"أنا من دون أنت"

في هذه الليالي المضيئة بالنجوم البعيدة والمليئة برائحة الفضاء، أترقب مجيئك... أشتاق لوجودك وسماع صوتك، ففي كل مرة أدخل غرفة النوم لأحتمي بدفئها،أدخل الفراش، أشتم عطرك الذي ما زال عالقاً على الوسادة، أغمض عينيّ للتلذذ بذلك العطر الممزوج بنفَسك المنعش،أفتح باب الخزانة وتفوح رائحتك أكثر فأكثر في أرجاء الغرفة. تعلّقي بعطرك مليء بالحب والاهتمام... ألمس طرف قمصانك وتشتعل ذاكرتي بالأوقات الجميلة والحميمة التي رسمتَها على جسمي... لمَ يطول غيابك عني؟ أتريد أن تبقيني أنتظرك لتشتعل نار الغيرة؟ لقد مرّ وقت طويل ولم تبعث برسالة تطمئنني عن أحوالك... استبدلتني بشخص آخر... دائماً ما تراودني بعض الأفكار ولكن سرعان ما أستبدلها بذكرياتنا الجميلة... إسمح لي أن أقول لك إنني أريد الانطلاق من جديد... لشخص، لحبّ، لمغامرة جميلة، لكن بعد ذهابك فقدت معنى الحياة... أريد الطيران من جديد والخروج من هذه الدوامة التي تمتص نفسي وشغفي أكثر فأكثر... لا أريد كرهك ولا أريد حبك، أريد فقط تحررك من داخلي الذي تعفن من الانتظار طويلاً أمام النافذة كل أيام السنة... لأنني اشتقت لنفسي، لأكون أنا من دونك، اشتقت لكوني أنا من دون أنت...