الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صرخة إثر الهلع من كورونا: "بكفي"... ماذا جرى في بنت جبيل؟

المصدر: بنت جبيل- "النهار"
بتول بزي
بتول بزي
صرخة إثر الهلع من كورونا: "بكفي"... ماذا جرى في بنت جبيل؟
صرخة إثر الهلع من كورونا: "بكفي"... ماذا جرى في بنت جبيل؟
A+ A-

استفاق أهالي مدينة #بنت_جبيل، صباح اليوم السبت، على صرخة المواطنة عفاف الزين تملأ صفحات التواصل الاجتماعي. الشائعات التي حاوطت والدتها القادمة من #إيران، على متن الطائرة التي سجّلت فيها أول إصابة بفيروس #كورونا، أصابتها بانهيار عصبيّ ليلاً. تبكي الزين في الفيديو المتداول بحرقة بعد حملة التجريح التي طاولت والدتها المسنّة، واتّهامها باصابتها بالكورونا وإمكان نقل الفيروس إلى سكان البلدة.

الصرخة ذاتها أعادتها الزين في اتصال مع "النهار": "أمي ليست مصابة بكورونا. أرجوكم، كفّوا ألسنتكم عنّا. أوقفوا حملة التشهير على مواقع التواصل. لدينا عائلة تخاف علينا. لمَ لا يفكّر الناس بِما سيحلّ بعائلتي التي في الغربة عند مشاهدتهم الفيديو المنتشر عبر "فايسبوك". بكفّي، عنجد بكفّي".

حالة الهلع غير المسبوقة التي سيطرت على أهالي بنت جبيل، ومعهم كلّ مواطن لبناني، قد تعود إلى ضُعف الإمكانات الطبية لمواجهة الأزمة وعدم التشدّد في الرقابة على المعابر الحدودية من الجهات المعنية، خوفاً من انتشار الفيروس بين المناطق بشكل سريع. فماذا حصل في بنت جبيل؟

بعد وصول المواطنة انصاف الحوراني (78 عاماً) إلى منزلها في البلدة، أمس الجمعة، قادمة من إيران، علت استنكارات الأهالي لدخول الحوراني البلدة، وسط مطالبات ببقائها في بيروت تحت الرقابة الصحية، خوفاً من إمكان إصابتها بكورونا ونقل الفيروس إليهم.

"الحوراني في صحة جيّدة"، وفق ما تؤكد ابنتها. تقول: "خضعت أمي لكل الفحوص اللازمة في مطار رفيق الحريري الدولي قبيل خروجها من الطائرة، ولم تسجّل أيّ أعراض تذكر للفيروس". هل تم التواصل وزارة الصحة؟ تتابع الزين: "تلقيت اليوم اتصالاً من طبيبة في قسم الطب الوقائيّ في الوزارة طالبة مني التواصل معها في أي وقت، وعند أي حالة طارئة لدى الوالدة، وستكون الفرق الطبية في الوزارة جاهزة لنقلها فوراً". تضيف: "اطمئنّت الطبيبة إلى نظام الوالدة الغذائي اليوميّ، وقالت لي حرفياً إنّه لو كانت السيدة هذه أمي لما نقلتها إلى المستشفى في بيروت، فنتيجة الفحص الطبي ستكون سلبية اليوم وبعد 14 يوماً أيضاً، ولا داعي للهلع". وتشير معلومات "النهار" إلى أنّ هذه الطبيبة كانت من ضمن الطاقم الطبي الذي صعد إلى الطائرة الإيرانية وأجرى كشفاً على كلّ ركابها قبيل خروجهم.

تنهي الزين حديثها برسالة إلى أهالي بنت جبيل: "نحن معكم". قد تحاول تبرير موقفهم تجاه والدتها، لكنّها تشدّد على أنّه "لو ظهرت على أمي أي عوارض لم نكن لننقلها إلى البلدة، وسنبقيها حتماً في العزل الاحترازي"، مكرّرة أنّ كل الأمور واضحة، و"اتصلوا بي من وزارة الصحة و"هنّي ما بدن إمي". كما تؤكد دعم رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزّي لها، منذ ليل أمس، ووقوفه إلى جانبها.

الخوف من انتشار كورونا لم يتوقّف عند سكان البلدة، بل امتدّ إلى تلامذة المدارس بعد تناقل معلومات تشير إلى أنّ الزين ووالدتها تعملان في "ثانوية موسى واسماعيل عباس الرسمية" وتقطنان هناك منذ سنوات، إلّا أنّ الزين نفت الأخبار المتداولة، مؤكدة أنّهما انتقلتا للعيش في بيت آخر منذ مدّة.

تضارب المعلومات أدّى إلى تفاقم حالة الهلع وتغيّب عدد من طلاب الثانوية عن صفوفهم اليوم، لكنّ بزّي أكّد لـ"النهار" صحة الأمر، مشيراً إلى أنّهما "تعملان وتقيمان في الثانوية الرسمية منذ سنوات وقد تمّ نقلهما إلى بيت آخر ليل أمس كتدبير وقائي". ويضيف: "تلقيتُ اتصالاً من مدير الثانوية للسؤال عن الخطوات الواجب اتّخاذها، فأكدتُ له أن لا داعي لتوقيف الدروس، وأنّ فرق البلدية أمّنت سكناً بديلاً لهما وهما الآن في منزل مستقل ضمن بنت جبيل". كما يشير إلى أنّ "وزارة الصحة أكدت أنّ الحوراني خضعت للفحوص الطبية اللازمة، ومن الأفضل أن تبقى 14 يوماً لتبيان العوارض، وهي حتى الساعة بحالة جيدة ولا تعاني أيّ مشكلة".

لا يبرر بزّي هلع أهالي بنت جبيل بهذا الشكل، "بخاصة أنّ السيدة انصاف الحوراني سليمة، ومن المفترض أن تستمر الحياة في البلدة بشكل طبيعي"، مؤكداً أنّ "الطلاب حضروا إلى صفوفهم، إلّا أنّ السوشيل ميديا بات يستخدم بأسلوب غير حضاري".

ما الإجراءات الوقائية المتّخذة من البلدية في ظلّ التخوّف من وصول الفيروس؟ يجيب بزّي أنّ "كلّ سكان بنت جبيل القادمين من إيران أو دول أخرى مصابة يجب التزامهم بتوجيهات وزارة الصحة، لكنّنا نفتقر التجهيزات الطبية في مستشفى بنت جبيل الحكومي كسائر المستشفيات الأخرى، والدولة لم تقدّم تجهيزات احترازية في المنطقة"، مضيفاً: "لنتكلم بواقعية، لن ندّعي أنّنا نعلم كيفية معالجة الأزمة الطبية، وهذا يتطلب تعاوناً من جميع الوزارات، لكن ما استطعنا فعله حتى الآن هو عزل السيدة في بيت مستقلّ، وطلبنا من السكان عدم الاختلاط بها في الوقت الحالي".

مما لا شكّ فيه أنّ قصة السيدة انصاف الحوراني واحدة من بين قصص عشرات الحالات المماثلة التي كانت على متن الطائرة الإيرانية، وأنّ الخوف من انتشار كورونا يتزايد ساعة تلو الأخرى في لبنان. فالمواطن سئم وضع بلده المتعب أصلاً، في ظلّ تراجع الثقة بإمكانات الدولة في معالجة الأزمات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم