الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رسّامة أفغانية من ذوي الإرادات الصلبة تفتتح مركزاً لتدريب فنانين: والدي واظب على تشجيعي

المصدر: "أ ف ب"
رسّامة أفغانية من ذوي الإرادات الصلبة تفتتح مركزاً لتدريب فنانين: والدي واظب على تشجيعي
رسّامة أفغانية من ذوي الإرادات الصلبة تفتتح مركزاً لتدريب فنانين: والدي واظب على تشجيعي
A+ A-

في بلد تعاني فيه النساء من ذوي الحاجات الخاصّة من تمييز كبير، تحدّت الفنانة الأفغانية ربابة محمدي المجتمع، بعد رفض المدارس انضمام محمدي إلى صفوفها. علّمت ربابة نفسها الرسم من خلال وضع فرشاة في فمها تشبثها بين أسنانها لإنجاز صور دقيقة وملونة.

وتبيع الشابة البالغة من العمر 19 عاماً، اليوم، أعمالها وتشارك في معارض عالمية كما أنّها افتتحت مركزاً مخصصاً لتدريب فنانين يعانون حاجات الخاصة.

وقالت محمدي: "أرسم في غالبية الأحيان رسوماً حول النساء الأفغانيات وقوّتهن وجمالهن، إضافة إلى الحب والتحديات التي تواجهها النساء".

يتابع نحو 50 طالباً دروساً في المركز الذي افتتحته في كابول العام الماضي ومولته بنفسها من إيرادات بيع لوحاتها.

ويعاني نحو 1,5 مليون من سكان أفغانستان تحدّياً في قدراتهم، ووفق المسح الوطني عام 2015، بما في ذلك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من إصابات مرتبطة بالألغام الأرضية.

وبالرغم من ذلك، يستمر هذا البلد الفقير في معاملة ذوي الحاجات الخاصة معاملة تمييزية.

ولدت محمدي بمشكلة جسدية دائمة ما يعني أنها لا تستطيع استخدام أطرافها، وهي تعاني حالياً من التهاب المفاصل.

وقالت محمدي "بسبب مشكلتي، لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة" مضيفةً أنّها كانت تحسد أقرباءها على قدرتهم على متابعة دراستهم.

لكن بمساعدة عائلتها، علّمت نفسها القراءة والكتابة ويمكنها الآن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفها المحمول بمهارة مثل أي شابة أخرى عن طريق الكتابة بلسانها.

وأشار شقيقها علي محمدي البالغ 24 عاماً إلى أنّه "يأمل في إنشاء دورة لمحو الأمية للأشخاص المعوقين العاجزين عن الذهاب إلى المدرسة، نحن فخورون جداً بربابة، وهي مصدر إلهام للأشخاص المعوّقين الآخرين".

لا تزال أفغانستان المحافظة التي لطالما اعتبرت واحدة من أسوأ الأماكن في العالم للنساء، تجبر ذوي الحاجات الخاصّة على البقاء مختبئات حتى في العاصمة التقدمية نسبياً كابول.

وأوضحت محمدي: "سئمتُ عدم تمكني من مغادرة المنزل".

وأضافت: "شعرت بغضب كبير، عندما كان يزورنا أقرباؤنا، كانوا يتهامسون أنّ والدَي قد ارتكبا خطيئة ما لذلك رزقا فتاة معوّقة".

وقال مفوض اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان بينافشا يعقوبي: إن مثل هذه المعاملة هي بسبب الأحكام المسبقة المزدوجة في كثير من الأحيان أي الجمع بين "الأنوثة والإعاقة".

وأوضح: "هذه نتائج التمييز الناجمة عن المواقف السلبية تجاه الإناث التي تسمى الجنس الثاني والإعاقة التي ينظر إليها ليس كتنوع بل كعار".

ولفت طالب من ذوي الحاجات خاصّة بالغ من العمر 22 عاماً في مركز محمدي، إنّه لم يتمكن من الذهاب إلى المدرسة بسبب إعاقته.

وأضاف: "أحب أن أرسم، أحب أن أتعلم الرسم بطريقة احترافية وأريد أن أصبح شهيراً مثل ربابة".

وترى ربابة أنّ الفن طريقة للتخلص من الإحباط.

وهي بدأت أولاً في الرسم عن طريق وضع قلم رصاص في فمها، لكنها أدركت لاحقاً أنها تستطيع تحسين التفاصيل في رسومها عن طريق تثبيت القلم بين أسنانها.

وشرحت فيما كانت ترسم: "كان الأمر صعباً جداً وبكيت مراراً... إلا أن والدي واظب على تشجيعي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم