018 بفضل ضغوط خليل زاد ونُقل إلى قطر ليتم تعيينه على رأس مكتب طالبان السياسي في الدوحة في كانون الثاني.

ويعتقد أن بارادار يحظى باحترام كبير في أوساط مختلف فصائل طالبان بينما يشير خبراء إلى أن حضوره سيساعد على حشد تأييد المقاتلين في الجبهات الأمامية لأي اتفاق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم