الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحكومةُ تقنيّةٌ والحلولُ سياسيّة

سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
الحكومةُ تقنيّةٌ والحلولُ سياسيّة
الحكومةُ تقنيّةٌ والحلولُ سياسيّة
A+ A-
تَملِكُ الحكومةُ اللبنانيّةُ الجديدةُ رصيدًا يُعطى لها بالتَقنين كسحوباتِ المودِعين من أرصدتِهم في المصارف. هم: مالُهم موجودٌ وسقفُ سُحوباتِهم محدود. وهي: الثقةُ النيابيّةُ بها موجودةٌ وحرّيتُها بالتصرّفِ بها محدودة. لكنَّ الحكومةَ هُنا، وأصبح تأييدُها ومعارضتُها وراءَنا. مَن مَنحَها الثقةَ أيّدَها، ومَن حَجبَها عنها مَنحَها فرصة. أما المجتمعان العربيُّ والدوليُّ فرَحّبا بتأليفِها ولم يؤيّدا هُوّيتَها. يبقى أنَّ مشكلةَ هذه الحكومةِ هي مع عَرّابيها ومؤيّديها أكثرَ مما هي مع معارضيها. ومعارضتُها الجِديّةُ أصلًا خارجيّةٌ، فيما المعارضةُ الداخليّةُ فاقدةُ الصدقيّةِ والعَصَب.ظُهِّرَت هذه الحكومةُ على أنّها نتاجُ الصراعِ بين السلطةِ والثورةِ في لبنان وأنّها شُكّلَت كُرمى لعيونِ الثوّار، بينما هي عمليًّا نتاجُ الصراعِ بين أميركا وإيران في لبنان والشرق الأوسط. سَجّلَت السلطةُ نُقطةً على الثورةِ، وإيران نقطةً على أميركا. ويُعجِبُني هنا الّذين استَغربوا زيارةَ رئيسِ مجلسِ الشورى الإيرانيِّ علي لاريجاني، فهل كانوا يَتوقّعون زيارةَ وليِّ العهدِ السعوديِّ الأمير محمد بن سلمان لهذه الحكومة؟ لكنَّ هاتين النُقطتَين ليستا ذاتَ شأنٍ في الصراعِ المصيريِّ والطويل. لسنا، ويا للأسف، في صراعٍ يُحسَمُ بالنقاط، بل بالضربةِ القاضية، حتّى لو حصل حلٌّ سياسيٌّ... والفوزُ النهائيُّ ليس مضمونًا للجانبِ الأميركيِّ مع أنَّ موازينَ القِوى لمصلحتِه، فموازينُ القِوى لا تكفي من دون توازنٍ سياسيٍّ أميركيّ، ومن دونِ إرادةٍ ثابتةٍ للذَهابِ إلى النهاية. ولا نُغفِلَنَّ أنَّ أيَّ تقصيرٍ في الموقفِ الأميركيِّ قد تعوّضُه إسرائيل عسكريًّا. وفي جميعِ الأحوال، يَدفع لبنانُ الثمنَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم