الموضة في زمن الكورونا

إنطلق أسبوع الموضة في لندن وسط هواجس الخوف من فيروس الكورونا ومحاذير انتشاره والتقاطه في مناسبات يكتظ فيها الناس من مختلف الجنسيات. ومن المعلوم ان العشرات من البلدان حظرت رحلاتها الجوية من والى الصين وبالتالي يمكننا فهم فراغ مراكز التسوق في كل من باريس ولندن ودبي بسبب هذه الإجراءات التي حجبت الصينيين عن التسوق في عواصم الموضة. ومن المعلومأان الصينيين هم أكثر المستهلكين للماركات الفاخرة في العالم، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على الاقتصاد والمبيعات، ويعيدنا الى مشهد الأزمة التي حصلت في العام 2008.

تستأثر الصين بأكثر من ثلث الاستهلاك العالمي في قطاع السلع الفاخرة ووفقاً لموقع نيويورك تايمز يشكل الصينيون 40% من المتسوقين في الولايات المتحدة وهم مسؤولون عن 80% من ازدياد المبيعات التي حققتها الماركات العالمية الفاخرة في العام الماضي. وقد كلفت الأزمة التي تسبب بها هذا الوباء قطاع الأزياء في إيطاليا خسارة تقدر بملايين اليوروهات. إلا أن أسبوع الموضة في ميلانو الذي يستمر خمسة أيام ويشمل عروضا لأبرز دور الازياء منها "أرماني" و"فندي" و"برادا"، انطلق رغم ذلك. وبدأ الحدث بعرض عنوانه "الصين، نحن معك" للمصمم الصيني هان ون ومقره في نيويورك.

إلا أن ثلاثة مصممين صينيين هم أنجيل تشن وريكوسترو وهوي، كان من المقرر أن يشاركوا في هذا الحدث الذي يختتم الأحد، انسحبوا من العروض البالغ عددها 56. وكانت إيطاليا الدولة الأوروبية الأولى التي حظرت كل الرحلات الجوية من الصين وإليها الشهر الماضي.

وإضافة إلى ذلك، جعل إغلاق مشاغل الإنتاج التابعة للعلامات التجارية الصينية في الصين من المستحيل الوفاء بالمواعيد النهائية لتسليم الأزياء التي كانت ستشارك في العروض. وفي هذا المجال صرح الرئيس التنفيذي لمجموعة كيرينغ فرنسوا هنري بينو وهو زوج النجمة سلمى حايك بأن المناخ تغير في الصين فكافة المتاجر التابعة للمجموعة ومنها غوتشي وسان لوران أقفلت بمعظمها وأن ما تبقى منها يعمل وفق ساعات محدودة من النهار، الأمر الذي سينعكس سلباً على المبيع والنمو الاقتصادي لقطاع الكماليات.

إشارة الى أن فيروس كورونا المستجد الذي راح ضحيته نحو ألفي شخص في أنحاء العالم، معظمهم في الصين، أثر أيضا على أسبوع الموضة في لندن الذي تميّز بتراجع كبير في عدد المشاركين والحضور.

أسبوع الموضة في لندن: كيف كان؟

استمر الحدث خمسة أيام وضم عروضا لأبرز المصممين العالميين ومنهم بيربيري وريتشارد كوين في ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد حول العالم. وتضمن أسبوع الموضة الذي ينظم في العاصمة البريطانية أكثر من 60 عرضا، بما في ذلك لداري "بيربوري" و"تومي هيلفيغر".

لكن فيروس كورونا ألقى بظلاله على هذا التجمع السنوي وأثر عليه سلباً، إذ توقع "مجلس الأزياء البريطاني" الذي ينظم الحدث أن "ينخفض عدد المشترين والصحافيين الصينيين بشكل ملحوظ" نتيجة القيود المفروضة على السفر منعاً لتفشي المرض.

فلقد أودى هذا الوباء بحياة 1400 شخص تقريبا وأصاب نحو 64 ألف شخص إلى حد الآن. وأعلنت الرئيسة التنفيذية للمجلس كارولين راش عن شراكتها مع منصة "بيزنيس أوف فاشن تشاينا" من أجل "ضمان بقاء الجمهور على تواصل في عالم افتراضي".