الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أسبوع "خفض العنف" في أفغانستان يبدأ اليوم واشنطن و"طالبان" توقعان اتفاقاً في 29 شباط

أسبوع "خفض العنف" في أفغانستان يبدأ اليوم واشنطن و"طالبان" توقعان اتفاقاً في 29 شباط
أسبوع "خفض العنف" في أفغانستان يبدأ اليوم واشنطن و"طالبان" توقعان اتفاقاً في 29 شباط
A+ A-

تبدأ فترة أسبوع "خفض العنف" بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة وقوى الأمن الأفغانية في وقت قريب، كما أعلن مسؤول أفغاني أمس، وذلك قبل توقيع اتفاق محتمل بين واشنطن والحركة المتمردة.

وفي حال تطبيق الهدنة الجزئية، فسوف تكون تاريخية طوال أكثر من 18 سنة من النزاع الدامي في أفغانستان، ويمكن في نهاية الأمر أن تمهد الطريق لاتفاق قد يتيح طي صفحة الحرب.

وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في أفغانستان جواد فيصل، بأن "خفض العنف سيبدأ اعتباراً من 22 شباط وسيستمر أسبوعاً". وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تصريح له عقب زيارة للمملكة العربية السعودية في الرياض، أن الولايات المتحدة تستعد لتوقيع اتفاق مع "طالبان" في 29 شباط، مبني على تفاهم تم التوصل إليه لـ"خفض العنف" في أنحاء أفغانستان. وأوضح أنه "بناء على تطبيق ناجح لهذا التفاهم، يتوقّع أن يمضي توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان قدماً".

وقال إن المفاوضات الداخلية بين الأفغان ستبدأ بعيد توقيع الاتفاق بين واشنطن و"طالبان" المرتقب في الدوحة. وأضاف:" سيتوصلون بناء على هذه الخطوة الأساسية إلى وقف شامل ودائم للنار وخريطة طريق سياسية مستقبلية لأفغانستان". وأشار إلى أنه لا تزال ثمة تحديات، لكن التقدّم الذي أحرز حتى الآن "يعطي أملاً ويشكّل فرصة حقيقية. تحض الولايات المتحدة جميع الأفغان على اغتنام هذه اللحظة". ورفضت القوات الأميركية في أفغانستان التعليق على الأمر. وأفاد مصدر من "طالبان" في باكستان أن الهدنة الجزئية ستبدأ اليوم.

وتجري الولايات المتحدة منذ أكثر من سنة محادثات مع "طالبان"، سعياً إلى اتفاق يسمح لها بسحب آلاف من جنودها مقابل ضمانات أمنية والتزامات من الحركة.

ومن شأن خفض العنف، أن يظهر أن في إمكان "طالبان" السيطرة على عناصرها وإظهار حسنة النية، قبل أي اتفاق يسمح لوزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" بسحب قرابة نصف القوات العاملة في أفغانستان والتي يراوح عديدها بين 12 ألفاً و13 ألف رجل. وكان مسؤولون أفغان قد أعلنوا أن اتفاقاً بين الولايات المتحدة و"طالبان"، قد يوقع في 29 شباط في الدوحة، في حال احترام "خفض العنف".

وقال المصدر في "طالبان" في باكستان، إن "الجانبين اتفقا على توقيع الاتفاق في 29 شباط"، وإن المحادثات بين الحركة والحكومة الضرورية لترسيخ اتفاق سلام أوسع، ستبدأ في العاشر من آذار.

إلّا أنّ مسؤولاً آخر من "طالبان" في باكستان صرح بأن "خفض العنف" قد لا يبدأ قبل الأحد. وقال: "لا يهم إن كان السبت أو الأحد. مجلس قيادة طالبان أعطى أساساً الضوء الأخضر لبدء خفض العنف وتوقيع الاتفاق"، مؤكداً "أن ذلك يحصل". وفي ولاية قندهار بجنوب أفغانستان والتي تعد معقل "طالبان"، أبلغ أحد عناصر الحركة المتمردة "وكالة الصحافة الفرنسية"، أنه تلقى أوامر بخفض العنف. وقال: "تلقينا الأوامر من قيادتنا بأن فترة خفض العنف ستبدأ اعتباراً من السبت، وتلقينا أوامر بالاستعداد لها". وكانت الولايات المتحدة و"طالبان" على وشك الاعلان عن اتفاق في أيلول 2019 عندما أوقف الرئيس دونالد ترامب فجأة العملية التفاوضية بسبب مواصلة المتمردين أعمال العنف.

لكن أي هدنة ستكون محفوفة بالمخاطر، وقد حذر المراقبون من أن جهود وقف إراقة الدماء في أفغانستان تشوبها تعقيدات ويمكن أن تفشل في أي وقت. بل الأسوأ أن الأطراف المتحاربين يمكن أن يستغلّوا الهدنة لإعادة تشكيل قواتهم وتحسين موقعهم في ساحة المعركة.

والخميس، قال المسؤول الثاني في "طالبان" سراج الدين حقاني إن الحركة "ملتزمة تماماً" احترام الاتفاق المزمع توقيعه قريباً مع واشنطن في شأن افغانستان. وكتب في مقال غير مسبوق في صحيفة "النيويورك تايمس": "إن تمسكنا بهذه المحادثات المضطربة مع العدو الذي حاربناه بمرارة مدى عقدين من الزمن، حتى عندما أمطرت السماء الموت، يشهد على التزامنا إنهاء الأعمال العدائية وإحلال السلام في بلدنا". ويتزعم حقاني شبكة باسمه تصنفها واشنطن "إرهابية" وتعتبر الفصيل الأكثر دموية في التمرد الأفغاني. وأسبوع وقف العنف هو الطريق نحو عملية اختبار جدية "طالبان" في مسألة المفاوضات. ويخشى الكثير من المحللين الأميركيين أن يستعجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأسباب سياسية خاصة به، خروج القوات الأميركية من أفغانستان. ولكن ينبغي للمرء ألا يكون متفائلاً بما قد يأتي في ما بعد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أثار خبير الدفاع الأميركي المخضرم طوني كوردسمان، مخاوف من أن يكون "السلام" الذي يبحث عنه الرئيس ترامب على الطريقة "الفيتنامية. وأشار إلى أن هناك الكثير من "العلامات التحذيرية"، وهي أن جهود السلام هذه، ربما كانت في الواقع محاولة لتوفير النوع نفسه من الغطاء السياسي للانسحاب الأميركي، مثل التسوية السلمية التي تفاوضت عليها الولايات المتحدة في فيتنام.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم