الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الجراد يلطم ويتراجع

سمير عطاالله
Bookmark
الجراد يلطم ويتراجع
الجراد يلطم ويتراجع
A+ A-
من أين نبدأ؟ سُمّيت الكرنتينا، لأنّها كانت جوار المرفأ. ويومها لم يكن الطيران قد بدأ، وكان المسافرون يغادرون ويعودون بحراً. وخوفاً من أن يحمل أحدهم عدوى لا علاقة للناس بها، كان يُحجر على المشتبَه فيهم أربعين يوماً وليلة، عدّة الحزن أو الفرح على السواء، فقد نظّم الإنسان حياته في أرقام، منها ما هو للتفاؤل ومنها ما هو للعياذ بالله، ومنها ما هو للأخلاق المصرفية: 200 دولار في الأسبوع. آخره.الصين بلاد أباطرة وخاقانات. لا يليق بها محجر صحّي، ولذا بنت سوراً عظيماً طوله من بيروت إلى صيدا. ساحة الزحمة. وبناءً على تعليمات الإمبراطور وهواجسه، حسب المهندسون الحساب لكلّ الأخطار: الأفيال. الخيول. الرماح. كلّ شيء. إلّا الكورونا.فالإمبراطور، وفق قانون الطبيعة، لا يخاف إلّا جسائم الأمور. لا يدرك إلّا متأخّراً غلطته الكبرى، وهي أنّ الطبيعة شيء خارج على القانون. أمّا ما يُعرَّف به على أنّه قانون، كالجاذبية مثلاً، فمجرّد تسمية وبطاقة تعريف. مثل قانون النقد والتسليف. كاوبوي يا بلدنا. وعندما سئل الوزير جبران باسيل من أوسع محطة على وجه الأرض، لماذا لا ندير أمورنا مثل أميركا وبريطانيا، أطلق تلك النصيحة المتواضعة كالمعتاد: فليتعلّموا منّا.على الفور، أرسلت بلاد "فورت نوكس" و"بنك أوف إنغلاند" وفوداً للتدرّب عند صرّافي الحمرا، دون التوقّف للتظاهر أمام البنك المركزي. هناك قانون ثابت: شرّ البلايا ما يُضحك، لأنّ فظاعة السخرية تطغى على فظاعة المأساة، وأحياناً تطغى بصورة غير معقولة. أوّل تقدّم عملي حقّقه الوزراء الجدد، التواضع. يقف واحدهم أمام كلّ كاميرات البلد ويقول إنّه يعمل بعيداً من الإعلام. مسكين، الإعلام. عندما لا يجد عملاً عظيماً يغطّيه، فماذا يقول لمشاهديه في المساء؟ تصبحون على خير؟ أما قاموا وناموا مئات المرّات، ولم يصبحوا إلّا على البنك الدولي؟ لعلّ تظاهرة "التيّار" أمام المصرف المركزي تحلّ المشكلة التي يُقال لنا – بالطريقة التي تُقال فيها جميع الأشياء – إنّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم